الثلاثاء , أبريل 30 2024

الحوثي والمليشيات المتناغمة وخطرها على حضرموت ومستقبلها

 

 

 

الحوثي والمليشيات المتناغمة وخطرها على حضرموت ومستقبلها

كتب / امين بن كده الكثيري

تشهد حضرموت حراك قويا في الفترة الأخيرة على جميع الأصعدة وباتت حضرموت هدف وملعب واضح للصراع الذي تقوده المليشيات اليمنية بأقسامها المختلفة الحوثية او الانتقاليه او الإخوانية او المؤتمرية او فروع القاعدة العاملة معها ويراد لحضرموت ان تكون مسرح عمليات لأطماع المليشيات وسيطرتها.

اليوم الحوثي يقدم نفسه بكل الطرق كميليشيات لا تلتزم ببناء دولة القانون ولا تؤمن بالدولة ولا بالقانون. قانونها الأعلى: حكم الأقوى المستبد ولا تهتمّ بمن يموت وبمن يُهجّر وبمن يُعوّق وبمن تتركه بلا علم أو عاطلًا من العمل بعد انتهاء دوره المُسلّح. الأبشع أن أفراد الميليشيات غير قادرين على تغيير طبائعهم الحربيّة القتاليّة النافرة والمستنفرة في شكل دائم. واليوم هم يُظهرونها كما هي على الشاشات وهم غير معنيّين بتغيير مسار المجتمع نحو الأفضل ما دام دورهم وعملهم يزدهران في أوقات الفوضى.

الميليشيات لا تبني دولا ولا حضارات ، ولا تقيم علاقات متكافئة مع دول العالم ، لكنها مصدر أساسي للفساد الحكومي والاغتيالات والإرهاب ، وتدمير كل التوجهات المدنية لتقدّم أي بلد . تفرض مليشيات الحوثي والانتقالي وفروعهم، الإتاوات الباهظة وتقوم بتدمير كل المخارج والحلول الاقتصادية لانتشال هذا الشعب من الفقر والجوع والعوز والقهر وتريد ان تعمق الفقر والجهل لأنها لن تعيش الا في مثل هذه البيئة.

وحضرموت هدف لمثل هذا وما يجري في حضرموت حاليا هو تهيئة الأرضية للملشنة وستكون النتائج او المردود الاقتصادي كارثي على حضرموت فيما لو نجح الحوثي او الانتقالي او الاخوان او المؤتمرين من إعادة سيطرتهم على حضرموت، لك ان تتخيّل ان هناك خُمس مفروض عليك من دخلك المعدوم وان كل منافذك متوترة وعلاقتك مع محيطك في توتر مستمر وتواصلك مع العالم في انعدام والمجاعة تزيد يوما بعد يوم ومخرجات التعليم تنعدم تدريجيا والوضع الصحي ينهار اكثر من ما هو عليه من انهيار حاليا ويفقد يوما بعد يوم الشعب ابسط مقومات حياته، ان هؤلاء يقودون اليمن لمستنقع الجحيم بكل تفاصيله،
ويجب علينا كحضارم ان نتحد لتجنيب حضرموت واخراجها او تحيدها عن هذا المستنقع الذي وقعنا به من 67 الى اليوم وما زلنا نغوص فيه للأسف .

حضرموت لا تحتاج إلى ميليشيات، لكنها تحتاج إلى حلول سياسية وسيادة ومشروعات واستقرار وتنمية، مثلما فعل مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأشهر، ومثلما عمل لي كوان يو رئيس وزراء سنغافورة لثلاثة عقود، التي تحولت من ميناء متواضع شبه مظلم إلى دولة تشع بالأنوار والرافعات العملاقة وسفن النقل الضخمة، ومطار لا يتوقف لحظة واحدة، وليست فيه طائرات ركاب تظل تحوم في فضائه أكثر من ساعة لتجد فراغاً تهبط فيه بسلام..!

في حضرموت اليوم يوجد شباب يمتلك الوعي السياسيّ، ودراسة التاريخ للبحث عن الحقّ الذي يُحرّرهم من الأكاذيب والأوهام والأساطير المصطنعة، وهم من سيُخرجون حضرموت من هذا المستنقع ، وبلا شك ان الحضارم من الشعوب التي حققت على مدى تاريخها معايير عالية جدا من القيم السامية والمبادئ النبيلة التي يحتضنها الحضرمي ويدافع عنها وينشرها، وللحضرمي مساهمات كبيره في بناء الحضارة البشرية معنويا وماديا وكان صاحب أدوار فاعلة في خلق حياة اكثر إنسانية لمن يتعاطى معه ولنفسه أيضا، ويمتك الانسان الحضرمي كم هائل من القيم والمبادئ ، وهي التي نراهن عليها انها ستُبقي حضرموت بعيدة عن تلك المظاهر البشعة وهي البيئة الحضرمية الرافضة لكل أنواع العنف والاضطهاد للسلم والعدل والمساواة وقيم التسامح والقبول بالآخر ، اليوم الحضارم مطالبين بوحدة صفهم وتقوية لحمة المجتمع الحضرمي وتعزيزها وإعادة انتعاش بيئته المحفزة على التقارب والتفاهم بين جميع اطيافه لتكون حضرموت ومصالحها جامعة لهم وتكون حضرموت في مأمن من ما يحيكه لها المتربصين بها .

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

حتى لا تخسر الجامعات والكليات كوادرها

    حتى لا تخسر الجامعات والكليات كوادرها   أن التطور الحاصل في مجال الوسائل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *