الأحد , مايو 12 2024

المحافظة على أرواح الناس أولى من ادعاء المثالية بحق التعبير السلمي

 

 

 

المحافظة على أرواح الناس أولى من ادعاء المثالية بحق التعبير السلمي

 

أتفهم أن تقوم السلطات بدورها في فرض القانون ضد كل من يحاول المساس به وأن تبادر للتحقيق في أي حوادث جنائية تحصل في المناطق التي تحت سيطرتها .

لكن ما لم أفهمه أن تمارس السلطات حقها في الترخيص لمظاهرات هي تعلم مسبقاً أنها مرفوضة من شريحة كبيرة من أبناء المناطق التي ستقام فيها تلك المظاهرة ، ناهيك عن الإحتقان والتعبئة الخاطئة من منظمي فعالية هذه المظاهرة لأنصارهم بتوجيههم أن هذه المظاهرة لكسر شوكة مشروع آخر وتخوينه واتهامه .

بل إلى أبعد من ذلك وهو إقامة المظاهرة في مكان له رمزية تاريخية عند فئة من المواطنين ويرفضون التعدي عليه برفع شعارات سياسية وصور لشخصيات وقيادات من مناطق أخرى على جدرانه وأسواره في رسالة تحريضية من منظمي المظاهرة ضد هؤلاء المواطنين .

هنا ليسمح لي المحافظ ووكيله أن الترخيص لمظاهرة سياسية كهذه في مكان تم رفض مجموعة أخرى من المواطنين أن تقام فيه بل تم التحذير بعدم السماح بذلك من البعض وحمّلوا الدولة والأمن مسؤولية عواقب ما سيحدث جرّاء هذه الإستفزازات.

ومع كل ذلك تضرب السلطات بهذه التحذيرات عرض الحائط بل تساعد في زيادة الإحتقان بين الناس وترخص مثل هذه المظاهرة في نفس المكان الذي تم رفضه من شريحة من المواطنين !!
هنا نقول أن السلطات سكبت الزيت على النار وساهمت في ما حدث مساهمة فاعلة .

فقد كان بإستطاعتها منع المظاهرة بعد التحذيرات وعلمها المسبق بالإحتقان بين الناس أو أقلها تغيير مكانها .
لكن السلطات لم تفعل هذا ولا ذاك ولست ادري لماذا ؟!

حتى في الدول الديمقراطية والتي تسمح بالتظاهر تمنع كثيراً من المظاهرات أو تغيّر مكانها إذا كانت ستتسبب في حوادث وتصادم بين المتظاهرين وأطراف أخرى أو على أقل تقدير تقوم بإحاطة المتظاهرين بعدم رفع بعض الشعارات المستفزة.
وكثيراً ما شاهدنا حوادث عديدة في أمريكا والغرب بسبب اخطاء ممارسة السلطات أحيانا بالسماح لمثل هذه المظاهرات تحت ذريعة حرية الرأي والمساس ببعض الرموز الدينية او السياسية لبعض الأطراف وما يترتب بعد ذلك من انفلات أمني وتخريب وتدمير وقتل في بعض الأحيان من التصرف اللامسؤول لتلك السلطات .

هنا نقول بكل ود وحب ونصيحة للسلطات في حضرموت
كنتم تستطيعون تجنيب الناس ما حصل بشيء من الحكمة وقراءة المشهد بروية وعدم مجاملة طرف على الآخر .

محاسبة المتسبب عما حصل أيضاً يجب أن لا يكون فيه محاباة لأنه سيزيد الطين بلة وستنفلت بعد ذلك الأمور على السلطات .
يجب محاسبة من سمح بمثل هذه المظاهرة مع علمه بهذا الإحتقان والتحذير من شريحة من أبناء الوطن والمنطقة نفسها.

يجب محاسبة الأمن الذي لم يقم بواجبه وتعهداته كما سمعنا بعدم السماح للمتظاهرين بتعليق صور شخصيات تتبع مشاريع قادمة من خارج حضرموت على أسوار وجدران المعلم التاريخي الحضرمي ( قصر الكثيري ) .

يجب محاسبة منظمي هذه الفعالية على عدم التزامهم بعدم استفزاز الآخرين وتعليق شعارات وصور على جدران القصر .

وأخيراً النظر في تبعات هذه الأخطاء ومحاسبة كل من شارك في الفوضى من الجانبين .
والأهم من ذلك كله يجب على السلطات المحلية في حضرموت أن تعي أن مسؤوليتها ليست المحاسبة فقط بعد حدوث بعض الإختلالات بل من أهم واجباتها السعي في محاولة عدم وقوع أي اختلالات  تتسبب في خرق النسيج المجتمعي الحضرمي وتهديد السلم الأهلي .

فالمحافظة على أرواح الناس ومنع ما سيكون سبباً في التصادم والإقتتال أولى من إدعاء المثالية بحق التعبير السلمي في بلد يفتقد لأبسط حقوق الإنسان المعيشية من خدمات ورواتب وكهرباء وعيش كريم .

المواطن المحب لحضرموت /
حسين بن عيلي الكثيري

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

ثقافة البيضة والحجر

      ثقافة البيضة والحجر مقال / فائز الصيعري 6 مايو 2024م ” ويلٌ للعالَم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *