الجمعة , مايو 17 2024

ولكنك ضايقتنا يابن عديو..!

ولكنك ضايقتنا يابن عديو..!

 

▪️مقال للأستاذ/فائز الصيعري

يبدو أن محافظ شبوة بن عديو مصمم على مضايقتنا ، يوما بعد يوم ، وليعلم أننا في حضرموت نعاني الأمرّين أكثر منه ، بسبب مضايقة أنفسنا لنا ، ومع ذلك لم نستطع أن نساعدنا ، ونشكرنا كما يفعل .!!

فمضايقتنا لم تقتصر على المشتقات النفطية المحتكرة ، الأغلى سعرا ، والأسرع ارتفاعا ، والأكثر تأزما ، بل في كل مناحي الحياة .

فمضايقتنا بالكهرباء تكفي لتجعلنا “نهجّ” من هذا البلد إلى غير رجعة ، كما فعل كثير ممن تيسر لهم الخروج من هذا السجن الكبير المظلم ، ولكن كيف السبيل ومطارنا الدولي مغلق ، منذ أن تفرق دمه بين قبائل العرب ، ولم نعد نعرف من هو الذي يمنع فتحه وتشغيله لخدمتنا كمواطنين ، أو حتى كي نفر من هذا الجحيم في أسوأ الأحوال ، رغم هدير الطائرات اليومي في سمائه .!!
وفي ذلك مضايقة كبرى ،، ولكنك ضايقتنا يابن عديو .!

نعم لقد ضايقنا أنفسنا في معايشنا ومصادر رزقنا ، فهناك عشرات الآلاف من الأميال البحرية المربعة مغلقة في وجه آلاف الصيادين الحضارم ، وتلك مضايقة لم يسبقنا إليها أحد من العالمين ، وحتى إن أراد أحدهم التنقل من المكلا الى الشحر بحرا مرورا بتلك المنطقة المحظورة ، عليه أن يشق عباب البحر عمقا بعيدا عن الشاطىء ، مايكلفه أربع ساعات من وقته ، والكثير من جهده ، وخسارة ماله ، بينما كان قطع تلك المسافة بمحاذاة الشاطىء لاتتعدى الساعتين فقط ،، ولكنك ضايقتنا يابن عديو .!

لقد ضايقنا أنفسنا في المعابر ، وأغلقنا الطرقات في وجوهنا عنوة ، وجعلنا ساعات معدودة للمرور بها ، وأكثرنا من المواقع والنقاط العسكرية ، فلقد كان إخراج المعسكرات من المدن ، وإنهاء عسكرة الحياة ، أحد أهداف الهبة الحضرمية ، والتي كان النظام السابق ينتهجها لغرض إذلالنا ، واستشهد على عتبة أحدها سعد مقدمنا ، واستبشرنا خيرا بتحرير ساحلنا ، الذي أصبح بيد قوات نخبتنا الحضرمية ، وأيقنا بتحقيق ذلك ، إلا أنه سرعان ماتبخرت آمالنا ، وتحطمت أحلامنا ، فلقد زرعنا بين كل نقطتين عسكريتين نقطة عسكرية أخرى ، بل أن بعض النقاط العسكرية والتي تقع بين المدن لاتبعد عن بعضها البعض بضعة كيلومترات .!!

وبدلا من إخراج المعسكرات ، الى مواقع بعيدة عن المدن ، وإبعاد النقاط العسكرية الى منافذنا وحدودنا الحضرمية ، واستلام الأمن العام لمهام ضبط الأمن بين المدن ، نشاهد اليوم وللأسف عشرات النقاط العسكرية ، والتي يرفرف على بعضها أعلام زيف منتهية الصلاحية ، وأصبح رؤية الأطقم العسكرية وهي تجوب الشوارع على طول الطرق الإسفلتية الرابطة بين المدن وداخلها مشهدا مألوفا ، حتى أننا نصبنا الحواجز و البوابات العسكرية على مداخل المدن ، لتفتيش نساءنا قبل الرجال . أليست هذه مضايقة ؟ بلى ،، ولكنك ضايقتنا يابن عديو .

لقد ضايقنا أنفسنا حتى في أماكن تنزهنا ، وشواطىء راحتنا ، فهرب المستثمرون منها ، وباتت موحشة ، شبه مهجورة ، مجرد ثكنات عسكرية ، وحواجز اسمنتية ، فلم يشفع لها قول أبو محضار :
واجهتنا خلف بعد العصر والحاسد خلف
والهوى يجري حوالينا يلف الموج لف
والجبل من فوقنا يشهد وتشهد لي الكهوف ،،
وكل من زارها أو مر بها ، باحثا عن وصفه لها ، تعجب من سوء حالها ، وذهاب بهائها ، فسار وتركها لعذاباتنا ،، ولكنك ضايقتنا يابن عديو .!

لقد ضايقنا أنفسنا يوم أن ارتضينا أن نهب طاعتنا لمن يدفع لنا ، ورهنّا وطنيتنا مقابل ذلك الراتب ، فبعنا له أبناءنا ، وكرامتنا ، وبات هو المتحكم فينا ، يعطي ويمنع ، ويعين ويعزل على أرضنا دون أن يحسب حسابنا ،، ولكنك ضايقتنا يابن عديو .!

بلى .. ضايقنا أنفسنا عندما تفرقت كلمتنا ، وتهتكت لحمتنا ، فتهنا بين جامعنا ومرجعيتنا ، ومن يدعي أنه يمثلنا ، ولم تلامس مخرجات هبتنا وحلفنا وجامعنا ، وبيانات وقفاتنا ، نخوة معتصمنا ، الذي ننتظره أن يأتينا على حصان أبلق ، حتى يوحد كلمتنا ويوقف نهب ثرواتنا ،، ولكنك ضايقتنا يابن عديو .!

ضايقنا أنفسنا يوم أن عجزنا أن نقنع رجال المال الحضارم المشهودين ، بأن يشاركونا البناء والإعمار ، فنمنح لهم تسهيلات الاستثمار ، وباتت مناقصاتنا توهب في القعيدة ، ولمقدم الفخيذة ، وللطارئين على مجال المقاولات ، فكانت النتيجة بائسة ، طرق محفرة ، وعبارات مدمرة ، ومشاريع مبعثرة متعثرة ، وملايين مهدرة ،، ولكنك ضايقتنا يابن عديو .!

ضايقتنا يابن عديو يوم أن كشفت عورتنا ، وأظهرت مدى ضعفنا ، وهواننا ، وارتهاننا ، وفسادنا ، وصلفنا على بعضنا ، فليتك تركتنا نعيش غمرة أكاذيبنا التي نتغنى بها على بعضنا ،، عندما ضايقناكم ساعدتم أنفسكم ونهضتم وأنجزتم وتكلمتم وشكرتمونا ، ولكننا نعجز عن فعلكم ، حتى خرست ألسنتنا ، فارفق بنا ، وكف عن مضايقتنا ، أو خذنا في جوارك ، فنحن أنتم وأنتم نحن .

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

أمير المؤمنين ((سالمين))..!!

    أمير المؤمنين ((سالمين))..!!   كتب الاستاذ عبيد احمد طرموم على صفحته في الفيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *