الخميس , مايو 16 2024

الجزاء من جنس العمل..عقاب من الله للدولة الهالكة

الجزاء من جنس العمل.… عقاب من الله للدولة الهالكة

يحتفل أشقاؤنا في اليمن الجنوبي في مثل هذه الأيام من كل عام بذكرى تأسيس الجيش الجنوبي الذي تم دمجه في الجيش الشمالي بعد هزيمة جنوب اليمن في حرب صيف 1994م..
وما دفعني للكتابة عن هذا اليوم، التقيت مع الأخ أحمد العساني وأطلعني على مقطع فيديو في الوات ساب يتحدث فيه واحد من العسكريين الجنوبيين الذين تم تسريحهم بعد حرب صيف العام 1994م وهو برتبة عقيد وكان في سلاح الجو الجنوبي قائد سرب ميج 21 وهو من منطقة المثلث..
وهو يتحدث كيف كان قائدا عسكريا في سلاح الجو وتم إقصاؤهم وتهميشهم من قبل عفاش بعد 94م هو والكثير من القيادة العسكرية الجنوبية وكيف الآن أصبح يقود سيارة بيجوت ليصرف على بيته وأسرته..

وأنا استمع لحديث العسكري الجنوبي عادت بي الذاكرة سريعاً إلى ما حدث بعد 17سبتمبر 1967م يوم احتلال حضرموت من قبل اليمن الجنوبي، كانت أول قرارات تنظيم الجبهة القومية في حضرموت إلغاء منصب السكرتير الحربي وتجريد اللواء صالح بن سميدع من رتبة اللواء وتجميد راتبه وفرض عليه الإقامة الجبرية في بيته، وإغلاق مدرسة تحسين الوحدات في المكلا والتي كانت تخرج القيادات العسكرية، وهذا بناء على توصية رفعها عبدالله الأشطل الذي وصل من عدن خصيصا قبل الاستقلال لزيارة حضرموت لرفع تقرير مفصل عن أوضاع حضرموت وكيفية إخضاعها..

بعد الاحتلال حوالى بشهر زمان تم استدعاء العقيد سالم عمر الجوهي قائد جيش البادية والعقيد حسين مسلم المنهالي أركان جيش البادية والضابط صالح سالم بن بريك واعتقد كان يومها مسئول مالي وضابط آخر معهم إلى مقر تنظيم الجبهة القومية في المكلا للحضور في الساعة السابعة صباحا وعند وصولهم إلى مقر التنظيم طلب منهم الانتظار بحجة أن الرفاق عندهم اجتماع وبالفعل انتظروا حتى الساعة الواحدة ظهرا حيث تم إخبارهم بأنهم قد أحيلوا إلى التقاعد، وقد تم تعيين قيادة أخرى بديلة لهم، وأن عليهم أن لا يغادروا بيوتهم، وبعدها بأيام تم إرسال عواس والصلوي ليقوم بتفتيش بيوتهم، القادة الجوهي والمنهالي وقد تم فرض الإقامة الجبرية على القائد حسين المنهالي وفي الوقت نفسه تم استدعاء القادة والضباط العسكريين في الوحدات الأخرى إلى مقر المحافظة وتم إخبارهم بإحالتهم إلى التقاعد الإجباري ومنهم القائد أحمد عبدالله اليزيدي وناصر عوض البطاطي واعتقال البعض منهم، هذا الجزاء لمن وقف إلى جانب الجبهة القومية فالوفاء للأوفياء فقط.

بعد أن تم تسريح كل هؤلاء القادة وهم كفاءات كبيرة وخريجي مدرسة تحسين الوحدات والبعض من هو حاصل على دورات في بريطانيا، اتجهوا إلى مجال العمل لإعاشة أسرهم، فمنهم من عمل سائق تاكسي وآخر يبيع تمر وآخر يبيع تنباك، والبعض الآخر عاد إلى قريته للعمل في رعي الأغنام والزراعة..
هؤلاء الأبطال كانوا في ريعان شبابهم وقمة الرجوله لم يذهبوا لمعارضة النظام وتشكيل مليشيات وإثارة الفتن والقلاقل فهم تربوا على النظام والقانون والانضباط مع أن خارج الحدود كانت هناك منظمات تناصب النظام الجديد العداء التام .

حيث جيش الإنقاذ في شرورة ونجران بتمويل سعودي يرحب بهم ويمنحهم الرتب والمال لكنهم فضلوا البقاء في وطنهم بين عوائلهم وهذه قدوة حسنه لهم ولتاريخهم .

واليوم نسمع من يشتكي من نظام عفاش وأنه قام بتسريح العسكريين الجنوبيين أشبه بما حصل بعد العام 67م في حضرموت ولكن الفرق في الفعل ورد الفعل وقد يكون ذلك عقاب من الله لما فعلته الدولة الهالكة بالقادة والضباط العسكريين في حضرموت بعد العام 1967م وما أشبه الليلة بالبارحة فالظلم ظلمات يوم القيامة وعلى الباغي تدور الدوائر

هل انصفتوا السابقين حتى نتباكا على الآخرين..
الجزاء من جنس العمل

 

 

بقلم محمد محفوظ بن سميدع

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

أمير المؤمنين ((سالمين))..!!

    أمير المؤمنين ((سالمين))..!!   كتب الاستاذ عبيد احمد طرموم على صفحته في الفيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *