صحيفة صوت حضرموت صوت حضرموت الغائب والمغيب عنك
برحيلك خسرت الساحة السياسية الحضرمية فارساً
صالح بن جمعان باحنّان
2023/7/4
ترجّل الفارس عن صهوة جواده وغادر الساحة السياسية بعد صولات وجولات، خاضها منذ انطلاقة (الهبة الحضرمية الثانية ) “بقيادة الشيخ صالح بن حريز المري ” كان أحد رفاقه المقربين..
إنه الشيخ المغفور له بإذن الله تعالى ( حسن بن سعيد بن طالب الكثيري )
أبو رمضان ذلك الرجل البسيط الذي عاصر سقوط حضرموت وهو طفلاً ، لقد شاهد وطنه الحضرمي يسقط بيد العصابات الذي تتبع اليمن الجنوبي آنذاك ، عاش طفولته مثل باقي أطفال حضرموت لا مستقبل امامهم سوى الهجرة إلى دول الشتات في ظل إحتلال همجي لا يرعي الأعراف الدولية ، عاش أبو رمضان فترة حياته وقلبه يقطر دم على وطن ضائع بسبب تخاذل أهله ، وعندما وجد الفرصة ، اخترط في العمل الميداني من أجل حضرموت الأرض والإنسان ، وعمل منذ أول يوم في انطلاق الهبة الحضرمية الثانية وترك عمله في دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل الاعتكاف في ارض حضرموت حتى يأتي النصر المؤزر، ولكن سرعان ما انقلب جناح اليمن الجنوبي ضد الهبة وأعلنوا الانسحاب الكلي من منطقة العيون الحضرمية حيث كانوا يتمركزون فيها وسط خيام العزة والكرامة.
شعر ابو رمضان بنفس الشعور الذي عاشه وهو طفلاً ، ولكن هذا المرة قال لا تراجع وإلى الامام، وقرر هو باقي رفاقه الصمود وعدم التراجع عن مطلب الشعب الحضرمي، حتى دخولهم إلى العاصمة الحضرمية المكلا في تصعيد غير مسبوق ضد الفساد الذي يسيطر على حضرموت كاملة ولكن قوبل دخولهم بالرفض القاطع وتم مداهمة مكان اعتصامهم السلمي الواقع في الكورنيش بالقرب من المتحف الوطني الحضرمي وتم الزج بهم في سجون الظلم بدون الرجوع الى القانون أو القضاء.
ولقد كان خبر إلقاء القبض عليهم مثل الصاعقه على مسامع الشعب الحضرمي..!!
وخرجت المظاهرات الذي تندد ضد سلطة الفساد آنذاك ولكن لا حياة لمن تنادي..!!
وظل الثائر ابو رمضان ورفاقه أكثر من شهر في سجون الظلم حتى غادرت السفينة الذي على متنها ثروات حضرموت ، تم إطلاق سراحهم من المعتقل..
واستمر ابو رمضان في العمل السياسي الحضرمي الخالص رغم مرضه وكبر سنه حتى جاءته المنيه بعد مغادرة حضرموت إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بعد ما اشتد عليه المرض ، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة ترجّل الفارس الحضرمي عن صهوة جواده ، تاركاً إرثا تاريخيا في النضال للأجيال الحضرمية القادمة، قدّم خير مثال في الهبة الحضرمية وفي وقفاته الوطنية بيوم العلم الحضرمي بمدينة سيئون وفي اليوم الوطني الحضرمي الاول..
رحم الله الشيخ حسن بن طالب وكل من سبقوه في النضال من أجل حضرموت واستقلالها، والخزي والعار لمن كان في يوم من الايام واقفاً في الصف المعادي لها وللفرسان الذين يبحثون عن عزة وكرامة حضرموت..
