الأحد , مايو 19 2024

أجمل ما ينتظره الإنسان

 

 

 

أجمل ما ينتظره الإنسان

 

▪️ مقال بقلم د.جمال عبدالله باصهي

انتظار الأحداث الجميلة في حياتنا شيء جميل ووقوع هذه الأحداث هو الأجمل مما يجعل حياتنا سعيدة ودائما متجددة.

وكثيرة هي تلك الأحداث الجميلة التي تمر بحياتنا منذ طفولتنا وإدراكنا للحياة فالطفل يفرح وهو يدخل المدرسة لأول مرة ثم ينتظر النجاح والشهادة ثم يكون بعد ذلك انتظار الإجازة هو الأجمل ثم يعيش سعادة وهو ينتقل من مرحلة إلى مرحلة ثم يبقى الحدث السعيد الأكبر وهو حدث التخرج ينتظره ويعيشه سعيدا ثم ما يلبث أن يأتي له انتظار أجمل وهو انتظار العمل لينتقل لأجمل حدث سعيد في حياة الإنسان وهوانتظار الزواج ليكون أكثر سعادة بحصول هذا الحدث ثم ينتهيض هذا الحدث ليأتي حدث أجمل وهو انتظار أولل مولود له.

كما ان انتظار المسلم لشهر رمضان والأعياد أيضا أمور جميلة تعالج الروتين القاتل وتجدد للمسلم حياته لذا نجد من النادر جدا أن ينتحر المسلم مقارنة بزيادة انتحار البشر في دول الكفر.

كما أن الإجازات والرحلات وانتظار حصولك على متاع الدنيا من الأمور الجميلة.

لكن رغم كل السعادة التي نعيشها وعشناها ونحن ننتظر ونعايش هذه الأحداث إلا أنها تنتهي وتمر وتنسى وتتبدد
جاء في حديث رواه سهل بن سعد – رضي الله عنه – قال: جاء جبريل – عليه السلام – إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس”.

لكن المسلم ينتظر ماهو أجمل من كل ما مر عليه بل إن الذي ينتظره لا يساوي شيئا عند كل ما مر به من أحداث جميلة في الدنيا.. هل تدرون ما أجمل ما ينتظره المسلم؟!..
إنه رؤية ربه وخالقه الذي خلقه من العدم ورعاه في بطن أمه وحفظه في حياته ورزقه وسلّمه من كل شر،
انه الانتظار الأجمل والأغلى على الاطلاق.

ماذا لو خيّرت يا عبدالله بين أن تبقى بالدنيا أو ترجع لله فماذا عساك أن تختار؟
لقد خُيّر الانبياء ومن بينهم خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم فاختار جوار ربه فقال وهو في فراش الموت بل الرفيق الأعلى..

اعلم أخي المسلم أن محبة الله لك تفوق محبة كل من يحبوك بأضعاف مضاعفة لا نملك حسابها فالله أرحم عليك حتى من نفسك، ومحبته لك أكثر من أمك وأبيك وزوجك وزوجتك وأولادك..
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ ))

فالرجوع لله من أجمل ما ينتظره الإنسان وهو حدث إذا ما وقع لا تتبدل سعادته أبدا ولا تنتهي فهي دائمة
(( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ))

أيها الأخوة، يوم القيامة: يهيئ الله للمؤمنين ما يؤهلهم لرؤيته سبحانه، بعد أن يأذن لهم، فقال جل جلاله:
﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ٌ﴾
[سورة القيامة الآية: 22-23] نضارة العمل الصالح، والطهارة، والحب، والصفاء، والاستقامة، أما الكفار فبالمقابل: يحرمون من هذه النعمة العظيمة، فلا يبصرون إلا ما يخزيهم، قال جل جلاله:
﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ﴾
[سورة المطففين الآية: 15] إذا حجبت عنك نعم الأرض، وسمح الله لك أن تكون موصولاً به، فأنت أسعد الخلق ، وإذا أعطيت الدنيا وما فيها، وحجبت عن الله، فأنت أشقى الخلق.

لذا طوبى لمن يعيش سعادة والشوق لانتظار حدث لقاءه بالله وإياك ان تغرك الدنيا الفانية عن العمل للفوز بهذا النعيم العظيم.

تقول الأبحاث العلمية أن الموت رحمة للإنسان ولولا الموت لعاش الإنسان حياة مليئة بالأمراض والأسقام حيث أن الجسم يكون مهددا بأمراض غريبة وخطيرة كما يفقد الإنسان عقله وحواسه لذا من محبة الله بعبده هو أن أعطاه نعمة الموت التي تغنيه من كل هذه المتاعب.

اللهم نعوذ بك من أن نرد إلى أرذل العمر،
اللهم أحينا ما دامت الحياة خير لنا وأمتنا ما دام الموت خيرا لنا،
اللهم لا تجعل الدنيا أول همنا ولا مطلب علمنا ولا تحرمنا من نعمة النظر لوجهك الكريم..
اللهم اجعل موتنا مثل نومنا وأدخلنا في عبادك الصالحين،
اللهم إن اردت فتنة بقوم فتوفنا إليك غير مفتونين.

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

أمير المؤمنين ((سالمين))..!!

    أمير المؤمنين ((سالمين))..!!   كتب الاستاذ عبيد احمد طرموم على صفحته في الفيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *