الأربعاء , مايو 8 2024

حضرموت وطن يذبحه المرتهنون والفاسدون

حضرموت وطن يذبحه المرتهنون والفاسدون

 

كتب / امين بن كده الكثيري

فقدت الحياة في بلادنا حضرموت ، كل مقوماتها ولذيذ عيشها وقيمة الإنسان فيها حين فسدت المبادئ وماتت الفضيلة. وصارت الرشوة وظيفة . والكذب مهنة. والعمالة شطارة. والسرقة رجولة. والخيانة للوطن واقع. والنذالة تصرفات طبيعية. والكذب لغة السياسين فيها ..

اليوم في حضرموت تطوى صفحات الغيرة . وينتهي دور الوطن والوطنية. فكيف لك أن تكون وطنياً في بلد يحكمه المرتهنون واللصوص والمستبدون . الذين لا يصنعون مواطنين شرفاء ولا اشخاصا وطنيين. بل يخرجون منافقين وكذابين ومرائين!!

اليوم في حضرموت اعتاد الناس على فرض سياسة الأمر الواقع والبلطجة، أصبح ظاهر لسان الناس يقول عكس ما يضمر توخياً للسلامة. النفاق ديدن الكثير طمست الوطنية الحق. وأصبح الكذب واللف والدوران ولي عنق الحقيقة والتظاهر بالوطنية شعار كل المراحل. فالكثير من المستفيدين وخاصة لاعقي أحذية القافزين على السلطة ملتزمين جدا بممارسة النفاق امام غالبية الناس .
والآن ألسنا نعيش أكثر مراحل تاريخنا بؤسا وتخلفا وظلاما وقهرا بسبب تكالب اليمنيين علينا وعقوق أبناء الداخل منذ العام 67 م؟
ألسنا نعيش زمن اللصوص والدجالين وبائعي الكلام وتجار الاحلام؟ ألسنا نعيش زمن عهر العملاء وعملهم دون حياء؟ أليست اليوم تحكمنا اللوبيات المملشنة المنظمة وغير المنظمة بما تزخر في وسطها من المؤدلجين والأميين والجهلة والبسطاء والدجالين وعباد المال والسفاحين؟
لمن ننادي ونصرخ؟! هل لجماعة من المفسدين تركوا الشرف ووطنهم حضرموت ، وباعوه ببعض الدولارات ليجعلوا وطننا ودمائنا رخيصة حد مياه المجاري؟ من نخاطب وقد سرقونا وما زالوا وهجروا الوطنيين واقصوهم من وطنهم الحضرمي واغتصبوا كل إرادة حضرمية واعتقلوا الفاعلين وفعلوا كلما أرادوا بل وأكثر؟

في حضرموت اليوم اوشك ان ينجح الفاسدون والمرتزقة في قطع لسان وتمزيق شرايين وتحويل مدن حضرموت إلى مزرعة خاصة بهم ولمخالب كلابهم ونصبوهم أسيادا. جوّعوا الشعب وجعلوا من فقراء وطني عبيدا للمنح والهبات والعطايا.
استغلوا الناس الذين باتوا أسرى هزائمهم في حروبهم اليومية المضادة لهموم الحياة اليومية ومطالب الأطفال واحتياجات الرضع.
يسير الحضرمي بحضرموت بلا وجهة منكسر الظهر من أحماله الثقيلة التي ألقى بها قطار الزمن..
أفقدتم قدرة المواطن الطموح على ألا يذهب بأحلامه أبعد من السلع الغذائية وحليب المواليد الرضع والدواء والذي لم يجده اليوم أيضا .

الابطال والشرفاء بين من انكسر بسبب التجاهل والتهميش ومن انتهي دوره حين وصل الاخرين لمراكز النفوذ وبين من هو يائس وبين مفقود ومبتور وجريح او عاجز ومن سقط منهم في الدفاع عن الوطن احتضنته القبور.
اللصوص آمنين في القصور، وأصبحوا أغنياء وفوق ذل الفقراء يغتنون.
هرج ومرج ووهماً صدّقوه وأسموه استعادة وطن ، شعارات كارثية وهتافات بألوان قاتمة تشيد بهزائم متجددة للوطن.
مدارس لا تدرّس. جامعات لا تجمع. صناعات محليا لا تصَنع. مزارع لا تزرع. ثروات تنهب. ميزانيات تسرق. لا عزاء لوطن ذبح من الوريد إلى الوريد.

جفت ينابيع التراحم من حقدهم وامتصوا دماء النخوة من العروق، أكلوا لحمك وشحمك يا حضرموت. كم يقتلك يا وطني كذبهم ويزلزلك دجلهم أولئك الذين البطن عندهم قبل الوطن جيوبهم مع الوطن وارتهانهم وعمالتهم تنحر المواطن، يحرقون الوطن ويقبضون الثمن.
كيف لنا أن نعبّر عن محنتنا، وأملنا في الغد المتمثل في شبابنا الممتلئين حياة وغيرة ونشاط وقد تركناهم جثثا حية ولم ندّخر ولا نقدم لمستقبلهم شيء. حتى ان الوطن يبكينا ولا نبكيه، ينتمي إلينا لا ننتمي إليه. يشهد علينا ولم نستشهد عليه. يسعدنا أن يضمّنا بعد الموت لا أن نضمّه ميتاً بعد فوات الأوان حين شرعوا من 67 في تعذيبه تمهيدا لاغتياله بأيادي الآثـمين من ابنائه.

أين أنت يا حضرموت أين رجالك وأين أبطالك المخلصين، اين مثقفيك والنخب وأصحاب الريادة في الاعمال الوطنية اين رجالك ومحبيك اين الغيورين والشجعان والفرسان الذين لا يرتضون تدنيس ترابك. بل أين الرجال الذين كنا نعدهم من الرجال؟

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

” وادي سر بين هجرة اهاليه وتهدد اراضيه الزراعية “

      ” وادي سر بين هجرة اهاليه وتهدد اراضيه الزراعية “ مدير زراعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *