الخميس , مايو 9 2024

اليمننة كانت وسيلة غزو حضرموت واليوم يستثمرها أهلها ويستفيد منها الطامع الأجنبي ؟!.

 

اليمننة كانت وسيلة غزو حضرموت واليوم يستثمرها أهلها ويستفيد منها الطامع الأجنبي ؟!.

 

 

طوال التاريخ تميّزت حضرموت بمدنية شعبها وعرفهم القبلي الحضاري ، وفي تاريخها الحديث وقت كانت تُحكم من المستعمر البريطاني حافظت على مدنيتها وأصالتها ، حتى تسلّط عليها العنصر اليمني الذى حاول تغيير تاريخها وجغرافيتها وثقافة مجتمعها ، ثم سّلم الراية لفرعه الشمالي الذي تعامل معها بهمجية وتخلّف أثّر على مدنية مجتمعها !!!.

وجاء الغازي الجديد بأدواته وأعرافه التي حلت محل النظام والقانون وخربت عادات مجتمع حضرموت ، جاء بالقات الذي أبتلي به شباب الحضارم وأصبح نسبة ليست قليلة منهم أسرى لهذه العادة الدخيلة تستنزف دخلهم على حساب حاجات أسرهم !!!.
وجاءوا بالمحسوبيات التي فرضت متنفذين لا يطبق عليهم القانون ، وغزت المجتمع الحضرمي عادات وتقاليد وأمراض أجتماعية وفساد في الأدارة لم تكن معروفة في المجتمع الحضرمي أثّرت على نمط وعرف ومدنية الحضارم !!!.

بعد هذه الحقب من هيمنة الدخلاء على حضرموت وعبثهم بثقافة وعرف المجتمع فلا غرابة أن نجد الفرقٌة والأختلاف في قناعة المجتمع بمختلف طبقاته ، هذا الأختلاف وصل تأثيره على الهوية الحضرمية وقضيتها التي أصبحت عند البعض منهم نسيا منسيا ، وعند البعض ليست أولوية وربما أستبدلها آخرون بقضية هوية من تسلط على حضرموت وعبث بثقافتها وحقوقها !!!.

هذا التأثير كان يُستثمر ممن كان السبب وراءه، لكنه اليوم أصبح فرصة أستفاد منها الطامع الخارجي في ثروات وأستراتيجية جغرافية حضرموت !!!.
لذلك نلاحظ أن هناك تكريس يغذي هذه الفرقة والأختلاف لينشغل الحضارم بأنفسهم عن حقوقهم ، وأستطاعوا توظيف ضعاف النفوس من شخصيات محسوبة على المجتمع الحضرمي قُدّم لهم دعم وإمكانات لا محدودة مع غطاء إعلامي لخدمة تلك الأهداف المشبوهة !!!.

كل أمر يُبعد الحضارم عن أصالتهم ومدنيتهم تجد هناك من يدفع المجتمع إليه ، وبالتأكيد هم من يقف وراء الأسباب التي تستفز الناس لإنكارها وتوجههم للوقوف ضدها بأسلوب فيه تجييش وإعلام مسيّس مغرض ليتصرف المتحمسون بطريقة في ظاهرها خدمة وغيرة على حقوق المجتمع وفي الواقع يبعد الحضارم عن ثقافتهم وعرف وطبيعتهم المدنية والقبلية !!!.

اليوم هناك دعوات جديدة تحاول جر الحضارم لتقليد قبائل مأرب التي رفضت الزيادة في سعر البترول وأغلق رجالها حقول الأنتاج ، هذه الدعوات في ظاهرها محقة خصوصا في الجور الواقع على المجتمع الحضرمي ، وهو أحد جوانب الضرر في سعر ووفرة الخدمات التي من المفترض أن يحصل عليها كل مواطني البلاد وبالأخص أهل حضرموت التي تستنزف السلطة ثرواتها وتذل أهلها بتقطيع الخدمات عليهم !!!.
لكن هذه الدعوات في حقيقتها يراد لها تكريس بُعد الحضارم عن مدنيتهم ليسهل أستدراجهم للحفر التي وقعت فيها مجتمعات مجاورة لتفقد فيها حضرموت أمنها وأستقرارها وولاء مجتمعها للنظام والقانون الحاكم والظامن لمصالح الضعيف من الناس قبل القوي منهم ، ليبرروا تدخل الغريب في شؤونهم وليصلوا لمرحلة تستباح حضرموت ويُفقد فيها كل جميل كانت تتميز به !!! .
هذا الحماس الذي يحرك به الناس عواقبه وخيمة ، فهو حماس غير منضبط ولا سيطرة للعقلاء عليه !!!.

لو حافظ الحضارم على جوهرهم المتمثل في مدنيتهم وأمنهم وأستقرارهم أفضل لهم من مكاسب آنية تكون على حساب تلك المكتسبات التي لا يمكن تعويضها ،،،

بهذا التقليد الأعمى يقدمون المبرر للتدخل السافر في شؤونهم، ويصادمون السلطة ، ويلبسون ثوب لا يناسبهم ، وبالتأكيد لن تكون النتائج كالتي سمعنا عنها عند أهل مارب ؟!.
فلا مأرب في أهمية حضرموت ، ولا رجال قبائل مأرب بعرفهم البدوي المترابط الذين لن يخسروا شيء كقبائل حضرموت التي أصبح التمدن والولاء للنظام والقانون مميزا لهم !!!.

هناك من ينتظر هذه الفرصة لينقضّ على حضرموت ليسيطر سيطرة لا خلاص منها !!!.
لذلك على الحضارم في هذه الظروف الصعبة إعادة تأكيد وحدتهم وقيادتهم ، وأهم شيء يعملونه أن يبقى زمام الأمور بيد عقلائهم ، وهذا لا يعني تخلّي الشباب عن حماسهم والاستسلام لمن يسومهم ويسوم المجتمع الحضرمي كيفما يشاء ؟!.

وبيت الشعر هذا يضبط تلك العلاقة :
قوم بلا عقال ضاعت حقوقها # وقوم بلا جهال أمست مذلة .

فعندما تكون القيادة بيد عقلاء القوم لا تهمش مصالح حضرموت العليا ويكون الشباب المتحمس حراكهم منضبط يخدم ويدعم عقلاءهم ، وتكون النتائج تحقيق مكاسب وأنتزاع حقوق بأقل قدر من الخسائر ،،،

حضرموت مقبلة على مخاض عسير ، ربما سيكون أصعب من الذي مضى ، خصوصا بعد توقف الحرب وأبتعاد دول التحالف ، لذلك تتضاعف مسؤولية من تحمل المسؤولية من رموز المجتمع وأعيان المجتمع الحضرمي المدني والقبلي ومن الكيانات التي تمثل فئات من المجتمع ، وعلى الجميع أنكار الذات والتفكير والعمل من أجل مصلحة حضرموت العليا ، والشيء الأيجابي الذي تحقق للحضارم هو مجلس حضرموت الوطني الذي سيكون ميلاده في هذا التوقيت مهم للغاية لوحدة صف وجمع المجتمع الحضرمي ووحدة قرارهم ، فالمرحلة المقبلة لاتحتمل الشتات لأنتزاع الحقوق والدفاع عن المصالح ،،،

ونصيحتي الخاصة أوجها لتلك الكيانات في الساحة الحضرمية ، وأقول لهم :
أنتم صمام أمان المجتمع الحضرمي ، وجودكم قوة وتماسك له بشرط أن تخلصوا لمجلسكم الوطني الحضرمي الذي يعتمد عليكم أخلاصكم لقضيتكم قضية حضرموت ومصلحتها العليا ،،،
فالمجلس لن يلغي دوركم ، والمجتمع لا يستغني عنكم ، وأنتم بمجلسكم والمجلس بكم ،،،

حفظ الله حضرموت وجنبها الأنزلاق في الأشراك التي يحاول أعداؤها جرها اليها ،،،

( سالم باوزير )

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

‏أوجعتنا يا ( بو علي ) ..

‏     أوجعتنا يا ( بو علي ) .. والله حقاً أوجعتنا .. وآلمنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *