الجمعة , مايو 10 2024

خيارات حضرموت في ظل استمرار الصراع اليمني

 

 

خيارات حضرموت في ظل استمرار الصراع اليمني

 

بعد مرور ما يقارب العقد على الحوار اليمني والذي أفضى إلى دولة اتحادية من عدة أقاليم من ضمنها إقليم حضرموت، إلا ان الانقلاب على هذه المخرجات قد أدخل البلاد في دوامة من الصراع لا تلوح إلى الآن بوادر جادة للخروج منه.

 

ومع أن مخرجات الحوار الوطني اليمني لم تلبي تطلعات أبناء حضرموت المضمومة بلادهم قسرا إلى اليمن منذ 1967م، إلا أنها لو نفذت في حينها بجدية، لربما أدى هذا أن انحسار زخم المطالبات الحضرمية بالاستقلال عن اليمن بشقية الجنوبي والشمالي.

0

فحضرموت واقعيا لم تنضم إلى اليمن طواعية. فقد كان مقرراً لها أن تستقل عن بريطانيا في 9 يناير 1968م، لولا خيانة بريطانيا للحضارمة وتسليم حضرموت للنظام الاشتراكي الشيوعي الذي أعقب بريطانيا في حكم الجنوب اليمني.

 

وقد شهدت هذه الدولة الوليدة (اليمن الجنوبي) بعد الاستقلال صراعات داخلية طوال عمرها ذو الثلاثة وعشرون عاماً، أدى بها للهروب إلى الوحدة اليمنية في 1990م. وعندها وجدت حضرموت نفسها في وضع استثنائي جديد.
ومنذ  1967م إلى اليوم، عانت حضرموت الأمرّين  من أنظمة الحكم في اليمن الجنوبي والشمالي، حيث صدّرت الدولة اليمنية بشقّيها صراعاتها على السلطة وعلى ثروات حضرموت، صدّرتها إلى الشعب الحضرمي المسالم والمختلف جذرياً عن الثقافة اليمنية. وأدى هذا إلى تأخر حضرموت عن اللحاق بركب الدول المتقدمة ودفعها فاتورة الصراعات اليمنية والتي ليس لحضرموت فيها ناقة ولا جمل.

وينظر الحضارمة إلى أن نكبة 1967م قد أضاعت حلمهم في قيام دولتهم الحضرمية المستقلة المواكبة للدول المتقدمة والمستقرة، ويُحمّلون بريطانيا ضياع هذا الحلم وضياع مستقبل الأجيال الحضرمية منذ ذلك الحين.

ويأمل السواد الأعظم من الحضارمة في أن تستغل القيادات الحضرمية وضع البلاد الحالي، لانتزاع الحق الحضرمي التاريخي المغتصب عبر الإعلان عن قيام دولة حضرموت المستقلة. ومن شأن هذا الإعلان أن يلخبط أوراق الصراع اليمني حتى لو لم يكن للدولة المعلنة تأثير مباشر وفوري على الأرض، حيث يعتقد الحضارمة بأن هذا قد يجلب لهم الاعتراف الدولي لاحقا، وخصوصاً أن لحضرموت قبل 1967م علاقات مع دول إقليمية واعتراف متبادل وتمثيل دبلوماسي وحدود مرسّمة.

ومن شأن مثل هكذا إعلان أن يؤدي إلى تحرك يمني وإقليمي ودولي حاثاً الحضارمة على التراجع، غير أن هذه الخطوة المتقدمة لا يمكن التراجع عنها إلا بحلول متقدمة أيضاً للقضية الحضرمية؛ مثل إقليم كامل الصلاحيات مع حق تقرير المصير بموجب القرار الأممي رقم 2023 والصادر في 5 نوفمبر 1965م.

فهل تفعلها القيادات الحضرمية وتفرض هذا الوضع نصرة للأجيال الحضرمية القادمة.. ولتدخل التاريخ من أوسع أبوابه؟

أ. عبدالله بالرواس
4 يونيو 2023م.

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

ثقافة البيضة والحجر

      ثقافة البيضة والحجر مقال / فائز الصيعري 6 مايو 2024م ” ويلٌ للعالَم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *