الجمعة , مايو 17 2024

وأد الأحلام  

انطلقت الحافلة من منفذ الوديعة على الحدود السعودية اليمنية وعلى متنها مجموعة من المغتربين بين عائد نهائي من الغربة وبين زائر لأهله متجهة لعاصمة وادي حضرموت مدينة سيئون .

ومن ضمن ركابها عامر الذي عاد من الغربة عودة نهائية ليعيش في وطنه بعد غربة دامت سنين.

عاد ليبدأ مشروعاً صغير يدر عليه بعض المال الذي يكفيه ويعفه عن الناس ويغنيه عن الغربة وهو بين أهله وأبنائه ، كانت سعادة عامر كبيرة وأحلامه تعانق السماء تعلم من الغربة الكفاح وطرق كسب الرزق وأراد أن يكافح في وطنه وبين أهله .

وصلت الحافلة لمدينة سيئون نزل الركاب ومن بينهم عامر الذي أخذ يتلفت بشوق لمبانيها وشوارعها شوق لا يعرفه إلا المغتربين الذين أجبروا على مغادرة أوطانهم من أجل طلب الرزق أو طلب العلم .

وكالعادة تجمهر حول الحافلة مجموعة من سائقي الأجرة أو كما يقال لهم (الكدادين) أتفق عامر مع أحدهم ولم يفاصله كثيرًا فهو عالم بأحوال الناس وما يعانونه ولأن شوقه لأهله وأبنائه كبير .

وصل عامر لمنزله محملا بالأشواق والهدايا، ومحملا بالأحلام والأماني عانق أهله و أبناءه، تعلق برقبته ابنه الصغير أحمد ذو الثلاث سنوات الذي تركه وهو ما زال في المهد اختلطت الضحكات بالدموع ، عادت الحياة للبيت في مشهد يعرفه الجميع تزاحمت فيه المشاعر واختلطت

عاش عامر بين أهله وأبنائه أيام تملؤها السعادة ، كان يحدثهم عن أحلامه ويصف لهم آماله وهم يستمعون له بسعادة غامرة .

بدأ عامر يبحث عن موقع ليبدأ به مشروعه ولم يطل بحثه كثيرا فقد وجد ما يريد وأتفق مع مالكه وبدأ يجهزه ليمارس فيه نشاطه التجاري .

وفي يوم من الأيام وهو عائد لبيته مرت بجانبه دراجة نارية عليها شخصان وبادراه بإطلاق النار حاول أن ينجو بنفسه لكن الرصاص كان أسرع فلقي حتفه من ساعته لتنتهي أحلامه ولتنتهي قصة لم تبدأ بل استبدلت بقصة أخرى مليئة بالأحزان والمآسي.

قصة سطرتها قلوب مريضة وأنفس دنيئة.

قصة سطرتها قوات متخاذلة وسلطة خانعة وشعب جبان

تجمهر الناس حوله وتركوا قاتليه يلوذون بالفرار وكأن الأمر لا يعنيهم .

هل سنرى سيناريو آخر هل ستتحرك نخوة الرجال هل سيثور المشايخ والأعيان هل سيصرخ أهل المقتول هل ستحدث ثورة أم الكل نفسي نفسي .

هل كل من قتلوا لهم نشاطات مشبوهة مع القاعدة أو تجار المخدرات أو الأحزاب السياسية ؟ مستحيل .

لكن الجبناء والخانعين والخونة هم من يضعون العراقيل أمام استتباب الأمن في وادي حضرموت لأن الأمن يعني الاستقرار و يتبعه بناء منظمات إدارية ورقابية تحارب الفساد وهذا ما لا يريدونه فهم يقتاتون على الفوضى والفساد .

القتل في حضرموت خلفه مجموعة من الجهات بينهم عصابات وأحزاب وقوات عسكرية وجماعات إرهابية والضحية الأبرياء .

رأينا بعض الأعمال الاحترازية قامت بها السلطة من أجل محاربة فيروس كورونا وهو لم يقتل أحد في حضرموت ، لما لا نرى مثل هذه الأعمال الاحترازية أو عمل دراسة أمنية لمحاربة هذا الإرهاب أو الإعلان عن مكافئات مجزية لكل من يبلغ عن هؤلاء القتلة مع حمايته ، الحلول كثيرة لكن لا يوجد نية صادقة لمحاربة هذا الإرهاب

النفس التي حرم الله قتلها تقتل بدم بارد بدعم من جهات إجرامية من أجل مصالح دنيوية ألا يعقلون ؟

قد يرى بعض الخانعين أننا نكتب دون أن نعي حقيقة الأمر وأننا آمنون وأنهم يعولون أسرهم وخروجهم واستنكارهم سيعرضهم للقتل أي تفكك أي خنوع أي خوف .

قال الصحابي الجليل خالد ابن الوليد مقولته الخالدة : (لقد شهدتُ مائة زحف أو زُهاءَها، وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربةٌ أو طعنة أو رَمْية،ثم ها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت البعَيْر، فلا نامت أعين الجبناء).

 

نأمل أن نرى حراك شعبي وصرخة مدوية تنطلق من أجل دماء كل الأبرياء الذين قتلوا غدرا .

✍عادل بن سعيد بن طالب

عن عادل بن سعيد بن طالب

عادل بن سعيد بن طالب

شاهد أيضاً

أمير المؤمنين ((سالمين))..!!

    أمير المؤمنين ((سالمين))..!!   كتب الاستاذ عبيد احمد طرموم على صفحته في الفيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *