الأحد , مايو 19 2024

لن تنهض حضرموت إلا بإصلاح حال الكهرباء فيها

لن تنهض حضرموت إلا بإصلاح حال الكهرباء فيها

 

▪️ مقال للأستاذ/ عبدالحكيم الجابري

لو قُدّر للعالم الفيزيائي والفيلسوف الإنجليزي الملقب بأبي الكهرباء الحديثة “وليم جلبرت” أن يعيش في عصرنا الراهن، وأن تكتب له زيارة لحضرموت حتما فإنه سيصاب بالقرف والقهر لما سيشاهده من وضع سيئ يعيشه أهل هذه البلاد بسبب تردي الكهرباء، فالرجل الذي اكتشف الكهرباء في عام 1600م أي منذ نحو خمسمائة سنة خلت سينصدم من وجود أناس لايزالون محرومين حتى الآن من نتاجه العلمي هذا الذي بات العالم كله يتنعم به إلا التعساء أمثالنا ممن كتب الله عليهم أن يتولى أمورهم مسؤلين لايقدّرون معنى المسؤلية ولا قيمة الكهرباء في حياة البشر.

الطاقة الكهربائية تتمثل أهميتها في كونها يعتمد عليها في تسيير الحياه وتسهيلها، فهي ما يعتمد عليه في التبريد والتدفئة وتشغيل الأجهزة من كمبيوترات وتلفاز وغيرها من منتجات العصر الحديث إلى جانب تشغيل المصانع والمكننة الزراعية وكل مايتعلق بالحياة العصرية، إذ لا يمكن تصور حياة عصرية بدون وجود الكهرباء وبشكل جيد، كما أن كمية استهلاك الناس للكهرباء توضح مدى تحضر هذا المجتمع، فكلما كان الاستهلاك للكهرباء كبيرا يعني أن أناس هذا المجتمع مندمجون مع منتجات العصر من أجهزه ومعدات متطورة، وكلما كان الاستهلاك قليلا فهذا يعني أن الناس لايزالون بعيد عن امتلاك أدوات وأجهزة العصر الحديث.

من الغريب جدا أن يحاول البعض أن يوهم الناس ان الاهتمام بأمور أخرى أكثر من الاهتمام بوضع الكهرباء هو الصح والأجدى، بينما العكس هو الصحيح، إذ لا يمكن إحداث أي تطور أو تقدم في أي مجال من المجالات دون تحقيق تطور في مجال توفير الطاقة الكهربائية وبشكل جيد، بحيث يتمكن المواطن من الاندماج مع العصر ومواكبة تطوره.

مالفائدة من وجود طرق مسفلتة وواسعة دون وجود إنارة، أو وجود أجهزة حديثة ولكنها تفتقد لأهم مشغل لها وهي الكهرباء، أو وجود مصانع دون توفر الطاقة الكهربائية الكافية لتدوير المكائن، بل ما لفائدة من وجود المدارس والمسارح وغيرها من مظاهر الحياة العصرية دون وجود أهم أساسيات الحياة العصرية وهي الكهرباء.

في حضرموت رغم الأحلام الكبيرة بواقع حياتي أفضل وأرقى، ورغم الحديث اليومي عن جهود رسمية وأهلية للارتقاء بالمجتمع إلا أن كل ذلك لن يتحقق مالم يتم الاهتمام أولا بتحسين وتطوير أوضاع الكهرباء فيها.

إن أوضاع الكهرباء في حضرموت ومنذ فتره ليست بالقليلة تسير من سيئ إلى أسوأ حتى بلغت مستواها الحالي بحيث أصبحت ساعات غياب التيار الكهربائي عن الناس أكثر من ساعات حضوره، وهذا فيه تعطيل كامل للحياة، فالكهرباء اليوم ياسادة هي أساس الحياة العصرية، إننا نرفض العودة إلى حياة البداوة التي تجاوزها العالم بل حتى أدغال افريقيا أصبحت مضاءة بأنوار الكهرباء بينما نحن الحضارمة الذين سبقنا كثير من البلدان في هذا المجال نشهد تراجع مستمر.

حضرموت التي ينتمي إليها أغنى اغنياء العالم ممن يتسابقون على شراء المطارات وأطول الأبراج وأفخم اليخوت والطائرات في العالم لا بل أن أحدهم اشترى مؤخرا منديلا لإحدى الفنانات بملايين الدولارات، ألا يخزى هؤلاء أن يقوموا بكل ذلك ويملكون ما يملكون من أموال بينما بلادهم وأهلها يغرقون في الظلام وتتناهشهم الأمراض والفاقة.

كما أن اللوم يقع على الوزراء والمسؤلين الحضارمة في حكومة الشرعية اليمنية الذين ماتت ضمائرهم ولم تعد تؤثر فيهم صرخات وأنّات أهاليهم الذين يشكون كل يوم من انقطاعات الكهرباء وتدهورها، دون أن يفعلوا شيء تجاه هذه المعاناه التي تتفاقم، بينما يتم تمويل صرفيات الشرعية من خيرات حضرموت.

واللوم الأكبر على قيادة المحافظة ومسؤليها الذين لايزالون متمسكين بمواقعهم ومناصبهم في ظل الفشل والعجز في حل مشكلة الكهرباء وعدم وجود بارقة أمل في تجاوز هذه المشكلة وتوفير الكهرباء التي هي أساس كل تطور وتقدم.

لا تحلموا بأي تطور أو تقدم لحضرموت ما لم يتم الاهتمام بأوضاع الكهرباء والارتقاء بها.

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

أمير المؤمنين ((سالمين))..!!

    أمير المؤمنين ((سالمين))..!!   كتب الاستاذ عبيد احمد طرموم على صفحته في الفيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *