الأحد , مايو 19 2024

“الجيل الذي سبقنا من الحضارم في الشتات حملوا راية المشروع الحضرمي خاصة ان الشعب في الداخل أدخل في سجن كبير وحكم بالنار والحديد وبأدوات حضرمية”

 

 

 

“الجيل الذي سبقنا من الحضارم في الشتات حملوا راية المشروع الحضرمي خاصة ان الشعب في الداخل أدخل في سجن كبير وحكم بالنار والحديد وبأدوات حضرمية”

الحلقة الأولى من اللقاء الحواري

مع البروفيسور رشيد محمد بامخلاه”رئيس جبهة مستقبل حضرموت”

الحوار من إعداد وتقديم: أحلام الكثيري

نبذة تعريفية:

البروفيسور رشيد محمد فرج بامخلاه، من مواليد حضرموت عام 1961 ، أستاذ و استشاري أول الأمراض الباطنة – كلية الطب جامعة حضرموت للأمراض الباطنة، عمل مدرسًا من 2001-2008، واستاذ مساعد 2008-2013، واستاذ مشارك 2013-2018، ومن ابرز نشاطه العلمي، ٢٢بحثا طبيا منشورا في المجلات المحلية والعربية والأجنبية، و٤ في طور النشر، تقلد رئاسة اللجنة التحضيرية لمؤتمر وورشة أمراض الجهاز الهضمي ثم رئاسة المؤتمر- المكلا حضرموت (2010)، مشارك حاليًا في العديد من المؤتمرات والبحوث الطبية الدولية، والعديد من أنشطة ورئاسة نقابة الأطباء حتى عام 1995، أسس مع مجموعة من رفاقه ورفيقاته (جبهة مستقبل حضرموت)، وهذه مقتطفات من سيرته الذاتية الحافلة بالإنجازات.

[الجيل الذي سبقنا من الحضارم في الشتات وحملوا راية المشروع الحضرمي خاصة ان الشعب في الداخل أدخل في سجن كبير وحكم بالنار والحديد وبأدوات حضرمية]

أهلا ومرحب بك بروف رشيد، وقد أحببت إجراء هذا الحوار الصحفي، كأحد أبرز الفاعلين السياسيين المهتمين بقضية حضرموت، وسأبدأ حواري معك بالسؤال الأول، باعتبارك رئيس قيادة جبهة مستقبل حضرموت، نود منك أن تعرّفنا والقراء الأعزاء بالرؤية التي يتبناه التيار السياسي لجبهة مستقبل حضرموت منذ بدايات تأسيسه؟

أولا اشكرك أستاذة أحلام على إعطائنا هذه الفرصة لنعطي القراء الأعزاء لمحة عن جبهة مستقبل حضرموت منذ انطلاقتها قبل عقد من الزمان و بالذات منذ 27 نوفمبر 2012 كامتداد لما قام به الجيل الذي سبقنا من الحضارم في الشتات و حملوا راية المشروع الحضرمي خاصة ان الشعب في الداخل أدخل في سجن كبير وحكم بالنار والحديد وبأدوات حضرمية منذ سيطرة عناصر الجبهة القومية لتحريرالجنوب “اليمني وليس العربي” المحتل فجر يوم الأحد بتاريخ 13 جماد ثاني 1387هـ الموافق 17 سبتمبر 1967م و الذي يُعرف عند احرار حضرموت بيوم النكبة. وتم قمع كل محاولات رفض الواقع الجديد المظلم والكل يعلم ما حدث بعد ذلك من قتل وسحل وتشريد ونفي وتغييب واعدامات بمحاكمات صورية سميت بمحاكمة الشعب لا يرأسها قاض ولا نيابة مؤهلة، ومعظمهم من شباب حضرموت الذين غسلوا دماغهم ليحاكموا خيرة ابناء شعبهم.. عاش الحضارم في ارضهم في نفي داخلي وشعور بالقهر والاحساس بالمواطنة غير الكاملة.. ولكن هذا لم يلغي الحضرمي انتماءه و لا هويته الحضرمية التاريخية ..و مع تهاوى المعسكر الاشتراكي و تفكك الاتحاد السوفييتي عاد للشعب الحضرمي الأمل في استقلالية بلادهم ولكن للأسف أصر حكام عدن آنذاك على المضي في حرف مسار حضرموت الطبيعي وحدثت النكسة الحضرمية في 1990 كامتداد لنكبة 1967 لهذا كان لابد ان يأتي توقيت يرفع فيه شعبنا الغبار عنه ويطالب بحقه في تقرير مصيره و عندما هبت رياح التغيير العربي في 2011 التقط الحضارم الخيط و بدأوا في تجميع انفسهم من خلال مكونات قبلية و اجتماعية واقتصادية وثقافية وحقوقية متعددة حتى اعلنت جبهة مستقبل حضرموت كأول تيار سياسي حضرمي في الداخل الحضرمي والتي وضعت يوم إشهارها و مع بيان تأسيسها وثيقتها الأساسية الأولى المتمثلة في (الرؤية والرسالة ولأهداف الاساسية) حيث نصت في رؤيتها في إن (جبهة مستقبل حضرموت هو تيار سياسي شعبي وليس حزبي يرى ان حضرموت اقليم عربي مسلم له الحق في اختيار نظامه السياسي من خلال إقامة دولته المستقلة على ترابه او الاتحاد مع اقليم أو اقاليم مجاورة اخرى ورفض اي سياسة او تشريع تقصي اي حضرمي للمطالبة بحقه في تقرير مصيره)..

_بروف رشيد بامخلاه في مقال لك نشر في ٢٠١٢ بعنوان ” حضرموفوبيا” كتبت
[اليوم ينقسم الحضارم الى أكثر من تيار تحت أربع توجهات: الأول: حضرموت يمنية،
الثاني: حضرموت جنوبية،
الثالث: حضرموت حضرمية،
الرابع: خليط من الثلاثة]


السؤال ٢: كيف يمكن أن تسقط مقولتك على الهوية الجمعية الحضرمية بتبايناتها النفسية، بحسب تصنيف الباحث “مارشا” لحالات الهوية ذات الطبيعة الديناميكية والتي قسمها إلى أربع رتب ” تحقيق الهوية، تعليق الهوية، انغلاق الهوية، تفكيك الهوية” والتي تحددها خبرة الفرد أو عدم خبرته بأزمة الهوية؟

الهوية الوطنية هي الانتماء و الانتساب القوي و الوجداني من الفرد لوطنه و تتكون من عدة عناصر .. الانتماء الجغرافي – اللغة والثقافة – التاريخ والتراث – القيم والمبادئ… و قد مرت الهوية الحضرمية منذ تكونها بكل الرتب التي وضحها مارشا في دراسته.. و لهذا فهي فعلا ذات طبيعة ديناميكية .. وما طرحته من توصيف لشعب حضرموت قبل احد عشرة عاما كان نتيجة الغموض وعدم وضوح الرؤية بالنسبة لمستقبل المنطقة كون اي مجتمع ليس معزولا عن التأثر بتداخل الدوائر الدولية والإقليمية و المحلية و في تلك الفترة كانت الجمهورية اليمنية قد خرجت لتوها من نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح ولأن الطبيعة الديناميكية تتحقق بمتغيرين (الخبرة بدرجاتها الى عدمها و كذا الالتزام باي قرار يتعلق بالهوية و درجات هذا الالتزام الى عدمه) … لهذا كنا في تلك الفترة نعاني وقليل من الحضارم و منهم نحن في رتبة (تحقق الهوية) حيث تتوافر الخبرة بالأزمة والالتزام بما يتخذ من قرار وطني يخدم بلادنا وهؤلاء هم من بدأوا بالتصريح ان تكون حضرموت حضرمية.. واليوم اصبحت هذه الرتبة الغالبة ومعظمنا لديه الخبرة وملتزم بما يخدم حضرميتنا.. اما من يرى حضرموت جنوبية او يمنية فمنهم من لدية الخبرة بهويتنا ولكن لا يلتزم بمتطلباتها فيقع في رتبة تعليق او تأجيل الهوية و هؤلاء كانوا يشكلون عدد لابأس به في العقد الماضي و اليوم قل عددهم بشكل واضح وبعضهم يضطر الى ان يعلن التزامه بمتطلبات هويتنا وان كان ذلك رياء.. بينما هناك من ليس لديهم اي خبرة فيما يتعلق بأزمة الهوية وهم تحت تأثير قوى خارجية تختار لهم اهدافهم ولهذا يقعون في الرتبة الثالثة (انغلاق الهوية) و هم عادة من العامة وتحت تأثير الأعلام اليمني الجنوبي بالذات دون وعي للهوية الحضرمية ويرى انها هوية فرعية للهوية الجنوبية “الجامعة!!”.. اما تصنيفي الرابع (حضارم خليط ) فهؤلاء في الرتبة الرابعة الأسوأ ( تشتت الهوية) فلديهم ضعف في الوعي بهويتهم الوطنية الحضرمية بدرجة كبيرة ولا يهتمون بل لا يعون بالمتطلبات التي عليهم الالتزام بها ، و يلعب الجانب النفسي دورا في وجود الفرد في هذه الرتبة او تلك فمثلا معظم قيادات المنتمين لحضرموت جنوبية هم كانوا قيادات او اعضاء في الجبهة القومية او ابنها الحزب الاشتراكي (اليمني) بل ان لدينا اكاديميين حضارم يدّعون هذ التوجه كانوا اعضاء وقيادات في منظمة الحزب الاشتراكي (اليمني) بكلية التربية العليا التي كانت الوحيدة في حضرموت وكانت تتبع جامعة عدن.. انه مجرد امتداد لماضي ينتمون له نفسيا ليس اكثر.

[“كانوا يظنون انهم سيحكمون وسيساعدهم في ذلك كل الدول الحرة التي سبقتهم في التحرر في اسيا وافريقيا وقبلهم المعسكر الاشتراكي وبالذات الاتحاد السوفييتي ” ]

السؤال ٣: من شقين، الشق الأول من السؤال: ما وجه الشبه والاختلاف بين النظام السياسي في ظل جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية التي تبنت سياسة الحزب الواحد والجمهورية اليمنية التي اقرت التعددية الحزبية في القانون رقـم (66) لسنة 1991م بشأن الأحزاب والتنظيمات السياسية؟

الشق الثاني من السؤال: رغم أن ظهور حراك حضرمي، أو مكونات وأحلاف قبلية وتيارات سياسية حضرمية كان متأخرا، ومنها من لم يستمر، فما هي الأسباب والمعوقات التي ساهمت في ذلك، وكان له تأثير على تيار جبهة مستقبل حضرموت الذي تأسس داخليا في عام 2012، كخط موازي للفاعل السياسي الخارجي في المهجر، والذي تبنى ملف قضية حضرموت منذ السبعينيات في المحافل الدولية؟

النظام السياسي لجمهورية اليمن الديمقراطية (الجنوبية 1967-1969) الشعبية و مثيله في الجمهورية اليمنية بعد ذلك يتشابهون كثيرا يما يتعلق بحضرموت ارضا و انسانا و لا يختلفون سوى في تفاصيل ذلك التشابه.. ويكمن تشابههم في:

1. محاولة مستميته في انهاء هويتنا.

2. محاولة تقسيم حضرموت الى محافظتين

3. تعيين محافظين في وقت الأزمات ليسوا حضارم

4. تعيين قيادات عسكرية في حضرموت ايام اليمن الديمقراطية (قاسم يحيى من المثلث) و في عهد الجهورية اليمنية (محمد اسماعيل و محمد علي محسن من المحافظات الشمالية)

5. عدم قيام اي مشروع يعتبرونه استكمالا للبنية التحتية للدولة التي لديهم هلع من قيامها كالمطار و الميناء الدوليين التي تستحقانها حضرموت بل مجرد مشاريع محلية صغيرة ويمنع السماح لأي طيران غير
“اليمدا الجنوبية” ثم “اليمنية اليمنية” و كذا المصافي ومشاريع الكهرباء الكبرى وان تم وضع حجر اساس لأي منها فبعد التصوير يبقى مجرد طوب مرصوص لينعق عليه الغراب و ما اكثر هذا الطوب في حضرموت.

6. بعد ان كان وادي حضرموت وحجر و غيل باوزير تمثل بمجموعها سلة حضرموت الغذائية, تم تجفيفها و تحويل مصادر مياهها بعيدا عنها فصرنا ايام اليمن الديمقراطية نأكل من خضار ابين و في عهد الوحدة نعيش على خضار صعدة.

7. منع اي محاولة لتوفير مخزون استراتيجي من الغذاء والدواء والمشتقات النفطية و غيرها لتظل حضرموت رهينة قراراهم واي محاولة للخروج عن النص من وجهة نظرهم مصيرنا الموت من الجوع والعطش وتوقف حركة الحياة.

هذه اهم مظاهر التشابه بين النظامين من وجهة نظر حضرمية وكما قلت يختلفون فقط في تفاصيلها.

اما بشكل عام فهما يشتركان في الدكتاتورية وإن اختلفوا في كيفية تعاطيها ففي اليمن الديمقراطية التي تسلمها من بريطانيا مجموعة من المراهقين السياسيين و طلبة ثانوية كما وصفهم اللورد شاكلتون في مذكراته عندما (تفاوض!) معهم في جنيف حول ذلك التسلم ولم يكونوا يعلموا اي شيء لا عن الحكم و لا طبيعة العلاقات الدولية والاقليمية. .. “و كانوا يظنون انهم سيحكمون و سيساعدهم في ذلك كل الدول الحرة التي سبقتهم في التحرر في اسيا وافريقيا وقبلهم المعسكر الاشتراكي وبالذات الاتحاد السوفييتي” وهذا ما قاله علي ناصر محمد في لقاء من عدة اجزاء مع قناة RT الروسية قبل سنوات).. و حكموا بمبادئ القوة والبطش و القتل والتهجير ومنع السفر الا بضامن يضمن عودتك حتى من كانوا يرسلونهم للدراسة في الدول الشيوعية لا يستلمون شهاداتهم بل يستلمها ممثل امن الدولة (المخابرات) في السفارة و تسلم له عند العودة.. و بهذه الدكتاتورية “البجحه” نهبوا اموال الحضارم وممتلكاتهم ومزارعهم ومصانعهم و عقاراتهم و و و.. و من قاوم اما يسحل او يقتل او يتم تغييبه او تشريده و نفيه.. و تحول الشعب الى قطيع في مزرعة الاشتراكية. اما دكتاتورية الجمهورية اليمنية فعلى الرغم من انها اعلنت التعددية منذ اليوم الاول وتم تشريع ذلك وفقا للقانون الذي اشرتي له الا ان الواقع كان شيئا اخر تماما فقد كان النظام السياسي دكتاتوري بقشور ديمقراطية وهمية و كل ما حصل هو جمع نظامين دكتاتوريين ليوجدوا نظاما ديمقراطيا تعدديا يؤمن بالتبادل السلمي للسلطة فكان ان كل طرف تمسك بفرض دكتاتوريته على المناطق التي كان يحكمها منفردا .. وهنا اتذكر نقطتين ان حزب رابطة ابناء (اليمن) طرح بعد الوحدة ان يستقيل الرئيس علي صالح و نائبه علي البيض من رئاسة حزبيهما ويبقيا في الرئاسة اطول مده ممكنة وتتحول الدولة الى برلمانية تتنافس فيها الاحزاب على اغلبية البرلمان لتشكيل الحكومة وطبعا لم يستمع احد. النقطة الأخرى هي ان عندما يبدأ اي حزب دورة حياة جديدة لا يكفي ان تتغير اهدافه ووثائقه وبرنامجه السياسي بل ان يغير كبار قادته ايضا وظهر ذلك جليا في الحزب الاشتراكي (اليمني) فهل نتوقع ان يتحول احدهم او كلهم من حكام بالماركسية اللينينية التي تتحكم في كل شيء في الاقتصاد الى حكام ضمن نظام اخر يحكم بالاقتصاد الحر والقطاع الخاص؟ عموما هذا أساس من أسس اعادة دورة حياة الأحزاب و ليس رأي شخصي.. و لهذا كانت كارثة اقتتال 1994 بين الدكتاتوريتين. و بعد هذا الاقتتال دخلنا مرحلة جديدة جدا و هي دكتاتورية الفساد لدرجة اننا اعتقدنا اعتقادا باننا نحكم وفق برنامج استراتيجي للفساد حيث اننا كلما فاحت رائحة فاسد في حضرموت فبدلا من محاسبته نفاجئ بأنه قد اصبح وزيرا او نائب او وكيل وزارة على الأقل والأسماء معروفة جدا حضرميا بل انه هناك من ساهم في قيادة الاشتراكي قبل وأثناء اقتتال 1994 و تمت محاكمة غيابيا انضموا للمؤتمر الشعبي العام للمشاركة في مهرجان الفساد الدائم بكل همه ونشاط وتمت اقالة كل من حاول ذلك ان يقترب من مكافحته وفي مقدمتهم الخبير الاقتصادي الحضرمي الدكتور فرج بن غانم رحمه الله الذي عيّن رئيسا للحكومة ولم يستطيعوا افساده.

يتبع في الحلقة الثانية من الحوار

“ لأننا ضد البصم الأعمى فقد طلبنا الوثائق الأساسية لمجلس حضرموت الوطني ”

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

أمير المؤمنين ((سالمين))..!!

    أمير المؤمنين ((سالمين))..!!   كتب الاستاذ عبيد احمد طرموم على صفحته في الفيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *