الخميس , أبريل 17 2025

القضية الحضرمية بين الأمس واليوم !

القضية الحضرمية بين الأمس واليوم !

زيارة عيدروس الزبيدي الأخيرة لحضرموت لم تستفز الحضارم فقط ، بل أيضاً استفزت قيادة المملكة ، لأن هدفها كان فرض الجونبة على الحضارم بالقوة خدمة لمصلحة شريك أقليمي !!!.

إن الأستحواذ على حضرموت يعيد مأساة شعبها الذي عانا منها منذ عام 67م حين ضُمت قسراً بالجنوب ، ثم أن هذا الشريك الأقليمي ليس له حق في حضرموت لا أخلاقي ولا سياسي وإنما هي أطماع أقتصادية ستكون على حساب حقوق الشعب الحضرمي .

إذا كان هناك من هو أولى بالشراكة مع حضرموت فهي المملكة العربية السعودية التي تعرف قضية الحضارم العادلة ، وتحمّلت معهم تبعات قضيتهم واستقبلت هجراتهم وكانت لهم الملاذ الآمن من بطش من تسلط عليهم وسلبهم حريتهم ، وحتى من قبل مع المهاجرين الأوائل ، الذي شاركوا في تنميتها ونهضتها الحضارية ، وأصبح الحضرمي في بلاد الحرمين يحصل على حقوق حرم منها في بلاده ،،،

المملكة دولة تحترم نفسها وتحترم جوارها ، لذلك لم تتدخل في الشأن الحضرمي عندما كانت حضرموت تحت مظلة الجنوب ، واستمر الحال بعد الوحدة ، لأن الحضارم لم يكن لهم مطالبة معلنة وحراك شعبي داعم يطالب بقضيتهم وحقوقهم ؟!.

لكنهم منذ الهبّة الحضرمية الأولى بدأ حراكهم وارتفع صوتهم ،،
واليوم مع استفزازات عيدروس الأنتقالي تحرك المجتمع بقيادة حلف قبائل حضرموت الذي تجاوزت مطالبه الخدمات إلى المطالبة ” بالحكم الذاتي ” .

نعم كان من أهم الأسباب التي جعلت المملكة لا تساند الحضارم في قضيتهم أن حاملين هم القضية الحضرمية والمجتمع الحضرمي لا يملكون القوة الصلبة لرفع صوت قضيتهم والمطالبة بحقوقهم وعلى استعداد للتضحية من أجلها !.

بهذا الحراك وهذا الزخم الثوري الجديد الذي اجتمع فيه تشكيلة من رجالات القبائل الحضرمية في الهضبة الحضرمية ارتفع صوت حضرموت بمطالب وسقف أعلى ينسف مطامع الجنوبيين والشماليين المستقبلية في حضرموت .

وبالرغم من أن هذا الحراك جاء أرتجاليا ولم يلقى تأييد بعض الكيانات والرموز الحضرمية الذين كان طموحهم في وحدة صف تدعم قوة المطالب المشروعة وتفرض على المعنيين بالأمر التعاطي معها بجدية وسرعة إلا أنه في مجمله كان حراكاً مؤثراً تردد صداه على المستوى المحلي والأقليمي ووصل للصحافة الدولية .

زيارة رئيس الحلف للمملكة كانت مفصلية في تاريخ القضية الحضرمية ، فبالرغم من أن قيادة المملكة لم يكن لها تدخل مباشر في دعم الحراك الحضرمي ، إلا أن تحذيرهم للأنتقالي من التدخل في الشأن الحضرمي أوقف اندفاعهم لمصادمة حلف قبائل حضرموت ، وأيضاً هناك إعلام موازي انطلق مسانداً للحضارم يقلّب في صفحات التاريخ الحضرمي الذي كثيراً من الحضارم يجهله .

زيارة المقدم عمرو بن حبريش للمملكة لم تكن في واقعها كما صورها أعلام الحلف أو الأعلام المضاد ، فالصور التي نشرت في الأعلام تؤكد كرم واحترام قيادات المملكة وحفاوتهم بضيوفهم ، وهذه ديدنهم الذي ميّزهم ويشهد لهم كل من وطئت قدمه بلاد الحرمين من المسؤولين والسياسيين والشخصيات الأجتماعية الفاعلين في بلدانهم ومن كل جنس من دول العالم ، أنها نخوة عربية أصيلة في حكام هذه البلاد ، وهم يمثلون أرض الحرمين وسماحة التعامل ديننا الحنيف .
وأتصور أنهم قد كانوا مستمعين لزوارهم في طرحهم لمطالبهم المشروعة ووجهة نظر قيادات الحلف وخططهم للتصعيد وما يأملونه من دعم سياسي وخدمي من المملكة .

بالتأكيد هناك قبول ضمني من مسؤولي المملكة لأن هذا الحراك في هذا التوقيت يخدم القضية والمجتمع الحضرمي ، وفي نفس الوقت يخدم رغبة المملكة في مناصرة قضيتهم بإكمال النقص الذي كان متمثلاً في رخاوة المنادين بالقضية الحضرمية من قبل ، بوجود قوة صلبة من عمق المجتمع الحضرمي تتحمل مسؤولية حراك المجتمع الشعبي.
لكن لن يكون هذا تأييداً مطلقاً للحلف كما يتمناه الضيوف ، ولن تتحدث المملكة بأسمهم .

هناك خطوط حمراء تم أفهام الضيوف عليها ، وعليهم الوقوف عندها ، فحضرموت جزء من البلاد ، ومشكلة البلاد تم تدويل ملفها لذلك الأمر لن يكون كما يتمناه الضيوف ، وهناك علاقة مع شركائهم في الجغرافيا والنضال عليهم أحترامها والتنازل لها.

كما أن الحلف وحراكه القبلي ليس أهل لتحمّل مسؤولية مدنية هو اليوم يطالب بها ، فليس مقبولاً على مستوى المجتمع الحضرمي بعمومه ولا على مستوى الجهات الدولية المشرفة على ملف البلاد ،،
وحتى الجامع لن يكون جامع للطيف الحضرمي كما ثبت من قبل .

لذلك أتصور أن الضيوف فهموا مصلحتهم ومصلحة حضرموت وعدم غناهم عن مساندة المملكة لهم ولحضرموت ، وهذا لايقلل من نجاح الزيارة ودعم حراك الحلف ، فمن مصلحة الحلف وحضرموت أستمرار الأنطلاقة في طريق صحيح يوصلهم لغايتهم ، وأظن أن الأيام المقبلات ستكون شاهداً على تقارب يتمناه كل مخلص لحضرموت ، يوحد جبهة حضرموت الداخلية بعد الجولة الموفقة التي قادها الحلف على الهضبة الحضرمية انتصاراً للقضية والحقوق .

هذا الأنتصار لن يتكلل إلا بتظافر جهود كل الفاعلين من كيانات وقبائل ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات ورموز وبأستراتيجية موحدة يشارك في تنفذها الجميع ، وهذا ممكن تحقيقه تحت مظلة مجلس حضرموت الوطني الذي الحلف والجامع أركان فيه وهو جاهز للأنطلاق  .

إن شاء الله سيكتب الحضارم صفحة تاريخ جديدة تنسيهم مٱسي الماضي التعيس .

    ( سالم باوزير )

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

أضبطوا بوصلة عدن قبل الكلام عن حضرموت

*أضبطوا بوصلة عدن قبل الكلام عن حضرموت* كتب/سعود الشنيني 17 مارس 2025 حضرموت ليست عموداً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *