ورحل عنّا رجل الخصال الجامعة

ورحل عنّا رجل الخصال الجامعة

 

فقدت الأمة الحضرمية في الوطن وفي مشارق الأرض ومغاربها هذا اليوم الخميس الثاني من شهر يوليو من العام الميلادي 2020 المقدم / الشيخ عوض بن سالم بن منيف الجابري.. الرجل الحضرمي الجامع لخصال الخير والبر والإحسان، لا عدّ لها ولاحصر.

عرفته عن قرب من عام 2014 عندما بدأنا لتأسيس مرجعية لقبائل الوادي والصحراء..
ورأيت فيه مع مرور الأيام والسنوات صفات وخصال حميدة، قلما تجدها في غيره.
رجل رزين.. حليم.. له تواضع العلماء وجواب الحكماء وفهم الفقهاء في المسائل التي يتناولها أو يقف عليها.

إن صمت ساده الوقار، وإن تكلم شع في وجهه البهاء.. صارم الموقف في مسائل، ورقيق المشاعر في مسائل أخرى، ويبتسم في أحيان كثيرة إن اضطر إلى الإمساك عن الرد.

أراه دوما علما ومعلما، أعجز وتعجز مفرداتي اليوم عن كتابة مايليق بمكانته.

حيث كان بالفعل ينبوعا للعطاء والتفاني اللامحدود لخدمة المجتمع وقضاياه المختلفة بما فيها اصلاح ذات البين.
عرفته رجل كريم الشمائل وفي في وعده .. ويقف إزاء مايقول وإن سيكلفه ذلك حياته.

له كاريزما قبلية واجتماعية مميزة، وما أجمل مجالسه حيث يتأثر فيها جلساؤه باتزان طرحه وتفكيره الهادئ وأقواله، وأمثاله التي لها في النفس، والذاكرة وقع عجيب ..

وفي الأزمات ودياجير ظلماتها، تجد دائما في عينيه الواسعتين شعاع التفاؤل والأمل والطاقة الإيجابية، لأنه رجل نادر، حذف من قاموسه كلمة فشل، ولا يقر ولايقبل عقله الباطن بقلة الإمكانيات للقيام بما ينفع المجتمع الحضرمي ويخدم الصالح العام، ويصنع من اللاّممكن.. ممكن وممكن جدا.

كلنا حسرة وألم على الفراق الأبدي للمقدم والشيخ الفاضل (أبو غازي ) ولا اعتراض منّا على قضاء الله وقدره، البقاء لله وحده بعد فناء خلقه.

نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن ينزّله منزلة الأنبياء والصدّيقين والشهداء والصالحين في أعلى مراتب الجنة.. إنه سميع مجيب.

ونعزي أنفسنا وأهله وذويه وآل جابر ومرجعية قبائل حضرموت، وحضرموت عموما والوطن بهذا المصاب الجلل.

إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

المقدم / عدنان بن شملان
السويري.. حضرموت.