حضرموت هي الدولة..

حضرموت هي الدولة..

اليمن يعاني منذ عشرات السنين سواء شمالا او جنوبا ولم يكن هناك دولة بمعنى الدولة الحقيقي، وأساس المشاكل من فساد وتدهور في كل شيء هو مركزية السلطة والحكم بمنطق القوة او القبيلة او المذهب، بحيث أصبحت المناصب والوزارات توزع حسب المحسوبية والقرابة وليست الكفاءة فنتج عن ذلك فشل وفساد لا ينتهي أبدا

حضرموت ليست بمنأى عن هذا الوضع وتأثرت بارتباطها بالجنوب سابقا ومن ثم الشمال بعد ذلك، وأصابها ما أصاب تلك المجتمعات من فساد وظلم وفوضى

آن الأوان لرجال حضرموت أن يمسكوا زمام الدولة فهم الأجدر لانتشال اليمن من وضعه المزري
فالحضارم بنوا دول في المهجر وأقاموا امبراطوريات اقتصادية وكان لهم دور محوري في تلك المجتمعات عندما وجدوا البيئة المناسبة للنجاح.

فكيف لا ينجحوا في بلادهم ووسط أهلهم..طبعا اذا سلمت لهم زمام الامور وكان بيدهم الحل والربط
رجال حضرموت رجال دولة يؤمنون بالنظام وادارة الامور بحساب دقيق ولا يتهورون في قراراتهم

طبعا اذا اراد اهل اليمن بشقيه الشمال والجنوب الخروج من هذا الوضع الذي يعيشونه وإلا حضرموت ستشق طريقها بنفسها والتاريخ يشهد لها ..تاريخ عريق ضارب في القدم ولا تحتاج حضرموت لأحد فلديها كل مقومات الدولة والان هي اصلا الدولة  من حيث المؤسسات والدعم الذي تقدمه للدولة من ثرواتها والذي يتجاوز ال٧٠ %.

الحروب والفوضى والمركزية والحكم بقوة السلاح لن يجلب امن او استقرار بل مزيد من الفوضى والظلم والاستبداد ونظل في مربع التخلّف والتهميش بين الأمم…

مع انطلاق مجلس حضرموت الوطني سنحت فرصة كبيرة لأبناء حضرموت في بناء حضرموت وتوحيد الصف والترفع عن المصالح الشخصية الضيقة وتقديم نموذج لإدارة الدولة وتغليب المصلحة العامة على الخاصة التي الكل سيكسب فيها ولن يخسر أحد.

نتمنى التوفيق لحضرموت ومجلسها الوطني ومثل ما قال المثل( قوم تعاونوا ما ذلّوا)

عبدالغني بن أحمد الكثيري