مبخوت في المدرج الرياضي
بقلم الشيخ أ / انس علي باحنان
الخبر : يقول محافظ حضرموت يُرمى بقنائن ماء الصحة ، وترديد شعارات ضده في مبارة نهائي أندية حضرموت .
دعونا نتكلم عن هذا الحدث من منظور أخلاقي وحضاري وإنساني ، بعيدا عن التشنج .
اولا : نحن لا نتكلم بدرجة اساسية عن المحافظ بصفته محافظ للمحافظة ، والرجل الاول بحضرموت ، هل اخفق في قيادته لحضرموت ام لا ؟ هل لبّى طموح وآمال شعب حضرموت ام لم يلبّي ؟ وغير ذلك مما لا علاقة له البتة بهذا الموضوع .
ولكن حديثنا كما أسلفنا هو هل هذا الفعل المشين والغوغائي ضد المحافظ يقره شرع أو دين أو إنسانية أو ضمير ؟ أم هو مناف للاخلاق والقيم والشيم ومكارم اخلاق المسلم ؟ نعم للاسف اقل ما يقال عنه أنه قلة أدب ، ليس هذا دفاع عن المحافظ فهو وحده المخول أن يدافع عن نفسه ، ولكن قلنا هذا اجتهادا منا ، وبما يمليه علينا ضميرنا من قول كلمة الحق ، ولو كانت مرّة .
الحدث والتجمع رياضي بحت ليس مكان للخصومة السياسية والدفاع عن الحقوق المطلبية أو الشعارات والرايات اي كان صدقها ومدلولها .
مبخوت بن ماضي حضر المبارة كمواطن مثله مثل أي مواطن له الحق في ذلك ، حتى العبد الفقير كاتب هذا المقال كنت سوف احضر لو لا صعوبة المواصلات ، باعتبار هذا الحدث الكروي الحضرمي حدث قمة في الروعة ، لو لم تعكر صفوه مثل هذه التصرفات .
ثم ماذا لو اندس أناس مخربين حاقدين على حضرموت ، بغية صدام الحضارم مع بعضهم البعض ، وحدث ما لا يحمد عقباه في ظل هذا الحشد الكبير وصعوبة السيطرة على الموقف من سيتحمّل المسؤولية؟
يا اخواني نعم أوضاعنا المعيشية صعبة وصعبة جدا للغاية، وكلنا نعيش ذلك ، ولكن هذا يجب أن لا يخرجنا عن اللياقة والادب والتعدي على الاخر ، أو خلط الأوراق ، نختلف مع المحافظة نرى ونعتقد فشله في قيادة المحافظة ، نعارض هذا كأشخاص أو أحزاب أو منظمات ذا حق كفله القانون والنظام للجميع ، فلا احد يقر الظلم أو يبرره ، ولكن دفع الظلم والدفاع عن الحقوق له اطره و سائله ، لا على قاعدة الغاية تبرر الوسيلة ، بل يجب أن تكون الغاية مشروعة والوسيلة كذلك .
اعرف ان الموضوع واسع الاكناف ومتشعب السبل ، ولكن الخلاصة هي التالي:
يجب أن نعترف أن الإساءة للمحافظة بهذه الطريقة من وجهة نظرنا خطأ إن لم نقل قلة ادب ، ويكفي شرف للمحافظ أن حضر مع شعبه وكان ممكن أن يتابع المبارة من قصره وبرجه العالي ، وايضا ربما كان يتوقع مسبقا حدوث مثل ذلك في ظل التحريض والشحن ضده قبيل المبارة ، ومع ذلك قرر إلا أن يحضر، غير مكترث بذلك ، حتى حياته تصبح في خطر في مثل هذه الحالة، إن حضور المحافظ في مثل هذه المناسبات مع شعبه ومشاركته لهم وهذه ومثلها تحسب له حفظه الله ربي ورعاه.
نقول يا خوان هذه الجماهير الغفيرة وظروفها الاقتصادية الصعبة ، وقد فاض بها الكيل ، لماذا لا تجتمع كلمتهم وتتوحد صفوفهم كما شاهدناهم على المدرجات وقد بحت أصواتهم لأخذ حقوقهم المشروعة وبالطرق السلمية الفعّالة والصحيحة ، نعم الرياضة نحبها ، ولكن لقمة العيش ودفع الظلم اولى من ذلك ، ولا يتم هذا الامر بمجرد شعارات في مدرج رياضي ، سرعان ما تذهب أدراج الرياح أو حتى في ساحات عامة لا جدوى منها ، لما لا تتجه هذه الجماهير الغفيرة الى الضبّة لإقفال البزبوز كما يقولون ، قد يقول قائل: قال لنا قائل ذات مرة على ضبّة ثم لم يلبث قليلا حتى قال لنا من قال لكم على ضبّة … نقول له صواب أن تبعته في الأولى ولما تبعته في الثانية , أنحن قطيع من الغنم يهشها ويوجها الراعي حيثما يريد ولو إلى المسلخة، اهكذا نسير خلف كل ناعق ؟ المبادئ والأخلاق والقيم ودفاع عن الحقوق يجب أن لا نربطها ونعلقها بزيد أو عمرو من الناس لانه لا تأمن للانسان غائلة ، ولكن حقوقنا يجب أن ندافع عنها بكل ما اوتينا من قوة بعيدا عن الشخصنة ، في زمن للاسف اصبح كل واحد يريد أن يمتطي ظهر هذا المواطن الغلبان ، والتحدث عن معاناته للوصول إلى مطامعه الشخصية السافلة الساقطة نعم انه إن ننصر الله ينصرنا ويثبت أقدامنا.