السبت , مايو 18 2024

مالذي يدور خلف كواليس المجلس الوطني الحضرمي ؟!.

 

 

مالذي يدور خلف كواليس المجلس الوطني الحضرمي ؟!.

 

لاشك أن قيام مجلس حضرموت الوطني حدث عظيم يلامس أماني وطموحات كل الحضارم ، وإن تحقق سيكون حدث مهم في تاريخ حضرموت الحديث يغير معادلة فرضت على حضرموت لأكثر من نصف قرن ؟!.

لكن عمل بهذه العظمة يحتاج لميلاده في هذه الظرف الصعب التي تشبه ما يحدث عند ولادات أمهات الحيوانات في الغابات بين السباع الضواري ، فلابد من بلوغ الجنين في رحم أمه قبل ولادته ليتحمل مسؤولية نفسه عقب خروجه للدنيا ولابد من ضمان الحماية له بعد الميلاد ؟!.

فتأخير ميلاد المجلس أقتضتها الضرورة ، ربما لتكتمل المشاورات بين أعضأءه وبين الشريك الداعم وبينهم مع الجهات السياسية التي يجب الحوار معها برعاية الداعم ولضمان فرضه وأستمراره على واقع حضرموت …

من يظن أن رجال حضرموت الذين حضروا للرياض لصناعة هذا المجلس بقاءهم هناك بلا عمل وبدون جدوى يظلم جهودهم ويظلم نفسه بهذا الظن ، فالمسؤولية عظيمة والمهمة شاقة والحوارات ليست بينهم لينتهي الأمر بالسرعة التي يريدها المترقب للحدث من أنصار المجلس ومن يقف بالضد ، هناك ابعاد سياسية واطراف محلية ودولية تهتم وتحاور وتعترض وقد ترفض لابد من الحوار معها لأقناعها أو تحييدها أو لكسب تأييدها ، وقد يقتضي الأمر تقديم بعض التنازلات ؟!.

نعم تنازلات لأنه من يعرف مبادئ العلاقات السياسية التي توطن الأمن والاستقرار والتنمية والحقوق والعدالة الاجتماعية بين الشعوب والمجتمعات المتداخلة وحتى البعيدة يعرف أنها لا تعتمد على حصول كل طرف على حقوقه كاملة ، وإنما على مصالح متبادلة وتقديم بعض التنازلات للحصول مقابلها على أخرى تحتاجها وقرارها بيد اطرف آخرى لاسلطان لها عليها .

لذلك يقال عن السياسة ( أنها فن الممكن في الزمن الممكن ) ، وبدون دعم الشريك الداعم والأستفادة من خبراته وعلاقاته وثقله الأقليمي والدولي والذي لاشك له دور في تذليل العقبات ورعاية خروج هذا الجلس في هذه البيئة التي فيها البلاد والتي لا تعترف للحضارم بمبدأ فن الممكن وإنما شعارها ضدهم أجتثاث الممكن والهيمنة على حضرموت لتكون تابعة لهم،  بدون هذا التعاون لن ينجح الحضارم في مساعيهم  ؟!.
ولنا في تجربة الجامع الذي تُرك وحيداً درس مستفاد !!.

لهذا الواقع الصعب تأخير أشهار تشكيل المجلس في20 اغسطس لا يعني الفشل أو تغيير في المبادئ التي تم الأعلان عنها وأستبدلها بأخرى ، خصوصاً مع المستجدات التي طرأت على الساحة السياسية الأقليمية والدولية وفي بلاد اليمن وبوجه خاصه الحراك المحلي والخارجي المقاوم لتأسيس المجلس الحضرمي الوطني كل تلك المستجدات بالتأكيد لها أثر مباشر ؟!.

والمشاركين في عضوية الوفد الحضرمي يجب أن يكونوا على مستوى الوعي والأدراك بالواقع ، وعليهم أن يعرفوا أن الأماني والطموحات لحضرموت طريق تحقيقها طويل ، ولا تصلح كسلاح يشهره صاحبها ليخضع له الٱخرون ، وإنما هي هدف بعيد يحتاج للعمل الجاد وتقديم التضحيات والتنازلات والصبر على المكاره في سبيلها حتى الوصول اليها ، لذلك على رجال حضرموت المشاركين في حوار الرياض ترويض حماسهم والأبتعاد عن العواطف وتحكيم العقول والصبر والتعاون والتشاور مع أخوانهم وتقدير المصالح والمفاسد والعمل بروح الفريق الواحد والقبول بالدور الذي يتم تكاليف كل واحد منهم به لتتكامل الجهود ويتحقق الأنسجام بين الجميع .

لن تحصل حضرموت على كامل حقوقها بمجرد تكوين مجلسها الوطني ، فالتنازلات التي يجب على الحضارم تقديمها ستؤخر بعض الحقوق ، لكن تحت مظلة هذا المجلس وبعد وقوف الحضارم مع مجلسهم سياتي اليوم الذي ينتزعون ما تأخر من الحقوق ، لذلك اليوم يجب أن يكون تكوين المجلس أولى الأوليات ، في سبيل ذلك لابد من الصبر حتى ولو جار علينا القريب والبعيد ، بشرط أن لايكون تقديم التنازلات على حساب الهوية والوطنية الحضرمية ، فما دون ذلك يهون ويمكن تعويضه مستقبلاً …

بقدر أيماننا بالقضية الحضرمية وحقوق حضرموت الضائعة وحاجتنا لهذا المجلس الوطني يجب أن تكون ثقتنا في رجال حضرموت الذين تحملوا المسؤلية وتصدروا تمثيل الحضارم في الرياض لتحقيق طموحات أهلهم ، لذلك يجب أن لانتردد في دعمهم وندافع عنهم ولانُنسط للتشكيك فيهم وأرجاف المرجفين وأفتراءاتهم التي يسوقونها عليهم وعلى المجلس التي نعلم يقيننا أن من وراءها لايريد الخير لحضرموت ومجتمعها !!!.

وهذا الأمر إن كان مطلوب من عوام المجتمع الحضرمي فهو من خواصهم ونخبهم أأكد وخصوصاً من رجالات الصحافة الحضرمية وحاملين قلم الدفاع عن قضيتها ، وهؤلاء اليوم ومع السياسة التي تم أنتهاجها في موقع الحدث والتعتيم الأعلامي عما يدور خلف الكواليس عليهم أن يدركوا أن هذا أجراء ليس موجه ضدهم ولا يعني فشل أخوانهم وإنما لمصلحة العمل الذي يؤدنه بعيداً عن حضرموت ومن أجلها ، لأن كل معلومة تتسرب يجيرها المتربصون بحضرمون للطعن في مجلسها الوطني ، وهم مؤهلين لأدارة الدفاع عن حضرموت بتفنيد سيل الأفتراءات والأشاعات المغرضة التي يدركون هم قبل غيرهم حقيقتها ، فهم اليوم رجال الرباط للدفاع عن حضرموت وقضيتها ، سيُحمدون ويكرمون على موقفهم المدافع عن أخوانهم في يوم ترتفع فيه راية حضرموت وتمتلك قرارها إن شاء الله ….

(سالم باوزير )

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

أمير المؤمنين ((سالمين))..!!

    أمير المؤمنين ((سالمين))..!!   كتب الاستاذ عبيد احمد طرموم على صفحته في الفيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *