الإثنين , مايو 13 2024

الوفد الحضرمي المستقل بالرياض,  يسقط أوهام سيطرة الإنتقالي على حضرموت!!!*

 

 

الوفد الحضرمي المستقل بالرياض,  يسقط أوهام سيطرة الإنتقالي على حضرموت!!!*

بقلم : م. لطفي بن سعدون الصيعري.
الرباض: 11 يونيو 2023م.

كانت الوفود اليمنية والجنوبية خلال الثمان سنوات الماضية وما قبلها ، تقطع بآلاف المندوبين البراري والاجواء ، جيئة وذهابا الى عاصمة القرار العربي والاسلامي والدولي في الرياض، لإجراء المشاورات والتفاهمات والاتفاقات برعاية المملكة، بين ممثلي الشمال والجنوب الداخلين ضمن مكونات الشرعية. وحينها لم نسمع اي جعجعة إعلامية واستنفار سياسي ضدها سواء من داخلها او فيما بينها مثلما يحدث اليوم ضد الوفد الحضرمي.

فمنذ أن وطئت اقدام الوفد الحضرمي المستقل ارض رياض الخير، برئاسة محافظ حضرموت ومشاركة قيادات المكونات الحضرمية المستقلة، والنيابيين والشورويين، والتجمعات القبلية والنخب الاكاديمية والدينية والاعلامية والشخصيات والأعيان، وبدعوة كريمة من حكومة المملكة الشقيقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الامين سمو الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، حتى ضج الاعلام الجنوبي والشمالي، وارتفع صوتهما الى عنان السماء، وامتلأت مختلف وسائل التواصل الاجتماعي بالقيل والقال والتحليلات وحملات التشويه والاكاذيب والتخوين وقلب الحقائق، وممارسة الديماغوجيا على أوسع نطاق، ضد الوفد الحضرمي المستقل، ومناصريه على الأرض الحضرمية وفي المهاجر، وكانت هذه الحملات تشتد يوما عن يوم في الأسبوعين الاولين، الا اننا قد لاحظنا في الأسبوع الحالي تغيّرا كبيرا ، في خطاب التعاطي مع مهام الوفد في المملكة ، خاصة بعد لقاءات قيادات الوفد برئاسة المحافظ مع سفراء الدول الكبرى كبريطانيا واليابان وامريكا وسفراء 22دولة من الاتحاد الاوروبي ، واستماعهم للصوت الحضرمي في اطاره الخاص بالمظلومية والقضية الحضرمية الغير قابل لتبعيته لصنعاء ولعدن، واعتبار حضرموت عاصمة ثالثة ندية لكليهما .

وباستثناء الحوثي فقد كان خطاب النخب والقيادات الشمالية السياسي والاعلامي طيلة الفترة الماضية ، يتسم ببراجماتية القبول على مضض، بالوفد الحضرمي المستقل بالرياض وبالخطاب الحضرمي الجديد، ورؤيته السياسية المستقبلية للعلاقة مع عدن وصنعاء ،خلافا للخطاب الجنوبي الذي يقوده الانتقالي، والذي اتسم خلال الأسبوعين الماضيين بالعداء الصريح للوفد ، واتهامه بالخيانة وبالعمالة للزيود وللحوثي والإصلاح, وأن الوفد يتكون فقط ، من الاصلاحيين ويتوجه بريموتهم، وليس من ذكر لاسم الحضارم المستقلين فيه، بل ووصفهم مهرجهم الكبير بن بريك بالصراصير وأكياس الرز.

ولكن في الأسبوع الماضي انقلب خطابهم ضد الوفد الحضرمي، بمحاولة خفض التصعيد والتهديد والتخوين ، و التعاطي معه بمرونه وتوجه آخر، يسعى لتطمين انصارهم بعدم خطورة تواجد الوفد الحضرمي المستقل بالرياض، وكذا تصوير مهمته بأنه لمجرد تحسين وضع حضرموت في الدولة الجنوبية، التي يبشرون بها انصارهم بقدومها ، وان دور  المملكة هو فقط تهجين مهمة الوفد الحضرمي والضغط عليه، للقبول بتبعية الجنوب، مع تحسين بعض شروط التبعية والإلحاق ، وبحسب ما وصفها في مقاله الأخير منظّرهم الكبير الاعلامي الإشتراكي خالد سلمان رئيس تحرير صحيفة الثوري ،واعلاميين انتقاليين آخرين .

ويتضح من خلال تبدّل الخطاب الاعلامي الإنتقالي ضد الوفد الحضرمي، وميله الى خفض التصعيد المباشر معه، ومحاولة التقليل من خطورته وإيهام مناصريهم بسيطرتهم على الموقف، يتضح من كل ذلك مقدار الرعب والخوف الذي دبّ في أوصال قيادات الإنتقالي، من تحركات الوفد الحضرمي ، ووصول صوته بقوة الى المجتمع الاقليمي والدولي من خلال اللقاءات بسفراء الدول الكبرى والاتحاد الاوروبي، بتسهيلات ودعم قوي من الأشقاء في المملكة ، ومحاولة بحث الانتقالي عن بدائل اخرى،  أكثر نعومة ودهاء للالتفاف على هذا الصوت الحضرمي الصاعد وضرورة احتوائه، بتقديم بعض التنازلات الطفيفة ، بدلا من التصادم معه،  ومن ثم فقد أي تقارب بين حضرموت والجنوب، وبالتالي سقوط مشروعهم للهيمنة الكاملة على حضرموت ، وكذا سقوط مشروعهم أيضا للهيمنة على الجنوب.

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

ثقافة البيضة والحجر

      ثقافة البيضة والحجر مقال / فائز الصيعري 6 مايو 2024م ” ويلٌ للعالَم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *