صحيفة صوت حضرموت صوت حضرموت الغائب والمغيب عنك
حضرموت وعطل شوكة الميزان!!
▪️مقال بقلم الأستاذ: أحمد بن زيدان
شهدت حضرموتُ، سلطةً محليةً ومكوناتٍ مجتمعيةً ونُخباً متخصصةً، طيلةَ شهر سبتمبر المنصرم وماتزال، تجاذباً شديداً وجدلاً واسعاً، إثرَ اشتداد معاناة الناس في خدماتهم الأساسية التي نكّدت معيشتهم اليومية، لاسيما المترتّبة عن غلاء الأسعار، لانهيار العملة الوطنية، دون زيادة الرواتب ودعم السلع الغذائية الرئيسية وازدياد ساعات انطفاء كهرباء الساحل ،فضاق حالهم ونزلوا للشوارع، حرقاً وافتراشاً، ولم تتقبّل السلطات احتجاجهم وصراخهم العفوي والصحفي معاً !!
فضبطت وأودعت السجن عدداً منهم، وبالوادي بدت مؤشرات معاودة مسلسل الاغتيالات وازدياد أعداد النازحين والوافدين إليه، بغرض إجراء الفحص اللازم لسفرهم للخارج وتأكيد خلوهم من فيروس كورونا، فاكتضت الشوارع بالسيارات والمارة، فزادت معاناة الجميع..
وعلى صعيد تمثيل حضرموت بمشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، ضمن تنفيذ اتفاق الرياض..اختلفت المكونات الحضرمية بين موقفي تحفظ حلف ومؤتمر حضرموت الجامع أولاً، وسفر ممثلي مرجعية حلف قبائل حضرموت الوادي والصحراء للرياض، وثار جدل محتدم بين السياسيين و ةنخب حضرموت بشبكات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام حول حقيقة مشاركتهم وتمثيلهم فيها من عدمه!؟! والمستغرب بالأمر أن تصريحات الجميع المُعلنة متفقة، بل متطابقة الأهداف والغايات، تجاه حبهم و حرصهم لحضرموت!!..
لكن الخلاف غير المُعلن ينحصر في تبعية البعض لأجندات حزبية أو غير حضرمية!! والأسوأ نشر غسيلنا على الغير وهذا يحقق غاية المتحكّمين باللعبة السياسية، فهل مايزال بيننا رجل رشيد..؟؟
أم ستظل مصالح البعض الضيقة والسباق على«القدّي» هي السائدة بالمشهد القائم والمضيِّعة لحقوق حضرموت التي ينشدها أبناؤها، منذُ نكبتها الأولى، لأكثر من نصف قرن و ضياع خنّها..؟؟!
فمجتمع حضرموت؛ يناشد محافظه الفاضل بتجسيد قيم الحكم الرشيد والتحلي بالتسامح والشفافية ومحاربة أشكال الفساد وتحقيق العدالة وتنفيذ إقراره بالمساواة لحصة النفط بين الساحل والوادي، أمّا قيادات المكونات الحضرمية فيتحتّم عليهم الاحتكام لمرجعية ماتمَّ اجماعهم عليه والمشاركون بتوقيع وثيقة ومخرجات حلف ومؤتمر حضرموت الجامع، دون غيرها والالتزام بتنفيذها كمصفوفة واحدة تجمعهم ولاتفرقهم ولتتجسّد وحدة القلوب والغايات وشراكة الحضارم بأرضهم لجميع أبنائها،أولاً..
وإلّا انطبق عليهم وعلى واقع حضرموت القائم،سلطةً ومكوناتٍ، هذا العطل والتعطيل فيما ردد-من قبل-الشاعر القائل:
شوكة الميزان كان فيها عطل واضح تعكس الأوزان
