الخميس , مايو 9 2024

لا طلنا بلح الشام ولا عنب اليمن ولا أحيينا تاريخ الشحر!!!

 

لا طلنا بلح الشام ولا عنب اليمن ولا أحيينا تاريخ الشحر!!!

بقلم : م. لطفي بن سعدون.
المكلا : 19 فبراير 2023م.

استبشرنا خيرا عندما وجّه المحافظ الشيخ بن ماضي،  في مطلع نوفمبر 2022م خلال زيارته لمدينة الشحر، بإقامة تظاهرة علمية وثقافية وفنية سنوية بمدينة الشحر عرفانًا بتاريخها وإرثها الحضاري، وتقديرا لشجاعة أبنائها وكل أبناء حضرموت في مقارعة الإستعمار البرتغالي وكل الطغاة والظلمة، وترسيخا للهوية الحضرمية ، التي تعرضت لسنوات عديدة للتجريف والمسخ، وآن الأوان لإعادة ألقها وتكريسها بقوة في عقول ووعي ملايين الحضارمة في الداخل والمهجر، كحق إنساني مشروع لهم وضرورة موضوعية لوحدتهم وتماسكهم.
حيث يكتسب المهرجان أهميته، من مناسبة الاحتفاء بالذكرى الـ 500 لملحمة سحق الغزو البرتغالي للمدينة، الذي يوافق الـ 28 من فبراير 2023م.

ولأهمية الحدث ورمزيته كنا نتوقع ان يكون المهرجان، حدثا مميزا في تاريخ حضرموت الحديث ، يتناسب مع إرثها التاريخي والثقافي والحضاري ومعبّرا عن أصالة الحضارمة وتمسكهم بهويتهم الحضرمية الخالدة الموغلة في القدم والتي تعرضت للتجريف والمسخ لأكثر من 55عاما.

وكان في الوقت ، متسعا للتحضير الجيد للمهرجان، ليشكّل مهرجانا جماهيريا جامعا ، ينافس المهرجانات التراثية والفرائحية المحيطة بنا في صلالة والجنادرية وغيرها ،نظرا لما تتميز به حضرموت من ارث تاريخي وفولكلوري وغنائي وأدبي وتراثي وأساس حضاري يتفوق على الاخرين.

لكن للأسف الفرحة لم تكتمل..!!
والتحضيرات الفعلية لم تبدأ بعد ، وتم إشهار اللجنة التحضيرية الأسبوع الماضي فقط ولم يتبق معنا من موعد تدشين المهرجان سوى 9 ايام ، فماذا نحن فاعلون ياسادة في هذه الأيام التسعة ؟!!

خاصة إذا عرفنا ان “المهرجان هو حدث جماعي ، يتضمن فعاليات متنوعة في فترة محددة، لإظهار إنجازات في مجالات انسانية مختلفة.
لذا نحتاج إلى مشاركين فاعلين في مختلف الابداعات التي يتضمنها المهرجان، في مجال الثقافة والتاريخ والفن( غناء ورقص شعبي )والفولكلور الشعبي والشعر والصناعات الحرفية والتسويق السياحي وغيرها من المجالات الإنسانية .
ويرتبط بذلك أيضا حشد المشاهدين لفعاليات المهرجان الذين يقدّرون مواهب المشاركين ونتاجاتهم.
ويرافق المهرجان تغطية إعلامية فاعلة خلال التحضير وإقامة الفعاليات وتغطية أصدائها ونجاحاتها.

لذلك يجب أن يتضمن اي مهرجان على الأسس التالية:
1)تحديد أهداف وغايات المهرجان.
2) تحديد قائمة بمنظمي المهرجان.  (اللجنة المنظمة، المشاركين في الفعاليات، الممولين (رعاة المهرجان) ،لجان التحكيم، الاعلاميين).

3) اللجنة المنظمة للمهرجان :
تتولى اللجنة المنظمة الإدارة العامة ، وتتألف من ممثلين عن منظمي المهرجان ، وتشارك اللجنة المنظمة في إعداد برنامج وخطة المهرجان وإعلانه وعقده ، وتحديد الميزانية وإدارتها. واللجنة المنظمة مسؤولة عن جميع أعمال تنظيم المهرجان، اجتماعات تنظيمية و تسجيل المشاركين في الفعاليات المختلفة وتحديد أعضاء لجان التحكيم ، جدولة البروفات ، أداء المجموعات ، تنسيق عام وفني للأحداث ، تنظيم صيانة تجهيزات، وصيانة النظام والأمن العام في أماكن المهرجان.

4) تحديد نوع الفعاليات والجهات المشاركة بها والمشرفين عليها.

5) من الضروري وضع تقدير مفصل لتكاليف مختلف فعالياته، والتي يجب أن تأخذ في الاعتبار كل شيء عن هذه التكاليف صغيرها وكبيرها.

6)مصادر التمويل: وتشمل منح من مؤسسات مختلفة عامة وخاصة كرعاة للمهرجان مقابل عمل دعاية لهم (سلطة محلية ووزارات ومكاتب وزارات وسلطات مديريات والشركات التجارية والنفطية والمصارف وتجار الجملة وغيرها).

7) الرفع والتغطية الإعلامية للمهرجان من قبل وسائل الإعلام (الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزيون والفضائيات ووكالات الدعاية والإعلان ودور النشر وما إلى ذلك) ، فوسائل الإعلام هي التي تقوم بالإعلان عن المهرجان والترويج له ، وتتحدث عن أحداث المهرجان وفعالياته ونتائجه، وتعرّف الجمهور العام على أبطال المهرجان (المشاركون ، المنظمون ، لجان التحكيم).

ومن خلال ما نراه على الواقع فإن شيئا من التحضيرات الجيدة لهذا المهرجان، التي تستوعب الشروط اعلاه، لم تبدأ بعد ونلاحظ فقط ان المهرجان يمشي على استحياء واستخفاء ، خوفا من انتقادات المعارضين .

والحال هكذا فان حال المهرجان سيكون مثل حال الأعرابي الحجازي الذي تردد كثيرا في قراره فلا هو طال بلح الشام ولا هو ذاق عنب اليمن.
ونحن في هذا المهرجان يبدوا اننا لن نجني نجاحات تذكر ترتج لها حضرموت ومحيطها الوطني والاقليمي وتعود بالنفع الكبير لها، وايضا لن نوفر الملايين التي ستنفق على فعالياته اليتيمة.

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

‏أوجعتنا يا ( بو علي ) ..

‏     أوجعتنا يا ( بو علي ) .. والله حقاً أوجعتنا .. وآلمنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *