من المسؤول عن تمييع وإضعاف العقيدة القتالية أمام الميليشيا الحوثية؟

 

من المسؤول عن تمييع وإضعاف العقيدة القتالية أمام الميليشيا الحوثية؟

مما قاله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله : “اللهم إني أعوذ بك من عجز الثقة وجلد الفاجر”
ومعناه أن يكون الفاجر جريء وصاحب جلد وشجاعة ويكون الثقة عاجز وضعيف، وبالمناسبة فهذا الفاروق الذي به أعز الله الإسلام وسقطت مملكة المجوس والقياصرة في عهده ومصر، وعظمت دولة الخلافة في عهده، يعتبره حسين الحوثي الشقيق الأكبر لعبد الملك الحوثي سبب كل بلاء تمر به الأمة! وإن سألت عن السبب فهي من وجهة نظره أنه بسببه لم يحكم من يدعي أنهم أسلافه بمعنى أن الدين عند الحوثي هو أن تحكم سلالاته المقدسة ويرون أن الله بعث نبيه لأجل يكونوا هم حكاما على الناس وأن يكون تفسير الدين محتكر عليهم كما ذكر أحدهم في مقطع شهير في قناة تلفزيونية بأنهم قرناء القرآن بمعنى أنهم مصدر للتشريع من دون الله فالدين فهمه لهم والحكم لهم وهذا الفهم لا يشبه إلا قول من قالوا ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ۖ بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18)

هذي الميليشيات الحوثية مع كل ما فعلته من تفجير للمساجد والمنازل بل ما وصلته من الخبث من تصفية للحلفاء والأتباع بل وصلت لمرحلة خطيرة من النجاسة وهي عدم تسليم جثث الخصوم لأهاليهم ومع كل ما تفعله هذي الميليشيات الغادرة نرى أن هناك من يعمل بقصد أو بدون قصد لإضعاف العقيدة القتالية أمام هذي الميليشيا المجرمة..!!

فمثلا نجد الحوثي يكفّر خصومه ويستبيح دماؤهم ويطعن في صحابة محمد صلى الله عليه وسلم ونجد كثير من خصومه يتبنوا خطاب لطيف في عداوته فتجد قليل منهم يجرؤ على كشف عقيدته الضالة ويحاول إظهارها بأنها مجرد عصابة ضلت طريقها وعليها تتحاور معنا ونرجوها أن تفعل ذلك.

*علماء الدين كثير منهم لا تجدهم يهاجمونه باللغة التي سمعناها حين دخل عدن واستبسل فيها كثير من أبناء الجنوب بمختلف توجهاتهم ومناطقهم ودوافعهم وأذكر مقطع شهير لطارق عفاش وهو يتحدث كيف رأوا الهوايل عند دخولهم عدن يقول عن خصومه قالوا لنا يا مجوس! وكانت النتيجة مجزرة أخرجت جثث الميليشيات المجرمة بالشيول*

هذا الخطاب لم نعد نسمعه وانشغل كل فصيل بمهاجمة الآخر!
*ليس فقط في الجانب الديني هناك من يضعف العقيدة القتالية أمام الميليشيا الحوثية بل هناك سياسي يخدم الحوثي بفشله وفساده واللصوص التابعين له، وهناك اقتصادي يخدم الحوثي بفشله وفساده وهناك إعلامي يخدم الحوثي بنشر الشائعات والتحريض والأكاذيب وتضخيمه وتحسين صورته والانشغال بعيوب المكونات الداخلية*

حينما يكون هناك وزارات في الشرعية لا تقوم بدورها وأخذ ثروات المناطق التي تتبع الشرعية ليستفيد منها مجموعة في الخارج يتقاسمون الوزارات والمخصصات وتسمع عن نشاط سياحي ورياضي وملعب وَو.. في وقت يستخدم الحوثي فيه حتى الأطفال لأجل توسيع حدوده فهذا لا يمكن اعتباره إلا إضعاف للعقيدة القتالية أمام الحوثي .

المواطن يحتاج كهرباء وماء ومشتقات نفطية وعملة جيدة يؤمن بها مصاريفه ويطعم أطفاله
ولا يحتاج مشاريع عبثية ورفاهية لفئة محدودة من الشعب على حسابه

*هل يعقل يكون هناك وزراء بعدد مهول وحكومة أطفال ومناصب عبثية بينما كثير من الجبهات تعاني من عدم الدعم أو ضعف التنسيق أو الفشل في تحريك عدد من الجبهات في نفس الوقت!!!؟*

هل يصح أن تحدثني عن رياضة وسياحة ولنا إخوة يقوم الحوثي بتفجير منازلهم ومساجدهم ولا يقوم من في الخارج بدوره ويستلم مرتبات بالدولار من ثروات لم يكن له دور في حمايتها والذود عنها؟!!

ليس الحل كما يعتقد من لا يرى أبعد من قدميه بأن الحل هو تسليم البلاد للحوثي فإن تصحيح فساد الشرعية وحجرها عن العبث بالثروات حتى ولو بالقوة أسهل من حكم من قام بتفجير المنازل والمساجد ولو سيطر اقتاد الأطفال من منازل والديهم إما بخداعهم بشعارات قتالهم للفساد أو العدوان تحت ادعاء أنه بطل قومي! أو تحت صرخات الدجل بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل والتي مضمونها الفعلي الحياة لأمريكا وإسرائيل التي لم تهتم قط بهذا العدو ولم تعاديه بأي تصرف فعلي بخلاف جماعات أخرى مع قلة أفرادها نراهم يلاحقونهم في كل مكان ويضعون مبالغ كبرى لاستهداف قاداتها.

*أما الاعلاميين الذين قدرهم أن ينشروا الفتن ويوغرون الصدور والحقيقة أن لديهم متسع من الحرية لا يحلمون به لو سيطر الحوثي الذي كثير من الإعلاميين المخالفين له في سجونه يتعرضون للتعذيب والإذلال المخزي ومن العجيب أن ترى إعلاميين في مناطق الشرعية يصفقون للحوثي بينما لو تجرأ مخلوق في مناطق الحوثي لوضع إعجاب بصفحة بالفيس أو تويتر على منشور لشخصية في الشرعية فمصيره الإخفاء والتعذيب.*

الاقتصادي والسياسي الذي يعجبه أن يكون الصرف في البلاد التي لا تخضع لسيطرة الميليشيا الحوثية هو قريب من الضعف فهو خائن ويعمل من صالح الحوثي ولو ادعى غير ذلك إما يتعمد هذا أو فاشل وضعوه في موقع لا يليق به ممن بقاؤهم على السلطة كان سبب تمكين الميليشيا الحوثية لضيق أفقهم وانهماكهم بالفساد والمحسوبية.

إن تمكن الحوثي وسيطر فعشرات السنين لن تكتفي للتخلص من سطوته وكل ساذج يظن أن الحوثي سيتخلص من الحزب الفلاني ليعطي الحزب العلاني لا يعتبر بالواقع والتاريخ القريب فالذي لا يعطي جثة خصمه لأهله لا تعتقد أنه سيتنازل عن نفط شبوة وحضرموت لما يسمى بالجنوبيين الذين غزاهم البارحة في شبوة وعدن ولا تعتقد أن إخراجه غدا سهل إذا تم التساهل معه اليوم وليس هو الذي يتنازل عن مكتسباته إلا بعد أن تسيل دماء وتفجر بيوت ومساجد ويقتل الألوف وكل من يدعو للخضوع له، عليه أن يعتبر بجيرانه فهذي قبيلة مراد في مأرب لوحدها قام الحوثي بتفجير ٧٠ بيت لأبنائهم حسب إفادة بعضهم وهذي قبيلة المصعبين في شبوة يقوم أبناؤها بتوثيق قائمة الشهداء الذين فقدوهم في قتاله ويتجاوز عددهم ربما ال٢٥٠ شهيد أما المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيا الحوثية فقد قام الحوثي بافتتاح مقابر ضخمة وفقدت بعض القرى والمناطق كثير من رجالها وأصبح نساءها أضعاف رجالها..!!

*لا تحدثني عن أكثرية وأقلية فالأقلية التي تستفيد من كل ما تملكه لصالحها ستطأ على رقاب الأكثرية المفككة إن لم يتحد عدد من أحرارها وشرفائها للدفاع عن دينهم وأرضهم ومستقبل أجيالهم*
وهذي سوريا حين ثارت على الأقلية الفاسدة خرجت بمليون قتيل ثم عادت للأقلية الفاسدة التي استعانت بكل المجرمين وبتناحر الأكثرية لتحكمهم من جديد!

*نسأل الله أن لا يأتي يوم نرى من يبكي بدموع الدم ويشرح لنا سبب هزيمتنا أمام الحوثي وكيف حاربنا من يحاربه بتفرقنا وتشرذمنا وتسليط الفاسدين علينا وسماع المرجفين والمنافقين الذين سعوا في تفكيك جبهاتنا الداخلية بنشر الصراعات بيننا!*