الأربعاء , مايو 15 2024

ليس هكذا تدار الدول

ليس هكذا تدار الدول

◾مقال للأستاذ/ عبدالعزيز بن مرضاح

لا خير في حكومة ولا شرعية لم تعي هموم المواطن البسيط والغلبان والمغلوب على أمره، تشكيل الحكومة الجديدة أمس ليس هناك أي مؤشرات يتأمل فيها المواطن بادرة أمل ورؤية واضحة المعالم، تغییر وجوه بأخرى لن يحل المشكلة “للدولة العميقة”..

مر قرابة عقد من الزمن واليمنيين يحلمون ويوعدون بالنهضة والإصلاح تنوعت الأطروحات والزعامات وتكررت المحاولات وفي كل مرة تخيب الآمال وتتحطم الأحلام ولنفس الأسباب…

حسابات خاطئة وخطط ارتجالية، وأداء هزيل لنخب نرجسية وانتهازية ضعيفة القرار ، تستبيح كل شيء في صراع وجودي لاحتكار السلطة بلا ضوابط ولا محرمات، سرعان ما يتمخض عن هيمنة وإقصاء الكل يقابلهما، خضوع تحته تربص وتعويق ومراهنة على الفشل..

وتطبع المغلوب بطباع الغالب، وارتهان الفرقاء والبلاد للخارج مما يفتح الثغرات ويستدعي الأطماع والمؤامرات وتدار البلاد بالترقيع والمسكنات وتتدحرج نحو الاستبداد والتبعية “للغير” والفساد بشتّى أنواعه ..

هناك فرق شاسع جداً، بين قادة الدول الواعية الذين يخططوا لتحصين دولتهم أثناء الثورة وقبل قيامها، وبين السياسيين اليمنيين الذين يتنازعون السلطة قبل بناء الدولة الحديثة بل قبل تحرير البلاد..

فالخلافات الجوهرية بين الساسة اليمنيين في الحياة عموما عداوة وتحسم بمنطق “أنا أو الطوفان” و”علي وعلى أعدائي” ورغم المظاهر العصرية الخادعة فقد ظلت السياسة اليمنية في جوهرها قبائل تتنازع غنائم ومصالح شخصية..

والله يقول: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم} ، وشتّان بين التنازع والتدافع، ولكم أن تقارنوا بين قادة بعض الدول الذين يعملون خطط لحفظ دولتهم وبين السياسيين اليمنيين الذين يتنازعون على السلطة قبل بناء الدولة بل قبل تحریر البلاد فلا أحد يفوق الساسة اليمنيين “إلا ما رحم ربي” في الهوس بالسلطة والاستعداد للتفريط في المصلحة الوطنية.

وهكذا ضاعت فرص عديدة وظلت اليمن تراوح مكانها بسبب ضعف ذاكرة الشعوب، وغياب ثقافة الوعي والتوثيق والتقييم والاعتبار والمحاسبة، فلا أحد يتحمل مسؤولية أخطائه فضلا أن يعتذر أو يعتزل..

الكل يتفنن في التنصل من المسؤولية وإيجاد مبررات وأعذار وشماعات، ولم يوفق واحد إلى طريق النهوض باليمن والسبب بسيط غياب المشروع نهضوي، وزعامات وطنية تعبئ الشعب وتوحده، ضعف الهوية الوطنية عند الكثير والحس الوطني لحساب الولاءات والنزعات والأجندات الفئوية..

حقا إن الثورة أوجدت الأمل في كسر هذه الحلقة المفرغة حيث تجاوزت فعلا الشعوب النخب والأحزاب وتوحدت على مطالب شعبية وتحت راية وطنية…

ولكن الأحداث سرعان ما تدحرجت باتجاه غير المتوقع “فعلا” واتجهت للمسار المعهود “والنتيجة المألوفة” فأخطأت “البلاد”طريق النهضة ولم تتغير السياسات والأوضاع التي مرت على الوطن…

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

أمير المؤمنين ((سالمين))..!!

    أمير المؤمنين ((سالمين))..!!   كتب الاستاذ عبيد احمد طرموم على صفحته في الفيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *