الأحد , مايو 19 2024

فى ذكرى أربعينية فقيد حضرموت اللواء الحامدي

 

فى ذكرى أربعينية فقيد حضرموت اللواء الحامدي

▪️مقال للأستاذ/ محمد محفوظ بن سميدع

أيام قلائل وتحل علينا أربعينية الفقيد اللواء أحمد محمد الحامدي الرجل العسكري والشخصية الحضرمية الاجتماعية مدير أمن حضرموت الأسبق ومدير أمن عدن المعين من قبل الرئيس هادي، الذي رحل في الثامن من شهر رمضان المبارك بعد حياة حافلة بالعطاء قضاها في خدمة الوطن في المجالات الأمنية والعسكرية والذي أثبت جدارتها من خلال تبوءه العديد من الدوائر الأمنية في عدن وصنعاء وحضرموت رجل اتصف بالشجاعة والنزاهة وسداد الرأي.

تلقّى العديد من الدورات العسكرية والأمنية داخل الوطن وخارجه وكان مثالا العسكري النضيف الجاهز على الدوام لتأدية مهامه بكل أمانة وإخلاص.

ففي العام 2002م عين اللواء الحامدي مدير لأمن حضرموت وعندها أحدث نقلة نوعية كبيرة في سير العمل في إدارة أمن حضرموت من حيث الانضباط والجاهزية الأستقرار الأمني برغم صعوبة المرحلة وحساسيتها ولا يزال الكثير من أبناء حضرموت يتذكر تلك الفترة .
بعد سنوات أعفى من منصب مدير أمن حضرموت ولم يقبل العديد من المناصب مفضلا البقاء بجانب أسرته بعد عناء سنوات من العمل المضني والمرهق في حفظ الأمن والاستقرار.

ولكن عندما دعاه داعي الواجب الوطني في نهاية العام 2020م بقرار فخامة الرئيس المشير هادي تعيينه مدير لأمن عدن ضمن اتفاقية الرياض لم يتردد برغم وضعه الصحي فقد كان يقول لأصدقائه أن مايحصل في عدن يحز في نفسه وهو الذي عاش فيها سنوات وأن قبوله بالمنصب جاء لعله يساهم في مساعدة الدولة وأهل عدن في إعادة الأوضاع الأمنية إلى مجراها الصحيح وتثبيت الأمن والاستقرار ولم يكن يدور في خلده أن أعداء النجاح واعداء الوطن كثر لكنه حزم امتعته وتوجه إلى الرياض وأدى اليمين الدستورية أمام الرئيس هادي استعدادا للبدء في تنفيذ مهامه هكذا هو ديدنه وسلوكه وفي الرياض بدأ مشاوراته مع كل الأطراف المعنية لأجل أن تتكون الفكره النهائية التي سيبدأ العمل بها وفق الخطط والبرامج التي وضعها وأعدها هو بحسب ما عرفته منه بعد عودته إلى حضرموت.

لكن قوى الفساد المتنفدة في محافظة عدن أحست أن مصالحها مهددة بوجود رجل عسكري مثل اللواء الحامدي ومالديه من دعم وتأييد رئاسي وإقليمي التي تدعم خططه وبرامجه التي يعتزم تنفيدها في المدينة، فبدأت قوى الشر والفساد في وضع العراقيل والحجج الواهية والمماحكات السياسية لعرقلة تولي الحامدي مهامه لا لشيء إلا لكون اللواء الحامدي حضرمي أولا ورجل عسكري نزيه لا يخاف في الله لومة لائم، ولن يقبل بفسادهم وعبثهم، فهو قد حمل كفنه استعدادا للبدء في تنفيذ مهامه في عدن وهو يدرك تماما مخاطر قبول المهمة، مهمة غير عادية وصعبة وهي جعل عدن مدينة تشعر بالأمن والاستقرار ووجود الدولة بعد أن فقدتها عدن لسنوات .

أحس فقيدنا بكل ما يحدث من مؤامرات من خلفه لمنعه من تولى المنصب وخصوصا بعد عدت لقاءات عقدها مع شخصيات ذات صلة بالوضع والتي حاولت إقناعه بتولى المهمة وإلغاء أو تأجيل بعض النقاط التي اشترط الحامدي تنفيذها إلا أن اللواء الحامدي أصر على تنفيذ كل النقاط التي تقدم بها لقبول المهمة .
انتظر اللواء الحامدي في الرياض لعلّ وعسى أن تتغير المواقف لكن دون جدوى تذكر ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.

بعدها قدم اللواء الحامدي اعتذاره لفخامة الرئيس هادي وطلب إعفاءه شارحا كل ماحصل وعدم تلبية كافة طلباته مما حدا بفخامة الرئيس هادي تقبل ذلك بصدر رحب، شاكرا الحامدي روحه الوطنية الشجاعة وقبوله بالمهمة الصعبة رغم اعتدار الكثيرين عنها.

عاد فقيدنا اللواء الحامدي إلى حضرموت مرفوع الرأس بعد أن قدم درساً وطنياً شجاعاً.
وكشف الكثير من الأقنعة الوقحة والوجوه الملونة التي لا تحسن سوى الشعارات والقوقعات الفارغة والتي كانت تتوقع اعتذار الحامدي عن قبول المهمة لكن قبوله ووصوله إلى الرياض مباشرة أحرجها وجعلها تنقلب ضده.

رحم الله فقيدنا اللواء أحمد محمد الحامدي فقد كانت آخر مهمه وطنية له ناجحة بكل المقاييس أثبت فيها قوة شخصيته ودهاء فكره .
لكنه أحس بالخذلان مِن مَن كان يتوقع وقوفهم معه ودعمه وإسناده بحسب ما سمعته منه بعد بعد عودته.

أود أن أشير أخيرا إلى تلك الجموع التي احتشدت في وداع ابو زاهر في مسجد الشهداء أو في مقبرة امبيخه ليلة وداع الحامدي في عصر رمضان وكان الجو حار جدا تقاطر الجميع من كافة مناطق حضرموت لحضور وداع واحد من أبرز الرجال المخلصين وأشجعهم وكان موكبا جنائزيا مهيبا يليق بهذا الرجل.

ورغم غياب الحضور الرسمي الذي تعودناه في بعض المواقف إلا أن العديد من القادة والضباط والجنود قد كانوا في مقدمة المشيعين اللواء سعيد العامري وكيل وزارة الداخلية ومدير أمن ساحل حضرموت، وقد أكبرت حضور العميد مبارك العوبثاني مدير أمن الوادي والصحراء الذي تجشم العناء بالحضور من الوادي خصيصا لوداع الحامدي بينما البعض لم يكلف نفسه الحضور برغم قربهم من الموقع، وحضور العميد أحمد باجوه والعميد الخنبشي والعميد ملهي السيباني وغيرهم من قيادات الأمن والجيش، والعقيد حسن باعلوي مدير أمن مديرية المكلا، والعقيد صلاح بن هامل والعقيد عيسى العمودي مدير شرطة السير الذي كان له دور بارز في تنظيم حركة سير الموكب الجنائزي وتسهيل حركته وله التحية، وعدد من المشائخ والوجهاء والأعيان، لقد كان التشييع بحق تقدير ومحبة لهذه الشخصية الحضرمية العسكرية البارزة بل إنني وجدت من بين المشيعين أناس لايعرفونه شخصيا ولكنهم يسمعون عنه فقط وما جرى له وقال لي أحدهم بأن الحامدي بطل .

نم قرير العين أبا زاهر في مرقدك الأخير لقد سطّرت أروع الأمثلة في التضحية والوفاء وحب الوطن وسجلت في آخر حياتك موقفاً وطنيا رائعا عندما لبيت نداء الوطن للرياض برغم معاناتك الصحية وآلامك وعندما أحسست هناك بأن برنامجك الذي أعددته ومنهجك النظيف العملي الذي تعتزم العمل به لفرض هيبة الدولة في عدن التي أحببتها قد أجهض كما قلت انسحب بهدوء برغم كل الاغراءات.

رحم الله اللواء أحمد محمد الحامدي .

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

أمير المؤمنين ((سالمين))..!!

    أمير المؤمنين ((سالمين))..!!   كتب الاستاذ عبيد احمد طرموم على صفحته في الفيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *