السبت , مايو 18 2024

مصلحة حضرموت العليا فوق الخلافات

 

 

مصلحة حضرموت العليا فوق الخلافات

إن المراقب للمشهد الحضرمي اليوم، يُدرك بأن بروز هذه القضية العادلة لم يبلغ من الإهتمام والانتشار والتبني بين أوساط الحضارمة والخارج كما بلغه اليوم. فالغالبية العظمى متفقة وملتفة حول مجلس حضرموت الوطني ومُؤملة في انه سيحقق خلاصها ويأتي بحقوقهم المغتصبة منذ الضم القسري في 1967م.

غير ان الخلافات البسيطة والتوجسات التي تظهر من حين لآخر، لهي شيء طبيعي وصحي. فكل الثورات والبرلمانات والمجموعات تتباين في آرائها. فليس هنا من حزب شيوعي ليتبنى الصوت الواحد! حتى في كتابنا الكريم يقول الرب جل وعلا في أواخر سورة هود (ولا يزالون مختلفين.. الا من رحم ربك ولذلك خلقهم… الآية).

ومع بروز الاختلافات حول اليوم الوطني الحضرمي 20 ديسمبر والذي يرى البعض بأن 9 يناير هو الأحق لانه يوم الاستقلال الموعود عن بريطانيا في 1968م. أو 24 أبريل يوم تحرير المكلا عاصمة حضرموت من القاعدة في 2016م. كذلك الاختلاف حول العلم و الزعامة أو حتى نظام الحكم؛ سلطاني يدور بين الأسر الحضرمية مثل ماليزيا أو جمهوري.. وهو جدل سابق لأوانه. إلا أن الجميع متفق على الاستحقاقات الحضرمية المنصوص عليها في الوثيقة السياسية والحقوقية الصادرة في 19 يونيو 2023م وفي الندية لعدن وصنعاء وحق الشعب في تقرير المصير.

في المجمل، فإن هذه الخلافات البسيطة لا ينبغي أن تعطّل المشروع الحضرمي أو تضيع منه هذه الفرصة التاريخية. ومرجع الحل لهذه الخلافات يعود للحوار وصوت الأغلبية وليس للاهواء الفردية أو التي لا تحظى بالاكثرية، وهنا علينا التعلم من تجارب الآخرين.ط، ففي العراق مثلاً وبعد جدل ونقاشات مطولة أجرتها وزارة الثقافة العراقية مع مؤرخين وسياسيين ونشطاء، تم التصويت واختير تاريخ الاستقلال من الانتداب البريطاني 3 أكتوبر عام 1932م، يوماً وطنياً للبلاد يحتفى به سنوياً، وقد كان اليوم الوطني في عهد الرئيس الراحل صدام حسين هو 17 يوليو، و 9 أبريل بعد الغزو الأمريكي، قبل ان يستقر كما أسلفنا على 3 أكتوبر.

كذلك أجريت استفتاءات في نيوزلندا حول علم البلاد في 2015م و 2016م. وفي إسبانيا في 2004م. وعليه فحري بنا ان نحتذي بهذه التجارب.

أما بخصوص الزعامة والرئاسة، فمجلس حضرموت الوطني تبنى دورية الرئاسة حتى يشارك كل الحضارمة بدور في صياغة مستقبلهم، بعيداً عن الاحتكار الذي وقع فيه مؤتمر حضرموت الجامع والحلف والذي أدّى في النهاية الى نفور الحضارمة منهما وفشل هذان الكيانان.

إن حلم الحضارمة اقترب من التحقق أكثر من أي وقت مضى، والتاريخ يرصد بعناية من يمد يده للجميع بكل إخوة وتساوي. وأولئك الذين يتمترسون خلف مصالح شخصية أو أجندات خارجية تسعى أو تؤدي إلى عرقلة المشروع الحضرمي. وهنا لابد من مكاشفة الشعب الحضرمي عبر وضع كل الخلافات على الطاولة بكل شفافية، والدفع بحلها بالحوار ورأي الأغلبية.

أ. عبدالله بالرواس
5 ديسمبر 2023م.

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

أمير المؤمنين ((سالمين))..!!

    أمير المؤمنين ((سالمين))..!!   كتب الاستاذ عبيد احمد طرموم على صفحته في الفيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *