صحيفة صوت حضرموت صوت حضرموت الغائب والمغيب عنك
الهجمة التربوية والثقافية الغربية على الأمة العربية والإسلامية
للأستاذ الدكتور علي هود باعباد
يرويها أ. عبداللّه بن صالح القروي
أهداف الهجمة التربوية ومجالاتها :
بعد فشل الصليبين في هجماتهم العسكرية الواضحة اتجهوا إلى هجمات تربوية وثقافية خفية وهي تسمى بالغزو الفكري والتي تستهدف نقل المسلمين من قيم فكرهم وعقائدهم وارتباطاتهم النفسية والروحية والاجتماعية إلى عقائد الغرب وفكره وقيمه وهو ما أطلق عليه بالتغريب، وذلك عن طريق العلمانية في مجالات التربية والثقافة والسياسة والقضاء والاقتصاد وكل العلاقات الاجتماعية.
إن الهدف الغائي من هذه الهجمة تغيير العقلية والنفسية الإسلامية، أي تغيير الشخصية الإسلامية حتى تركع الأمة الاسلامية تحت أقدام المستعمرين ..
هدفهم أن يعجز المسلمون في تبليغ رسالة الحق ، رسالة الإسلام إلى الناس حتى ينقذونهم من أزمات ومشاكل الحضارة الغربية، وبالتالي عدم إقامة حضارة إسلامية تنتزع قيادة وزعامة العالم من الحضارة الغربية التي يقودها الرجل الأبيض ، يقول ( هاملتون جب ) المستشرق الأنجليزي في تصوير أثر منهج التربية الغربية في العالم الإسلامي ( لقد استطاع نشاطنا التعليمي والثقافي عن طريق المدرسة العصرية والصحافة أن يترك في المسلمين _ ولو من غير وعي منهم _ أثر يجعلهم في مظهرهم العام لا دينيين إلى حد بعيد ولا ريب أن ذلك خاصة هو اللب المثمر في كل ماتركت محاولات الغرب لحمل العالم الإسلامي على حضارته من آثار ).
إن التنشئة الغربية لأحداث المسلمين ستقضي حتماً إلى زعزعة إرادتهم في أن يعتقدوا أو أن ينظروا إلى أنفسهم إلى أنهم ممثلوا الحضارة الربانية الخالصة التي جاء بها الإسلام وليس ثمة من ريب في أن العقيدة الدينية آخذة في الاضمحلال بسرعة بين المتنورين الذين نشأوا على أسس غربية .
وقد ركز الصليبيون الغربيون هجمتهم الفكرية والتربوية والثقافية في المجالات الآتية :-
1- مجال العلوم الإسلامية المختلفة عن طريق المستشرقين
2- مجال التعليم وتربية النشئ عن طريق المنصرين ( المبشرين )
3- مجال الطب عن طريق المنصرين
4-مجال الثقافة العامة والكتب والمجلات وغيرها
5- مجال الخدمات الاجتماعية لرعاية الأيتام ودار العجزة
ويتم ذلك الغزو الفكري والتربوي والثقافي عن طريق مؤسستي الاستشراق والتبشير..
في المرة القادمة نكمل ماتبقى من الأهداف التربوية والثقافية الغربية على الأمة العربية الإسلامية..
