“ورا بقعة تعكّت”

“ورا بقعة تعكّت”

◾مقال للأستاذ/أحمد بن هشلان القيسي

إن عنوان مقالي هذا مستوحى من قصيدة الشاعر/جمعان بامطرف حيث قال:
“ورا بقعه تعكت….تعكـــت ماتبتـت
على رأس المقل أثقال جم وهموم حطت
وكل مارفع رأســـه عطوه القــــاع مسكين
قطار العمر عدّى والمُقل غارق في الطين”

إن ما أصاب المواطن الحضرمي خلال اليومين الماضيين أمر عظيم، حطم النفوس وأهبط الهمم إزاء قرار الحكومة المفاجئ والجنوني بارتفاع أسعار المشتقات النفطية.

حيث تصدرت مشكلة ارتفاع أسعار مادة الديزل والبترول في اليومين الماضيين قائمة المشاكل للمواطنين في حضرموت على وجه الخصوص، إذ إن الأعباء الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة قد أثقلت على حياة المواطنين، الأمر الذي أدى إلى خلق فجوة شاسعة بين دخل الفرد وتحقيقه للمتطلبات الحياة الأساسية، ناهيك عن ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكيه اليومية بالإضافة إلى الانتشار السريع لمرض كورونا والأمراض الفيروسية المنتشرة في أوساط المجتمع اليمني مما أدى الى استنزاف دخل المواطن البسيط بين هذا وذاك.

حيث أصبح 75% من المواطنين شبه عاجزين عن توفير أبسط الأمور المعيشية بسبب الارتفاع الجنوني لأسعار السلع والخدمات بصورة تهدد ذوي الدخل المحدود في قرى ومدن المحافظات الأكثر فقراً إذ إن غالبية السكان فيها يعتمدون على الرواتب والأجور اليومية البسيطة التي تتراوح مابين٢٠٠٠ إلى٣٠٠٠ريال.

الأمر الذى أدى إلى خروج المواطنين بالأمس في مدينة المكلا للمطالبة بخفض الأسعار التي لم تكن في الحسبان،
معتبرين أن حياتهم المعيشية باتت في خطر في ظل عدم القدرة الشرائية وعدم إيجاد حلول أنسب لسد العجز، وتأمين حياة كريمة لهم والرفق بحال المواطنين الذين كلما أفاقوا من ضربة توجهت له ضربة أخرى.

نرجو من الجهات المختصة عدم الاعتماد على جيب المواطن المسكين واستنزافه أكثر من اللازم باختلاق الأزمات والمسببات التي باتت مكشوفة لدى الجميع.