دماء تنزف

في ليلة مظلمة قام سعيد يتفقد أبناءه بعد أن سمع صوت إطلاق نار قريب من بيته فوجدهم قد قاموا مذعورين من صوت الرصاص، بعد الإطمئنان عليهم خرج يتفقد الأمر ومن أين جاء هذا الصوت فسمع أصوات مختلطة بين صراخ وبكاء من بيت جاره ناصر ركض مسرعاً ليتفقد الأمر .

أفاق سعيد من هول الصدمة ورأى ناصر مضرجاً بدمائه محاطاً بزوجته وأبناءه الصغار في انهيار كبير.

أسرع نحوه يحاول اسعافه فوجده قد فارق الحياة، نعم فارق الحياة مخلفاً أطفالاً أيتاماً وأمّاً مكلومةً وزوجةً مكسورةً، ما الذي حصل، لماذا قُتل ناصر، من قتله ؟

كالعادة تساؤلات لا يمكن أن نجد لها إجابة، لأن القتل الذي انتشر في أبناء حضرموت يُسجّل ضد مجهول دون أن تتحرك شعرة في مسؤول أو قائد عسكري، سوف يستمر هذا المسلسل في القتل والإرهاب مالم يقف أبناء حضرموت وقفةً صارمةً ويتكاتف فيها المواطنون من جميع أطياف المجتمع مع بعضهم البعض لوقف هدر الدماء الذي زاد عن حده وأصبح كابوس يجثم على صدورنا جميعاً وكأن دماء الحضارم رخيصة ولا قيمة لها وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن القوّات العسكرية الموجودة في حضرموت قوات احتلال ولقد رأينا كيف كان التعامل مع من يُقتل من خارج حضرموت وكيف ثارت ثائرة الجيش الموجود في المنطقة العسكرية الأولى عندما قُتل مقوّت ومهرب قات ينتمي لمنطقة من مناطق هذا الجيش الذي ترك أرضه للحوثي وجاء لحضرموت ليقوت ويحمي قوافل الإمدادات التي تصل للحوثي عن طريق المنافذ البرية والبحرية على امتداد شواطئ بحر العرب.

حادثة واحدة كانت كافية لفضح نوايا هذا الجيش الذي أعلن انضمامه للشرعية تقية وخبث حتى يتمكن الحوثي ويسيطر على باقي اليمن ويكون ممهد له لدخول حضرموت فهل تعي الشرعية المتهالكة هذا الأمر ؟!