السبت , مايو 18 2024

المجلس الوطني الحضرمي مصلحة عليا لحضرموت ولجوارها الطبيعي ؟!.

 

 

المجلس الوطني الحضرمي مصلحة عليا لحضرموت ولجوارها الطبيعي ؟!.

 

قرار الحضارم الذي خرج به اجتماعهم التشاوري بالرياض بإعلان تكوين المجلس الوطني الحضرمي فُهم من الكثير بطريقة خاطئة ومختلفة وبحسب الميل السياسي الذي يتبعه..!!

 

فهناك ممن يحمل هم القضية الحضرمية التي يرجع تاريخها منذ استقلال البلاد عام 67 م ، يرى في المجلس طوق النجاة للخلاص من الشمال والجنوب ، ويتفائل بإفراط لدرجة يرى فيها أن حضرموت ستكون دولة مستقلة بفضل مجلسها الوطني الحضرمي !!!.

 

وعلى النقيض عند من يرى أن صلاح حال حضرموت لن يكون إلا بمعية الجنوب بمشروع الأنفصال للخلاص من وحدة أحتلال حضرموت والجنوب عام 94 م، يرى أن هذا المجلس الوطني الحضرمي الذي أعلن عنه بمباركة رأس هرم السلطة والزخم والفرحة العارمة التي رآها عند الحضارم أصحاب المشروع المنافس للجنوب أكد عندهم هواجس غذاها الأعلام الجنوبي والذي قطع عليهم فرصة الدهشة والحيرة ليقنعهم بأن هذا المجلس الجديد وجد ليصادم مجلسهم الأنتقالي وينهي مشروع الجنوب في حضرموت !!!.

كلا طرفي النقيض وقعا ببن الأفراط والتفريط ، لذلك ليس هناك أفضل من النظر للأمور بواقعية ليكون الحكم على الحدث صائباً !.

فالمجلس الوطني كيان دعت له حاجة الحضارم على قاعدة ( الحاجة أم الأختراع ) ..

 

ففي خضم واقع البلاد السياسي والأجتماعي والأقتصادي والأمني المتردي وتجاذب قوى النفوذ المحلي والأقليمي والدولي والأستقطابات التي جردت الحضارم من تمثيلهم لأنفسهم، وجدوا أنفسهم بحاجة إلى راية يجتمعون تحتها توحد شتاتهم وحامل لقضيتهم يطالب بحقوقهم ويتحدث بأسمهم ويمثلهم تمثيل حقيقي يعبّر عن هويتهم وقضيتهم ومجتمعهم .

 

وهذا ما أثمرت عنه مشاوراتهم في الرياض برعاية كريمة من بلاد الحرمين الشريفين وقيادتها التي هي مرجع وملاذ كثير من الفرقاء المختلفين والمتحاربين في بلادهم وحتى تلك المشاكل بين دول العالم الأسلامي والعربي والدولي ، وكم أحتضنت من فرقاء وكم حلت من قضايا عجزت عنها منظمات الأمم المتحدة وهيئاتها ، وهي مع حضرموت ليست مجرد حاضنة لمشاوراتهم وتوافقاتهم بل هي شريك داخلة في المكاسب والخسارة ، فاسقرار حضرموت وأمنها منفعة لها واضطرابها واختلال أمنها مضرة لها ، فهي على تماس مباشر مع حضرموت جغرافيا ً واجتماعياً ، فلا غرابة من لجوء الحضارم لها ولا غرابة من مدها يد العون لهم ….

 

والمجلس من ثمرة تلك المشاورات التي شارك فيها تقريباً كل الفاعلين من أهل الهوى والهوية الحضرمية من أعيان المجتمع المدني والقبلي وكيانات حضرموت المعتبرة ممن حمل هّم قضيتها ومطالب مجتمعها الحقوقية المشروعة …

 

 

فالمجلس ضرورة للحضارم ولحضرموت لترتيب بيتهم الداخلي وتوطين توافق يضمن لهم سلمهم المجتمعي ويتحمّل مسئولية مطالبهم في التنمية والحقوق لحياة كريمة ، خصوصاً مع التقصير والتجاهل الغير مبرر للسلطة في أداء واجبهم تجاه حضرموت ، فالمجلس الحضرمي لم يوجد لخلق العداوات أو أفتعال المشاكل مع محيط حضرموت ، بل هو لمتابعة وضمان مصالح المجتمع ، فلا مبرر لعداوته من الٱخرين فضلاً عن أن يعاديه حضرمي هو وأهله من ذاق ويلات الحرمان والقهر والأقصاء عن حقوقه وتسليمه لمستقبل مجهول فهو اليوم بأمس الحاجة لقيام هذا المجلس لتخليصه من معاناته الطويلة !!!.

 

 

وعلاقة المجلس بقطبي المعادلة السياسية في البلاد ( الشرعية والجنوب ) يجب أن تكون واضحة حتى لا يسترسل أهل الأحلام في أحلامهم ولا يطمع الطامعون في الحضارم وثرواتهم ؟!
فالرئاسة ومجلس وزراءها المعترف بها دولياً هي أمر واقع وهي من يتحمل مسؤولية حضرموت ويدير سلطتها المحلية التنفيذية والقضائية والإدارية والمالية والأمنية والعسكرية ، والمجلس لم يأتي للصدام مع هذه السلطة القائمة والمعترف بها اقليميا ودولياً ، ولكن المجلس بصفته حامل لصوت أبناء المجتمع الحضرمي يطالب هذه الشرعية بالعدالة والحقوق والحريات العامة والأمن والخدمات التي هي حق أصيل وليس مكتسب ، والتقصير الحاصل مرفوض وسيكون للمجلس إن شاء الله بعد تكوينه موقف صلب بالتشاور مع المجتمع الحضرمي لو أستمر الحال على ما هو عليه الآن ، فلن تكون حضرموت كما كانت قبل مجلسها …

 

 

أما الجنوب بالنسبة لحضرموت فلن يستطيع أحد أنكار علاقة حضرموت بالجنوب ، فحضرموت كانت جنوبية كأمر واقع ، ومعاناة الحضارم في أساس قضيتها من ضمها قسراً للجنوب ، لكن اليوم للمصلحة العليا للحضارم وتطلعاً لمستقبل الأجيال القادمة يجب أن تستفيد من درسها القاسي مع الجنوب ولكن بدون العودة لأجترار الماضي حتى لا يعيق تقدم حضرموت وتطلعها لمسقبل مشرق وواعد وطموح للجيل الحضرمي الجديد ، بل يجب أن تأخذ بتجارب تلك الشعوب التي عانت طويلاً من الحروب الأهلية التي ذهب ضحاياها عشرات ومئات الآلاف من القتلى والمشردين ، ولم تستطع الخلاص إلا بعد أن تجاوزت مجتمعاتها ثأرهم والرغبة بالأنتقام الذي يجرهم للماضي وأستبدلوه بالتصالح والتسامح وفتح صفحة بيضاء خاليه من سواد الماضي ،  والنتيجة كانت مذهلة فبعد أن كانت تلك الدول فاشلة أصبحت اليوم تنافس على مقدمة الدول الأكثر تقدماً وازدهاراً ….

 

 

كان الحضارم في خندق واحد مع رجال الجنوب في نضالهم لمقاومة غطرسة المتسلط بعد وحدة الاحتلال ، لكن اليوم البلاد في وضع جديد لم تعد لهم قبضة ولاسيطرة على مقدراتهم ومجتمعهم كما كانوا قبل الوحدة المشؤومة ، لكنهم لازالوا في ضلالهم القديم ، وموقفهم من حضرموت لم يتغير ؟!!!.

 

 

تأكد للحضارم أن الجنوبيين يحاولون قطر حضرموت كما كانت في عهدهم البائد عهد ظلم حضرموت وتجريدها من هويتها وحقوقها بعيداً عن مبادئ الشراكة العادلة وبدون ضمانات تحفظ للحضارم حقوقهم ، ولما وجدوا منهم الممانعة حاولوا الألتفاف على ممثلي المجتمع الحضرمي من الرموز والكيانات المعتبرة والممثلة للمجتمع الحضرمي بأشراك أفراد محسوبين على الحضارم لا يمثلون إلا انفسهم وولاءهم للجنوب في حركة ماكرة لا تبعث على الأطمئنان !!!.

 

 

واليوم بعد أن صار الجنوب جزء من شرعية الأمر الواقع المسؤول عن معاناة حضرموت ، صار من الضروري أن يكون لحضرموت كيان يمثلها ويختار لها موقع تموضع جديد مع الجنوبيين وفق المصلحة العليا لحضرموت ، ويراجع الحضارم أولياتهم والأهتمام بأنفسهم وبمصالح حضرموت الخاصة ؟!.
وكان هذا القرار الذي خرج من مشاورات الرياض بإنشاء هذا الكيان الواعد الذي سيتحمل تلك المسؤولية( المجلس الوطني الحضرمي ) ….

 

 

من حق حضرموت أن يكون لها مجلس وطني له شخصية أعتبارية تمثل مجتمعها ، وهو حق مشروع وأصيل لها ولكل مجتمع مدني حضاري على وجه الارض ، فالأعتراض يجب أن يكون على الأداء وليس على حق تكوين المجلس المقطوع في أمره ، فكيف يمكن تبرير أعتراض الحضارم لمجلسهم  ؟!!!.

 

 

ومستقبل البلاد لا يقرره أهلها ، ولكن من له صوت وكيان يمثل جغرافية من البلاد ويتحدث نيابة عن شعبها سيكون رقماً يحسب حسابه ، ومن لا يملك ذلك الكيان سيصبح كاليتيم على مائدة اللئام ، وسيتولى أمره غيره ويقطره به فلا يملك قراره ولا الدفاع عن مصالحه ، لذلك كان وجود المجلس الوطني الحضرمي ضرورة لمصلحة حضرموت ومجتمعها ومستقبلها السياسي ، ومن يقف ضد مصلحة الحضارم من المحسوبين عليها لسنا نحن من سيحاسبه إنما سيكون حسابه مع التاريخ والأجيال القادمة  !!!.

 

 

( سالم باوزير )

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

أمير المؤمنين ((سالمين))..!!

    أمير المؤمنين ((سالمين))..!!   كتب الاستاذ عبيد احمد طرموم على صفحته في الفيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *