الأربعاء , مايو 15 2024

هبّات أبناء حضرموت

 

 

هبّات أبناء حضرموت

 

أفتخر بتعاضد المجتمع الحضرمي وتداعي شبابه لفرض حقوق حضرموت المشروعة، لكن بقدر ما أعتز بهم أتألم من تجيير تلك الهبات لمصالح بعيدة عن أهدافها المعلنة نحو مصالح بعضها شخصي وأخرى لحساب مشاريع لأطراف ليست حضرمية الهوى والهوية !!!

الهبّات الأولى أشعلت نار مطالب الحضارم وهزت عروش الهيمنة ورفعت سقف طموح أبناءها لكن تم التعامل معها بذكاء وخبث شديد حتى تم احتواء متصدري مشهدها وتحييدها لتبقى مجرد عنوان في تاريخ حضرموت الحديث !!!

واليوم نعيش هبّة جديدة بأدوات حضرمية ولمصالح مشروع ليس حضرمي، فبقدر ما نسر ونفتخر بهمم ومطالب من تداعى للنزول من أبناء حضرموت اليوم للمطالبة بحقوقها إلا أننا نضع أيدينا على قلوبنا للعواقب التي لم يفكر بها هؤلاء الشباب المتحمس للدفاع عن مظلوميتهم !

والسبب :
– أن الراية التي تداعوا للوقوف تحتها ليست حضرمية ، وبالتالي سيكون نصرهم أن تحقق لأصحاب تلك الراية التي جاهدوا تحت لوائها !

– لو لا قدّر الله حدث احتكاك مع قوات المنطقة الأولى وهو أمر متوقع بسبب الفعل الذي اعتمدوه وأضر بمصالح المجتمع الحضرمي وبالتأكيد أيضا أضر بمصالح متنفذين ولاء تلك القوات لهم ، لذلك فهذا الأمر وارد , وعندها من يسقط من الضحايا هم أبناء حضرموت ، ومهما كانت قوتهم فلا يمكن مقارنتها بتسليح الطرف الآخر !

– ما يمكن توقع حدوثه حسب المعطيات هو جر حضرموت لتتجرع الاختلالات الأمنية والدخول في معاناة الحرب الفعلية التي كانت بمنأى عنها طوال سنوات ابتلاء البلاد والعباد ، وبالتالي لن يكون المجتمع الحضرمي في حال أحسن مما هو عليه الٱن !.

– إن قرار جر حضرموت لدوامة الاحتراب لم يأتي من عقلاء وكيانات ورموز المجتمع الحضرمي، وإنما أتى من شريكهم الخارجي الذي أوعز لهم هذا التوجه، بقصد استغلال مظلومية المجتمع وحماس شبابها وسحب البساط والمبادرة من عقلاء وكيانات ورموز المجتمع الحضرمي الذين دعوا لمصلحة حضرموت الخاصة وبدأوا في التصعيد الفعلي، وهذا يذكرنا بسلوك حزب الله اللبناني الذي اتخذ قرار الحرب مع إسرائيل بمنأى عن حكومة البلاد عام ٢٠٠٦م لمصلحة الأجنبي، ولا تزال تتكرر مأساة اللبنانيين حتى اليوم بمثل تلك الأفعال لتكون لبنان مجرد ورقة ضغط يستخدمها الأجنبي ولبنان وشعبها ضحية !

إذا لم يستفيد المجتمع الحضرمي ويعتبر من دروس غيره سيصبح غدا درساً للشعوب الأخرى تأخذ منها العبرة !
نحن لازلنا في سعة من أمرنا للعودة للراية الحضرمية الخالصة المتعقلة التي تعتمد الحكمة في التعامل مع الأمور لتجنب البلاد والعباد التردي في الأسوأ وبأدوات أمضى وأقوى في تأثيرها على المتحكم المحلي والأقليمي ببصر وبصيرة ، لكن لو لا قدّر الله لم يستطع عقلاء حضرموت ومجتمعها استرجاع الراية التي يدافعون عن حقوقهم من تحتها فلن يكون أمام الجميع إلا الوقوف تحت راية الغير الذي سيجني محصلة هذه الحرب المفتعلة والتي هي خسارة لحضرموت ومكسب لغيرها أصحاب الراية مهما كانت النتائج !!!

كتبه/ سالم باوزير

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

أمير المؤمنين ((سالمين))..!!

    أمير المؤمنين ((سالمين))..!!   كتب الاستاذ عبيد احمد طرموم على صفحته في الفيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *