اليمن الاتحادي في مواجهة المركزيات المقيتة .. جوهر المعركة ..

 

اليمن الاتحادي في مواجهة المركزيات المقيتة ..
جوهر المعركة ..

 

▪️مقال للأستاذ/ أبوبكر حسن

وسط هذا الزخم وهذا الزحام وهذا الضجيج الإعلامي يجب علينا أن نصبغ معركتنا مع الحوثي بالصبغة الصحيحة ..

إنها معركة بين حرية الناس وبين المركزية المقيتة التي تستلب حرية الشعب ..، في عام 2015 تحالفت مركزية صنعاء السابقة مع مركزية مران التي أثبتت أنها أنكى وأشد وأجهل حتى أكلت الأولى بلا هوادة لتقول أن مشروع المركزية لا يقبل حتى أن يتعايش مع مركزية أخرى ..

وحقيقتا ما حصل لمركزية صنعاء هو نفسه ما فعلته نفسها بمركزية الجنوب سابقا مركزية الحزب الواحد حيث التهمته في 94 حيث لم تستطع المركزيتان أن تعيشا مع بعضهما ..

أما الذي أطال عمر مركزية صنعاء فهو وسطية حزب المؤتمر ـ سواء اختلفنا أو اتفقنا معه ـ إلى حد كبير وتنوع كوادره وقياداته من كافة محافظات ومديريات وعزل الجمهورية .. ولكنها للأسف وعلى الرغم من كل إيجابيات المؤتمر كانت تظل مركزية وكل مركزية هي مركزية مقيتة لها عيوب قاتلة حتى لو افترضنا أنه يقودها من لا يخطأ !!

ومن ثم ولأول مرة في اليمن شمالا وجنوبا أتى عبدربه وفتح الباب لليمنيين لحوار حقيقي بين كل الأطراف وخرجوا بمشروع هدم المركزية وسيطرة مجموعة محددة ومحصورة على السلطة وذاك تمثل في مشروع الأقاليم .. وأمّا ادعاء بعض الأطراف أن مشروع الأقاليم غير مدعوم شعبيا ولا يمتلك الغالبية، ادّعاء ساقط وواهم لأنهم هم أنفسهم خطفوا المشروع قبل أن يحكم عليه الشعب ووقفوا سدا لمنع الاستفتاء الشعبي عليه لأنهم خائفون .. بل ومتأكدون أن الشعب وصل ذورة الحنق من سلبيات المركزية والإقصاء ، ولولا ذلك لجعلوا الاستفاء يمضي إلى طريقه حتى يرده الشعب بنفسه عبر صندوق الاستفتاء ولكنهم كانوا يعلمون أن الشعب لن يرده ..

اليوم المعركة معركة مشروع الأقاليم ضد مشاريع تريد احتكار السلطة .. ولا تعدوا شعارات المسيرة والولاية …إلخ كونها أقنعة تنكرية للسطو على السلطة التي هي ملك الشعب ومنه وإليه ..

عبدربه لديه من العيوب ما لا تُحتمل، وطريقته في إدارة إقامة هذا المشروع العظيم طريقة فيها من العبثية الشيء الكبير، ولكن هذا لا يؤثر على جوهر المشروع نفسه ” اليمن الاتحادي ” فهذا المشروع يظل قاطرة التنمية والحرية التي يرنوا اليها الشعب ، ولهذا علينا توجيه كل طاقاتنا لتصحيح مسار الشرعية لأنها تحمل المشروع الذي يجب أن نقف معه، ولكنها لا تسلك الطريق الصحيح .. وبمجرد أن تعود الشرعية إلى مسارها الصحيح خلف اليمن الاتحادي بعيدا عن المشتتات وسوء الإدارة فلنبشر بمستقبل هذا البلد عن قريب .. والله من وراء القصد ..