الثلاثاء , مايو 7 2024

ماهي ملامح الحل النهائي لمشكلة اليمن ؟!

 

 

 

ماهي ملامح الحل النهائي لمشكلة اليمن ؟!

وجهة نظر شخصية:

لاشك أن الدور السعودي هو الأهم في فرض خارطة جديدة للبلاد ، وقد يقدم بعض التنازلات في بعض التفاصيل لكن يبقى الهدف الأستراتيجي الذي يمس مصلحتها ثابت ، وهذا قد يبدو غريبا مع وجود قوى دولية شريكة في القرار !!!.

نعم الدولة السعودية تمتلك مفاتيح الحل ولديها الأدوات لفرضه كما أن لديها الحوافز والإغراءات التي يمكنها إقناع وإرضاء تلك القوى وطمئنتها على مصالحها ، لتجعلها تقبل باحترام مصالحها الأمنية والاقتصادية والسياسية !!!.

قد نتطرق لبعض النقاط التي الكثير من المراقبين لايهتموا بها وفيها بعض الحساسية ،،،
كأساس لحل نهائي سيكون على أساس يمن موحد ، لكن هذه الوحدة لن تكون كما كانت قبل تدخّل التحالف ، ولن يستطيع أي طرف من الأطراف الحالية فرض سيطرته على باقي الأطراف الأخرى ، والتي لن تكون وفق التقسيم الذي نسمع عنه( شمال – جنوب ) أو …….

نبدأ بالحوثي :
فالدولة السعودية لم تكن في يوم من الأيام خصم للشعب اليمني ، وما حربها وتدخلها الأخير إلا نصرة للدولة التي كانت قائمة بشعبها وأجهزتها التشريعية والتنفيذية والقضائية وجيشها وأمنها التي بغى عليها الحوثي مستقويا بدعم خارجي، فتحمّلت مسؤولية جوارها ومسؤوليتها التاريخية والشرعية وكونت التحالف مع الدول التي شاركتها المسؤولية نصرة للحق الشرعي الذي ورد ذكره في قوله تعالى:
﴿وَإِن طائِفَتانِ مِنَ المُؤمِنينَ اقتَتَلوا فَأَصلِحوا بَينَهُما فَإِن بَغَت إِحداهُما عَلَى الأُخرى فَقاتِلُوا الَّتي تَبغي حَتّى تَفيءَ إِلى أَمرِ اللَّهِ فَإِن فاءَت فَأَصلِحوا بَينَهُما بِالعَدلِ وَأَقسِطوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقسِطينَ﴾ [الحجرات: ٩] ولاشك أن الدولة السعودية مع أخوانها من دول الخليج قد بدأوا بالصلح بالمبادرة الخليجية ثم بعد أن بغى الحوثي على إخوانه تدخلوا ،،،
واليوم بعد مرور تسع سنوات حصحص الحق وآن الأوان بعد جلوس الحوثي وقبوله بالتفاوض على حل نهائي ينهي معاناة البلاد والعباد ….
لكن كيف سيكون الحل ؟!

واهم من يظن أن السعودية ستواصل حربها ضد الحوثيين، وواهم من هو في تجمع الشرعية ويظن أن السعودية ستقاتل بالنيابة عنهم من أجل تسلّمهم دولة لم يكلفوا على أنفسهم بإخلاص الدفاع عنها !!!…
نعم السعودية والتحالف وقف معهم بالباع والذراع، ووفر لهم كل شيء من سلاح ودعم اقتصادي وتدريب ورواتب وما لا يحصيه إلا الله بلا تحفظ فما النتيجة ؟!!!

للأسف أضاع المسؤولين تلك الفرص وانشغلوا بتكوين ثرواتهم الخاصة، وينطبق عليهم المثل الحضرمي( من قل تدبيري بري أكل شعيري ) ،،،

هذا كان على المستوى الرسمي لرجال الشرعية، وهناك مستوى شعبي لقبائل الشمال اليمني وقبائل طوق صنعاء في تماهيهم مع قيادات جيش الشرعية التي امتلكت كل المقومات لتحرير الأرض ولم يفعلوا شيء ، تلك القبائل كان لها موقف متخاذل ، فلم يؤازروا التحرير ولم يقاوموا الحوثي وواقعهم ينطبق عليه المثل الحضرمي( الكلب ما يعض ذنب أخوه ) ، فالعنصرية وربما أيضا الحزبية كانت وراء تحيزهم للحوثي على حساب دولة النظام والعدالة والقانون ومصلحةالبلاد والعباد ، هكذا ارتضوا على أنفسهم !!!

فاليوم وقت القسمة فالدولة السعودية كانت تساند الملكيين ضد الجمهوريين فلما تيقنت أن الشعب أراد نظامه الجمهوري قبلت وتركته لخياره الذي اختاره، بل أنها بقيت سند للشعب اليمني بعد الملكية وبعد الوحدة وحتى اليوم لم تتخلى عنه في كل الظروف بالرغم من بعض المواقف الرسمية التي لا تدل على عدم تقدير العواقب لعدم حنكتها في إدارتها البلاد ،،،

اليوم وحسب المعطيات الجديدة فمن الواضح أن رجال السياسية الشماليين وقبائلها قد ملّوا من ارتداء ثوب الجمهورية وما يلزمها من أدوات للديمقراطية، فبعد تسع سنوات لم يرغبوا في تحرير بلادهم فأصبح لزاما على السعودية احترام رغبتهم والقبول بملكيتهم الجديدة التي ارتضوها لأنفسهم ،،،
يبقى السؤال ماهي حدود هذه الملكية الجديدة من خارطة اليمن الموحد الجديد ؟!!!.

في تقديري ستكون على مساحة تشمل صنعاء وصعدة والحديدة وأجزاء من الجوف، فلهم العاصمة وميناء ومنطقة نفطية وبعض الأضافات يتم الاتفاق عليها في المفاوضات ،،،

لننتقل للجنوب :
لاشك أن القضية الجنوبية كانت قضية عادلة، لكن هل يا ترى لازالت مطروحة بجدية وبتأييد الأقليم وخصوصا السعودية ؟!!! .
في تصوري أن قضية الأنفصال اليوم أصبحت وهم يتم به اصطياد الحالمين من عوام الشعب الذين تدغدغ مشاعرهم وعواطفهم هذه الشعارات الرنانة التي قد تنازل عنها من يطلقها، خصوصا بعد أن صار هذا الجنوب اليوم مجرّما من أصحاب قضايا آخرون كانوا ضحايا لهذا الجنوب المأزوم في ماضيه وفي تفريطه بحقوق شعبه وفي من يحمل لواءه اليوم وقدم أسوأ نموذج للدولة التي يبشر بها !!!.

كما أن الدولة السعودية لن تنسى أيامها مع تلك العصابات من المغامرين التي حكمت ذلك الجنوب، لكنها كما احترمت خيار الحوثي ستحترم خيار الجنوبيين في إقليمهم بشرط أن لا يطمعوا في بلاد الآخرين !!! …
ويتكون الإقليم الجنوبي من لحج وعدن وأبين والضالع ،،،،

الإقليم الشرقي :
ويضم حضرموت وشبوة والمهرة وسوقطرى، وهذه المحافظات تشكّل أهمية قصوى للسعودية ، استراتيجيا وأمنيا وعسكريا وأقتصاديا، ومن المستحيل أن تفرط فيها، لذلك محاولات الجنوبيين لإعادة الهيمنة عليها ستنتهي إن عاجلاً أو آجلاً ،،،

ولأن هذه المحافظات كان يمارس عليها التهميش السياسي والإقصائي في عهد الاشتراكيين وما بعد الوحدة لذلك هناك اليوم جهود جادة لبناء كيانات تمثل تلك المحافظات لإبطال حجج من يريد ادّعاء تمثيلها ثم يتم إدماجهم في كيان وأحد يضم تلك المحافظات، والمجلس الحضرمي الوطني خطوة في هذا الاتجاه ، ومن يستعجل تكوينه من العوام معذور ولكن لا يعذر المحسوب على النخب الحضرمية السياسية الأعرف بالواقع السياسي للبلاد ،،،

ما يمثل الشرعية :
وهؤلاء سيبقى لهم كيان يمثل الطرف الرابع في معادلة الحل النهائي للمشكلة اليمنية، وسيمثلها شخصيات من تلك الأراضي التي قاومت الحوثي وصمدت حتي اليوم، وسيكون لها ميناء المخا وتعز ومأرب وربما وجزء من الجوف، وهي أصعب الأجزاء تحديدا وربما فيها إشكالية التوافق مع الحوثي وربما لعبة الحاضنة الشعبية في بعض المناطق التي لا تساند الحوثي ترجيح ضمها لهذا الإقليم ولتحقيق الترابط الجغرافي الطبيعي، خصوصاً أن موقف الشرعية هو الأضعف وبعض هذه الأجزاء فعلياً تحت سيطرة الحوثي ،،،
على العموم سيكون لهذا الإقليم ميناء ومنطقة انتاج بترول ،،،

وفق قراءه خاصة اتوقع أن العلاقة الاتحادية بين تلك الأقاليم التي تشكّل بلاد اليمن وفق رابطة اتحاد كنفدرالي ( وحتى لو أعلن عنه بأنه فدرالياً لكنه سيكون فعلياً كنفدراليا ) مزمّن بمدة محددة يتم بعدها تجديد الاتحاد أو خيار الأنسحاب وفق آلية ديمقراطية تحت إشراف دولي ،،،

هذا السيناريو الأقرب للواقع حسب المعطيات المتوفرة من وجهة نظري ،،،

( سالم باوزير )

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

ماذا جنت حضرموت من نصر الرابع والعشرين من أبريل ؟

    ماذا جنت حضرموت من نصر الرابع والعشرين من أبريل ؟ في الغالب وفي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *