السبت , مايو 18 2024

جامع حضرموت .. الصخرة التي لم ولن تجرفها السيول العابرة

 

 

جامع حضرموت .. الصخرة التي لم ولن تجرفها السيول العابرة

المتابع للأحداث منذ بداية الهبة الحضرمية ” الثانية ” قد رأى بروز بعض التحركات النضالية نحو المطالب الحضرمية المشروعة ، وكانت هناك أيضا ولادة لبعض التحالفات التي ظهرت علنا وأخرى سرا على ساحة المشهد السياسي الحضرمي ووجد هناك آخرين أكتفوا بالحياد والمشاهدة وغيرهم أيضا ممن لم يحرك ساكنا وكأن الأمر لايهمه ولايعنيه.

حضرموت أرض العلماء والدهاء أرض العباقرة وناشري الإسلام قديما وحديثا ، مازال في أبنائها فئة عظيمة ثبتت في وجه السيل العابر وتعاملت مع الأمر بحكمة وتروي وذكاء – نعم – للأسف الشديد ماكانت ” الهبة الثانية ” إلا سيل عابر لم يتأثر به غير شجر السيسبان القابع على أطراف الوديان بينما صخوره مازالت تابثه ومن أبرز تلك الصخور كان “مؤتمر حضرموت الجامع” وقد كنت صراحة من أكثر الأشخاص الذين أمتعضوا من أن الجامع لم يتدخل بشكل مباشر في أحداث “الهبه الثانيه” و اكتفاء ببيان تأييد لمطالب أبناء حضرموت المشروعة ، ولكن بعد ذلك حدث ما لم يكن بالحسبان.

إنفصال السيل .. أخد السيل ينقسم إلى قسمين مختلفين لم يجتمعا بعد ذلك في مجرى ومسكب واحد أبدا وهو ما أحبط حماسة الشارع الحضرمي وكان ذلك نتيجة مباشرة للتدخلات الخارجية وتغليب البعض للمصلحة الشخصية على المصلحة العامة لحضرموت وشعبها ، وصبت نتائج ذلك الأمر لصالح أطراف آخرين ، لاننكر ولانجحد أن “الهبة الثانية” كانت لها بعض النتائج الإيجابية في بداية الأمر ولكن انقلب الأمر نتيجة لسياسات خاطئة ومالبثت أن ( عادت حليمة لعادتها القديمة ) بل وبشكل أسوء وأكثر ضرر من قبل وذلك كله كان على حساب أبناء حضرموت ، ولكن التأثير السلبي والأسوء من ذلك هو فقدان ثقة الشارع الحضرمي وذبول حماسهم الذي أشتعل في بداية الأمر ، ليصحوا اليوم على خديعة كبرى ونتائج أسوء.

لا نمتدح أنفسنا ولكن يجب قول الحقيقة المرة أننا أبناء حضرموت لم نجتمع على أمر واحد وكان الإنجاز الوحيد الذي جمع الاغلبية من أبناء حضرموت هو “مؤتمر حضرموت الجامع” ذلك المبنى العريق والحصن المنيع الذي جمع ثلة من أخيار هذه الأرض من ساسة وشيوخ وحكماء ودهاء وعباقرة لقد احْتَوَى “جامع حضرموت” الصغير والكبير لم يفرق بين انتماء أو عشيرة لم يفرق بين تحضر وتمدن بل ضم الجميع من أبناء حضرموت وإن صح القول فإن جامع حضرموت بحلف قبائله ومرجعيته وجميع مكوناته الحضرمية التي تنطوي تحت مظلته لهو من أعظم إنجازات حضرموت وسيذكر التاريخ ذلك .. والله على ما أقول شهيد.

أحمد إبراهيم بامخرمة

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

أمير المؤمنين ((سالمين))..!!

    أمير المؤمنين ((سالمين))..!!   كتب الاستاذ عبيد احمد طرموم على صفحته في الفيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *