أزمة كهرباء أم أزمة قيادة

أزمة كهرباء أم أزمة قيادة

▪️مقال للأستاذ/ محمد محفوظ بن سميدع

منذ أكثر من شهرين وساحل حضرموت يعيش في شبه ظلام دامس بسبب تدهور أوضاع كهرباء الساحل وعجزها عن توفير الطاقة الكهربائية للمواطنين في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي تزيد عن 40 درجة من ما تسبب زيادة معاناة المواطنين الذين هما في الأصل يعانون من غلاء الأسعار وتدهور الخدمات الأخرى مثل الطرقات والصحة والتعليم وتأخر صرف المرتبات،
كل هذا يحدث في ظل صمت وعجز السلطة المحلية عن حلحلة الأمور .

أعترف أن السلطة المحلية بقيادة اللواء فرج سالمين البحسني تتحمل مسؤولية كبيرة في ما يحدث من معاناة المواطنين وخصوصاً في قطاع الكهرباء التي تزداد مع قدوم فصل الصيف من كل عام والتي نسمع معها وعود عرقوبية من السلطة بأن الوضع سيكون أفضل في الصيف القادم وتتكرر نفس المأساة .

ولكنني أتساءل ومعي الكثير من أبناء حضرموت عن المكونات الحضرمية حلف قبائل حضرموت والجامع الحضرمي والتي من المفروض أن تتبنى قضايا حضرموت وتعمل على إيجاد حلول ومخارج لها وهنا أخص مؤتمر حضرموت الجامع الذي في كل مرة يدعي دائما وأبدا أنه الممثل الوحيد والشرعي لحضرموت ففي الوقت الذي تعاني حضرموت وشعبها الأمرين توارى مايسمى بجامع حضرموت عن الأنظار مكتفي برفع التعازي لهذا ويبارك زواج ذاك أما فيما يخص معاناة الناس عمل الجامع الحضرمي بمبدأ النعامة ودس رأسه في التراب واختفت لجنة التصعيد ورئيسها المغوار بعد أن فضح مدير شركة بترومسيلة السيد محمد بن سميط نواياهم ولم نعد نسمع نعيقهم وكأن الأرض انشقت وبلعتهم بعكس ما يحدث من الجامع وأعضائه عندما يكون هناك مشاركة خارجية في أي مشاورات حول الوضع في اليمن نشاهد أصحاب الجامع وهم في حراك مستمر ونسمع صياحهم وعويلهم وهم يتشدقون عن تمثيلهم لحضرموت وأن الجامع هو الممثل الوحيد والشرعي لحضرموت كل هذا ليس من أجل حضرموت وقضاياه وانما من أجل السفر والحصول على الامتيازات الشخصية أو مقعد في حكومة المناصفة .

إن ماتعيشه حضرموت اليوم من تدهور في الخدمات وخصوصاً في قطاع الكهرباء ليس بسبب شحة الإمكانيات أو ضعف الموارد وإنما بسبب أزمة قيادات وهذه هي الحقيقة المرّة التي يجب أن يعرفها أبناء حضرموت فكل الذين يتصدرون المشهد في حضرموت سواء كانوا في السلطة المحلية أو في الجامع الحضرمي أو في حلف قبائل حضرموت يفتقرون لكريزما القيادة. حضرموت اليوم في أمس الحاجة إلى شخصية قيادية بحجم الشهيد سعد بن حبريش هذا البدوي البسيط القادم من شوامخ جبال حضرموت لم يمتلك شهادة جامعية أو حتى ثانوية ولكنه امتلك كاريزما القيادة وحب حضرموت والولاء لها وهو ما أكسبه مكانه خاصة في قلوب أبناء حضرموت.