الجمعة , مايو 17 2024

أمام وزير النفط قضايا أكثر أهمية تستحق التركيز عليها

أمام وزير النفط قضايا أكثر أهمية تستحق التركيز عليها

▪️مقال للأستاذ/ عبدالحكيم الجابري

أمر طيب أن يبدي معالي وزير النفط الأستاذ عبدالسلام عبدالله باعبود اهتماما بحق أبناء حضرموت في التوظيف، وهو ما كان يأمله الأخوة في لجنة خريجي النفط الحضارم، الذين توجهوا لمعاليه بطلب توظيفهم، إلا إنه وللأسف الشديد أوقع نفسه وأوقع هؤلاء الخريجين، الذين يعدّون كوادر حضرمية فنية وهندسية في مجال النفط في مشكلة أخرى، وباعد بينهم وبين هدفهم المشروع، وأخذهم الى طريق بعيدة عن ذلك، وكان من السهل والأجدر به أن يوجههم إلى حيث يجب استيعابهم والاستفادة منهم وفقا وتخصصاتهم، فكان من الواجب أن يوجّه معاليه الشركات النفطية المنتجة العاملة في حضرموت باستيعاب هذه الطاقات، وهذا حق لهم ليمارسوا فيها ما تلقّوه من علوم في هذا المجال، كما إنه واجب على معاليه ليؤكد حضور الدولة ومسؤليتها عن عمل ونشاط هذه الشركات.

أمام معالي وزير النفط كثير من القضايا الأكثر أهمية، وكان يجب عليه من موقعه القيام والاهتمام بها، وهي من صميم مسؤلياته وفي عمق صلاحياته، ومن هذه القضايا والمسؤليات إلزام شركات إنتاج النفط العاملة في حضرموت بتنفيذ المسؤلية الاجتماعية، وأن تقوم هذه الشركات بالتنمية المجتمعية، ومعالجة الأثر البيئي الذي يخلفه نشاطها في مناطق الإنتاج، من خلال وضع برامج خدمية واجتماعية ملزمة التنفيذ من قبل شركات النفط، وأن تتم معالجة مشكلة العمالة في الحقول، حيث أن المعلومات المؤكدة تتحدث عن وجود آلاف الوظائف الوهمية، ولأشخاص غير مباشرين للأعمال في هذه الشركات، وخاصة الشركة الوطنية بترومسيلة، وان هؤلاء يتقاضون اجور شهرية من شركات النفط وهم خارج حضرموت.

هناك أمر وقضية أخرى، وهو طلب مكرر لأهالي حضرموت على مدى السنوات الماضية، وقد تم التوجيه به من أعلى المستويات الحكومية إلا إنه لم ينفذ حتى اليوم، ونأمل من معالي وزير النفط الاستاذ باعبود أن يوليه اهتمامه، وهو ما يتعلق بسرعة نقل مكاتب شركات إنتاج النفط إلى المحافظة، وإعطاء الأولوية للتجار والمستثمرين الحضارم في تنفيذ مشاريع ومقاولات الشركات، لا أن يبقى الأمر كما كان ولا يزال، حيث ان مكاتب هذه الشركات ومنها بترومسيلة لاتزال في صنعاء، ولاتزال الأعمال والمقاولات تعهد لجهات غير حضرمية، ولاتزال حضرموت محرومة من كل ذلك، بينما نصيبها فقط الأضرار الناتجة عن نشاط وعمل الشركات.

حضرموت يا معالي الوزير وأنت أحد أبنائها، تعاني كثيرا من تقصير شركات النفط في حقوق مناطق الانتاج، وهو ماكان يجب أن يكون في شكل المسؤلية الاجتماعية، فهذه المناطق تعاني من تدهور البيئة وتأثيرها على مجتمع يعتمد على الزراعة والرعي، جرّاء أنشطة هذه الشركات سابقا وحاليا، مما يحدث أضرارا بالغة منها وفيات والإصابة بأمراض خطيرة كالسرطانات، ونفوق للحيوانات وموت النباتات وخراب التربة، بسبب التلوث الاشعاعي والكيميائي والتفجيرات الزلزالية والصعقات الكهربائية والحفريات العشوائية.

أنت تعلم يامعالي الوزير، يا ابن حضرموت، ان الشركات النفطية العاملة في حضرموت لا تراعي في جميع مراحل الانتاج إجراءات السلامة وحماية الإنسان والبيئة، وباتت كثير من مناطق الانتاج موبوئة بالسرطانات والتشوهات، في ظل عدم توفر الخدمات المصاحبة، وضعف التعويضات وكثير من القضايا المؤسفة، وأمام كل ذلك وغيره، فإننا نطالبك إيلاء عناية أكبر لهذه القضايا، لأنها من صميم مسؤلياتك، وعليك استخدام كل صلاحياتك كوزير في إلزام الشركات بما عليها، وكذلك للحفاظ على حقوق المواطنين والحق العام.

ولنكن عمليين، فإن الحديث والتنظير لا يفيدان دون عمل وتطبيق، ومن أجل ذلك فإنني أطالبك، بصفتي مواطن وصاحب رأي مدافع عن مصالح وطني وأبناء بلدي، بأن تشكل لجنة رباعية، تتكون من ممثلين عن وزارة النفط وشركات الإنتاج، والسلطة المحلية والمجتمعات المحلية في مناطق الامتياز، تكون مهمتها وضع الخطط الخدمية والتنموية لهذه المناطق، في إطار تنفيذ ما يسمى بالمسؤلية الاجتماعية، والمتابعة والإشراف على هذه المشاريع، التي ستتركز على ثلاثة محاور رئيسية، هي المياه والصحة والبيئة، على أن تكون لها موازنات من دعم شركات الإنتاج ويتم التنفيذ وفق الموازنات المعتمدة وبحسب الأولوية، الى جانب اهتمام هذه اللجنة بقضايا التوظيفات على أن تتم بطريقة تتحقق من خلالها العدالة والاستحقاق، عكس ما كان ولا يزال يجري في هذه الشركات، بأن يحرم أبناء مناطق الامتياز وأبناء حضرموت من العمل فيها، بينما هناك آلاف غيرهم يستلمون مرتباتهم وهم خارج حضرموت بل بعضهم خارج الوطن كله.

اتمنى أن يأخذ معالي وزير النفط عبدالسلام باعبود هذه الملاحظات بعين الأهتمام، وأن يركز جهده في كيفية تحقيقها، لأنها كما قلت سابقا هي من صميم مسؤلياته، وعليه أن يستخدم كل صلاحياته في إنفاذها، وهكذا سيكون ابن حضرموت يقدم أنموذجا طيبا يحتذى، بأن ينقل وزارته من العمل المكتبي الروتيني، إلى العمل الميداني ويحقق أشياء ملموسة ومجدية في حياة الناس.

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

أمير المؤمنين ((سالمين))..!!

    أمير المؤمنين ((سالمين))..!!   كتب الاستاذ عبيد احمد طرموم على صفحته في الفيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *