الإثنين , مايو 13 2024

كيف نجعل من الهبَة نهضة…؟!

 

كيف نجعل من الهبَة نهضة…؟!*

المحن والصعاب تصنع القادة والعظماء ، وفي التاريخ رأينا كثيرا من الرجال غيروا تاريخهم وتاريخ بلدانهم بمواقفهم وشجاعتهم في لحظات تاريخية حاسمة..

وكلما اشتدت المحن وعمّت البلايا يولد من رحمها من يقف ضدها ويحاول أن يصدها أو أن يعمل نواة لتغييرها حتى يأتي من بعده ليكمل الطريق وهكذا إلى أن يظهر جيل كامل يقود المسيرة والنهضة

في حضرموت وعند اشتداد الأمور وعدم وضوح الرؤيا في الوضع السياسي الحاصل خصوصا بعد ثورة الشباب والإطاحة بالنظام القديم كان لابد لأحد أن يتحرك ويغير الوضع الحاصل في حضرموت بحيث لا تبقى تابعة يتحكم غيرها بمصيرها مثل الماضي.

هنا ظهر القائد الشيخ سعد بن حبريش الحمومي محاولا استنهاض الحضارم وأن يكون لهم دور في هذه المرحلة فهي فرصة تاريخية لهم ليصنعوا تاريخهم بأنفسهم وبدأ بالتحرك هنا وهناك مستنهضا أهل حضرموت للتحرك وعندما أحس الخارج بتحرك الحضارم والخروج عن التبعية لهم أطلقوا رصاصات الغدر في صدر المناضل سعد حبريش ظنا منهم أنهم سيئدون ثورة الحضارم والمطالبة بحقوقهم لكن بالعكس تلك الرصاصات الغادرة كانت شرارة لهبّة حضرمية كبرى وحدّت أهل حضرموت وأظهرت أن قوتهم في توحدهم على كلمة واحدة وهي حضرموت وليس لأجل فلان أو علّان

استبشر الجميع بهذه الهبّة وأخيرا تحرك الحضارم ووحدّوا صفوفهم وهذا كان طموح الشيخ سعد حبريش في حياته أو مماته وهو نهضة الحضارم لينطلقوا نحو أخذ حقوقهم والتحكم في مصيرهم…

ظهرت بوادر نجاح تلك الهبة وامتلك الحضارم بعض زمام أمورهم ومن أهمها قوات نخبة حضرمية وتشكل حلف قبائل ومن بعده مكون سياسي يجمع كل الحضارم باسم المؤتمر الحضرمي الجامع…واستبشر الحضارم أنه حان وقتهم ونهضتهم وأصبح يحسب لهم ألف حساب..

لكن…! ماذا حصل بعد ذلك..؟! بدأ الصف الحضرمي بالتصدع وازداد الخلاف وأصبح الموضوع بحث عن مصالح شخصية لمجموعة افراد استأمنهم الناس على مستقبل حضرموت لكنهم لم يكونوا على قدر المسؤولية للأسف الشديد ، وأصبحنا نتذكر الهبة كذكرى ونقيم لها الاحتفالات وكأنهم تناسوا الهدف الأساسي من تلك الهبة وهو نهضة حضرموت وليس البكاء على الأطلال

نحتفل وشعبنا يعاني من كل شيء من تدهور خدمات وانهيار اقتصاد، وكأن الأرض ضاقت بما رحبت بالناس ولا حول لهم ولا قوة أمام هذا الوضع المتدهور لحياتهم ولا حياة لمن تنادي

يجب أن نصنع قوة قرار حضرمي يفرض نفسه على أي تسوية ولا نكون مجرد شهود ومشرعين لمن يتحكم بمصيرنا

عندنا مطالب أساسية لم يتحقق منها شيء لحد الآن وشعبنا يعاني منها طوال سنين لابد أن نركز عليها ولا نضيع في كلام وشعارات عفا عليها الزمن
*المطلب الأول*
بناء المحطة الغازية في الساحل التي وعد بها الرئيس بقوة 100 ميجا قبل ثلاث سنين ولم يتم تحريك أي مسمار فيها لحد الآن، بينما تم الانتهاء من محطة عدن مع أن الاعتماد لهما صدر في نفس اليوم، لكن بما أنّ قيمة الحضارم رخيصة لم يتم الالتفات لهم لحد الآن ومازلنا نطالب ولا نجد إلا وعود وشعبنا مازال يعاني من الكهرباء في الساحل لحد الآن، والمصيبة من هو مسؤول عن بناء تلك المحطة هي شركة بترومسيلة التي تعمل في حضرموت وتستفيد من نفط كحضرموت..!

*المطلب الثاني*
هو تحقيق الأمن في الوادي وتجنيد ٣٠٠٠ ألف جندي حضرمي التي وعد بها الرئيس وبقية الوعود، ومهلة ثلاث اشهر وكلها كانت حبر على ورق، والدم الحضرمي مازال يراق من مجهولين لا أحد يمسكهم أو يعرفهم، آخرهم بالأمس في وضح النهار في وسط مدينة سيئون عاصمة الوادي ، وسيستمر القتل ولا حياة لمن تنادي، في استهتار لحياة الناس ودمائهم..لكن بما أنهم حضارم سيسكتون ويتحملون مثل كل مرة ..!

نتمنى أن يتحرك الحضارم فعلا ويجتمعوا لأجل أن يعملوا شيء ملموس للناس وليس وعود او أمنيات مثل كل مرة… الوقت وقت القوة وليس الضعف والاستكانة إذا أردنا أن نغير حالنا

نتمنى أن يظهر رجال كالشيخ سعد بن حبريش يكملوا الطريق الذي بدأه وهو نهضة الحضارم واستمرارهم وليس هبّة ظهرت كردة فعل وسرعان ما انطفأت
فمتى ينهض الحضارم بحق وحقيقي وليس حماس لحظة سرعان ماينتهي…، ..متى؟

عن عبدالغني بن احمد

Avatar

شاهد أيضاً

ثقافة البيضة والحجر

      ثقافة البيضة والحجر مقال / فائز الصيعري 6 مايو 2024م ” ويلٌ للعالَم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *