بين احترام الدولة والفوضى القبلية
في الوقت الذي تم فيه إيقاف الأستاذ عصام حبريش الكثيري من منصبه في عهد البحسني، ثم تغييره رسميًا مع بداية عهد المحافظ مبخوت بن ماضي، كانت قبيلته “آل كثير” قادرة بكل سهولة على تعطيل الحياة في وادي حضرموت، عبر الفوضى وإغلاق الطرق بالنقاط المسلحة ومنع الدخول إلى مجمع الدوائر الحكومية في سيئون.
لكن على الرغم من كل ذلك، اختار عصام الكثيري طريق الدولة، ورفض أي أعمال غير قانونية أو ممارسات بلطجة، لأنه رجل دولة حقيقي. امتثل للقرار والتزم بيته، وأثبت أن الولاء للمؤسسات والقانون يعلو فوق أي اعتبارات قبلية أو مصالح شخصية.
على النقيض تمامًا نرى كيف يتصرف فرج البحسني الحمومي الذي رغم ترقيته إلى نائب للرئيس العليمي لا يزال غير مستوعب أنه لم يعد محافظًا لحضرموت. فبدل أن يغادر المشهد بكرامة تحول إلى ضيف ثقيل يفرض نفسه على حضرموت في كل زيارة وكأنها ملكية خاصة ورثها عن أجداده!
من التدخلات غير القانونية في قرارات السلطة المحلية إلى محاولات فرض وصايته على حضرموت لا يترك البحسني فرصة إلا ويستغلها لإثبات أنه لا يزال لاعبًا مهما حتى لو كان دوره الوحيد هو الظهور في الصور والبحث عن الأضواء.
وفي قمة العبث مؤخرا يحاول البحسني اختلاق إنجازات وهمية تمامًا مثل اكتشافه انبوب النفط الممدود في العراء المتآكل من الصدأ كما يعلو تاريخه السياسي. الفرق أن الأنبوب قد يُصلح يومًا ما أما البحسني فقد أصبح مجرد صفحة مطوية من الماضي السياسي لم يعد لها وزن في حاضر حضرموت ومستقبلها ولن تتحق امنياته بالعودة مجددا محافظا لحضرموت
أما ابن عمه عمرو بن حبريش الحمومي فبعد أن تم إيقاف امتيازاته المالية من ضرائب القات والميازين والديزل المدعوم والمقاولات لم يستوعب الوضع الجديد هو الآخر. فبدلًا من القبول بالأمر الواقع اختار افتعال الأزمات وإثارة الفوضى عبر تقطعات النقاط القبلية المسلحة ومنع قواطرالنفط منذ 6 اشهر ليضغط على الرئاسة لتنفيذ مطالبه الخاصة وآخرها طلب 6 ملايين ريال سعودي مقابل رفع الخيام والنقاط المسلحة التي نصبها مدعيا ذلك مقابل خسارته طيلة ال 6 اشهر.
فهل كل هذه الفوضى التي يثيرها مجرد تنفيذ لأجندة الانتقالي لإرباك المشهد في حضرموت؟
أم أنها مجرد حلقة جديدة من مسلسل الولاءات القبلية ومساندة لابن عمه عمرو بن حبريش الحمومي
هل يمكن أن نأمل خيرا لحضرموت من البحسني الذي باعها لينضم تحت لواء الجنوب؟
أم أن دوره الانتقالي اليوم يفرض عليه تصدير الأزمات إلى حضرموت بعد أن غرقت عدن في الفوضى والفساد الذي يتغاضى عنه هناك تحت حكم الانتقالي
في كل الأحوال حضرموت ليست ملكًا للبحسني أو ابن عمه عمرو ولن تكون ساحة مفتوحة لمغامرات سياسية وقبلية هدفها الوحيد تعطيل السلطات المحلية وإفشال أي محاولات للنهوض بحضرموت . زمن الوصاية انتهى وحضرموت لأهلها أما العودة إلى البلطجة والاسترزاق على حسابها فذلك عشم إبليس في الجنة!
ماجد الكثيري