الثلاثاء , أبريل 30 2024

المليشيات اليمنية بين الادعاء والممارسة

 

المليشيات اليمنية بين الادعاء والممارسة

كتب / امين بن كده الكثيري

بين الإدعاء والممارسة، مسافات صحراوية كبيرة، لا يغطيها إلا من آمن بقضية مصيرية تصب في صالح الوطن استراتيجياً، وليس في صالح خطاب آني، أو مزاد مؤقت.

للأسف أفرزت لنا الأحداث المتوالية الأخيرة من أساءوا استخدام الملشنة بانتهازية لتحقيق مآرب صغيرة، أو منافع مادية أصغر، ومارسوا الاغتصاب على كل ما هو مبدأ وحرية وعدل ومساواة، ووصل بهم الحال إلى أن جردوا الشعب من قيَمه وتاريخه وتجربته، هؤلاء أنتجوا فكرا ً سياسيا ً متطرفا في الساحة بدأ يملأ الفراغ الهائل في ساحة الفكر السياسي المتزن يريدون به أن يعيدوا المنطقة إلى قبضة التسلط والاستبداد والوصاية الفكرية والسياسية والشعارات الفضفاضة، والمعارك الطائشة التي تضر بمصالح الشعب العليا، ولنجد قوى متطرفة ومتعسفة مجتمعة منها الحوثي والانتقالي والإخوان وعناصر صالح وقاعدتهم تبحر بنا في بحار المغامرات والأوهام الطوباوية والمشاريع الفردية والبطولات الوهمية بعيدا ً عن بر العقل وبر الاتزان بل وبعيدا ً عن بر السلام وبر الأمان!!؟؟

بل ان هذا الفكر وصل إلى حالة من الإفلاس الحقيقي الواضح والفاضح على الرغم من أن أصحابه وحماته ورعاته لا يزالون يكابروا ويرفضون الاعتراف بهذه الحقيقة الكبيرة الواضحة ويضللون العامة بالاكاذيب والخدع..!!

ان مخاطر الاندفاعات غير المحسوبة التي تقود هؤلاء بقصد أو بدون قصد، إلى التصرف خارج نطاق المسؤولية عبر الانقياد لأهوائهم الضارة.
في ظل بيئة جاهلة لا تتمتع بالوعي الكافي لحماية نفسها من مخاطر هذه المشاريع الهدامة.
فإن النخب السياسية والاجتماعية معنية وعلى وجه السرعة لتوحيد الصف ولملمة شتاتها والوقوف بحزم في وجه الإمامة الفارسية أو الماركسية او قوى الفساد الأزلية.
وعندما يتشظّى المجتمع بين مخالب المليشيا، تنهشه ضباع المشاريع الفردية والسلالية والفسادية والسلطوية،، وتمزق أواصره الاجتماعية لأنها حتما عاجزة عن اقامة دولة عادلة تضمن حق المواطنة المتساوية والحياة الكريمة كونها تؤمن بالعنف بديلا عن النظام والقانون.

تستطيع المليشيات إعداد ألف مقاتل ونسف ألف مبنى، ولكنها تعجز عن بناء إنسان متعلم واحد، وتشييد فصل دراسي واحد.!

فعلى سبيل المثال حاولت الجماعة الحوثية في اليمن استغلال أحداث غزة لمواصلة استغفال اليمنيين وكسب ثقة أنصارها؛ إلا أن الشارع اليمني متاكد أن القضية الفلسطينية بالنسبة للجماعة ليست سوى موضوع للمزايدة.
منذ نشأتها وصعودها رفعت الجماعة الحوثية شعارات زائفة وكاذبة، وتحت هذا الشعارات مارست كل الفظائع بحق اليمنيين وانقلبت على دولتهم وإجماعهم ، وأغرقت البلد في الحرب وأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، وتسببت في دمار المؤسسات ونسفت التعايش الاجتماعي.

يذهب اليمنيون ومتابعون إلى أن وراء خطاب الحوثي ومواقفه ما هو أكثر من مجرد إلهاء الرأي العام ومغالطاته، فهذه الجماعة ترى نفسها مؤثرة بشكل عميق في الأحداث، وتسعى إلى الاستفادة من الأحداث الجارية الآن واستغلال معاناة أهالي غزة مثلما استغلت المأساة الإنسانية في اليمن لصالح مشروعها. فالحوثي يناصر غزه بقتل اليمنيين، وفي المقابل وخلال المدة نفسها، سقط العشرات من اليمنيين، ضحايا بين شهداء وجرحى، بأسلحة مليشيا الحوثي، التي صعدت هجماتها في جبهات محافظات تعز ومأرب وحجة وصعدة، وآخرها جبهة شبوة خلال الأسبوع الماضي. وهو التناقض الصارخ الذي تمارسه مليشيا الحوثي المرتهنة لإيران، بين تحدي الخارج، والتصعيد نحو الداخل، والذي يعكس مدى كذب ادعاءاتها في نصرة غزة، ومدى إرهابها ودمويتها تجاه الداخل اليمني، واستهتارها بحياة اليمنيين، ومضاعفة معاناتهم.

تمثل المليشيات الحوثية أوضح دليل على العمالة والارتهان للمشروع الإيراني الفارسي، وتشن حروبها على المحافظات اليمنية وتجيد اختلاق المبررات للحروب وإشعالها، وتدمير المدن، وتفجير المباني والمنشآت، وزرع نحو مليون لغم في الأراضي اليمنية، ونحو عقد من الحروب الحوثية التي قتلت نصف مليون يمني.

إنها ميليشيا وحشية وسلطوية تسعى إلى فرض إرادتها على الشعب اليمني بالإرهاب والتعذيب والقوة الغاشمة مثلها مثل مليشيات الانتقالي في الجنوب اليمني التي أيضا تمارس الإقصاء والقضاء على كل من يخالف توجهها وتسعى بكل قواها هي والحوثي وعناصر صالح والاخوان على إحكام سيطرتهم بالقوة على حضرموت الغنية بالموارد في اغتصاب واضح وفاضح لحق الحضارم في تقرير مصيرهم واختيار توجههم بإرادتهم واختيارهم وليس فرضه عليهم بقوة الدبابة والمدرعة والمدفع.!!

تمارس المليشيات اليمنية في حضرموت واليمن شماله وجنوبه بكل أنواعها الحوثي – الانتقالي – الاخوان – عناصر صالح – القاعدة التناقضات بكل أنواعها فهي تجيز لنفسها ما تمنعه عن الاخرين وتحلل لنفسها ما تحرمه عن الاخرين بل وصل الحال الى ان دماء كل من يخالفهم مباحة وكرامة البشر مباحة .

لذلك ينبغي علينا نحن الحضارم أن نستفيد من التجارب التي نشاهدها من حولنا و التي تصول وتجول فيها الميلشيات المسلحة دون حسيب أو رقيب ! ونتعلم كيف نبني حضرموت أم سنظل نغرق في هذه الحروب القاتلة والنتائج ستكون قاتلة؟!
تضع المليشيات حولنا خيارات سوداوية وهي إما أن تفرض نفسها على الساحة بقوة الإرهاب أو تطيل أمد الحرب على صعيد واسع.

.

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

حتى لا تخسر الجامعات والكليات كوادرها

    حتى لا تخسر الجامعات والكليات كوادرها   أن التطور الحاصل في مجال الوسائل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *