الخميس , مايو 16 2024

خير أيّام الدنيا

 

 

خير أيّام الدنيا

الحمد لله على نعمة الإسلام والهداية له..

الحمد لله الذي جعل لنا مواسم للطاعات تضاعف فيها الأعمال وتزداد…

أقبلت علينا عشر ذي الحجة أيام فضيلة وعمل وذكر..
موسم للازدياد من الطاعات ومضاعفة الحسنات
أيام اقسم الله بها تعالى
فقال: ﴿ وَلَيالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 2]، ولا يقسم تعالى إلا بعظيم، ومما يدلُّ على ذلك: أن الله لا يقسم إلا بأعظم المخلوقات، كالسماوات والأرض والشمس والقمر والنجوم والرياح، ولا يقسم إلا بأعظم الأزمان، كالفجر والعصر والضحى والليل والنهار والعشر، ولا يقسم إلا بأعظم الأمكنة، كالقسم بمكة، وله أن يقسم من خلقه بما يشاء، ولا يجوز لخلقه أن يقسموا إلا به، فالقَسَم بها يدلُّ على عظمتها ورفعة مكانتها وتعظيم الله لها.

عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((ما العمل في أيام أفضل منها في هذه؟» قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء)). أخرجه البخاري، رقم: (٩٦٩).

فهي أفضل أيام الدُّنيا على الإطلاق، دقائقها وساعاتها وأيامها وأسبوعها، فهي أحبُّ الأيام إلى الله تعالى، والعمل الصالح فيها أحبُّ إلى الله تعالى؛ فهي موسم للرِّبح، وهي طريق للنَّجاة، وهي ميدانُ السَّبْق إلى الخيرات

ومن أهم الاعمال المشروعة فيها هو الذِّكْر؛ يقول تعالى: *﴿ لِيَشْهَدُواْ مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ ﴾ [الحج: 28]، وروى الإمام أحمد عن ابن عمر، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((ما من أيامٍ أعظم عند الله ولا أحبُّ إليه من العمل فيهنَّ من هذه الأيام العَشْر، فأكثروا فيهنَّ من التَّهليل والتَّكبير والتَّحميد))؛ قال الشيخ أحمد شاكر – رحمه الله -: “وإسناده صحيح”، وكان أبو هريرة وابن عمر – وهما أكثر الصحابة روايةً للحديث، وأكثرهم اتِّباعًا للسنَّة – إذا دخلت عَشْر ذي الحجَّة يخرجان إلى السوق، يكبِّران كلٌّ على حِدَتِه، فإذا سمعهم الناس تذكَّروا التَّكبير، فكبَّروا كلَّ واحدٍ على حِدَتِه، وهذا التَّكبير المطلَق، ويُكثِر مع التكبير من التَّسبيح والتَّهليل والتَّحميد والذِّكر، ويُكثر من قراءة القرآن؛ فإنه أفضل الذِّكر، وفيه الهدى والرحمة والبركة والعظمة والتأثير والشفاء.
ويكثر من نوافل الصلوات بعد الفرائض، كالرواتب التي قبل الفرائض وبعدها، وهي اثنتا عشرة ركعة، أربع قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل الفجر. ويواظب على النوافل المقيَّدة، مثل أربع قبل الظهر، وأربع بعدها، وأربع قبل العصر، وركعتان قبل المغرب، وصلاة الليل، وهي إحدى عشرة ركعة كما في السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يواظب عليها ويقضيها وقت الضحى لو نام عنها، وصلاة الضحى ركعتان أو أكثر، فالمحافظة على النوافل سببٌ من أسباب محبَّة الله، ومَنْ نال محبَّة الله حفظه وأجاب دعاءه، وأعاذه ورفع مقامه؛ لأنها تكمل النَّقص وتجبر الكسر وتسدُّ الخََلَل.

ويُكْثِرُ من الصدقة في العَشْر؛ إذ الصَّدقة فيها أفضل من الصَّدقة في رمضان، وما أكثر حاجات الناس في العَشْر من النفقة والاستعداد للحج وللعيد وطلب الأضحية ونحوها، وبالصَّدقة ينال الإنسان البرَّ، ويضاعَف له الأجر، ويُظلُّه الله في ظلِّه يوم القيامة، ويفتح بها أبواب الخير، ويغلق بها أبواب الشرِّ، ويفتح فيها باب من أبواب الجنة، ويحبَّه الله ويحبَّه الخَلْق، ويكون بها رحيمًا رفيقًا، ويزكي ماله ونفسه، ويغفر ذنبه، ويتحرَّر من عبودية الدِّرهم والدِّينار، ويحفظه الله في نفسه وماله وولده ودنياه وآخِرته.

فلنحرص أحبتي على استغلال هذه الأيام الفضيلة بما ينفعنا لآخرتنا فالدنيا دار عمل والآخرة دار جزاء
ولنحرص على الدعاء في هذه الأيام وأيام العيد والتشريق فالدعاء فيها مستجاب خصوصا يوم عرفة فلنحرص على صيامه والدعاء فيه فهو أعظم ايام السنة
فلندعوا لأهلنا وإخواننا وأن يصلح أوطاننا ويولّي علينا خيارنا إنه سميع مجيب

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

قطرات من فيض رمضان ( 2 )

    قطرات من فيض رمضان ( 2 ) ✍🏻 أحمد باحمادي.. أحبتي القرّاء الأكارم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *