السبت , مايو 18 2024

محاولة لفهم مالذي حدث في محطة البريد للمجاري؟

 

 

 

 

محاولة لفهم مالذي حدث في محطة البريد للمجاري؟

 

 

عند الساعة السابعة والنصف من صباح أمس انتهت نوبة المناوبة في محطة البريد للصرف الصحي بحي السلام وتحل محلها نوبة جديدة تستمر لمدة 24 ساعة لليوم التالي.

وصادف هذا اليوم الصيانة الدورية للمحطة التي تنفذ مرة واحدة كل شهر، فعند الساعة الثامنة وصل عمال الصيانة للمحطة وهم فريد مقطوف وسالم باشكيل وبكري باحشوان ونديم العمودي .

وعند كل صيانة دورية للمحطة تتخذ إجراءات احترازية منها التأكيد على أنّ الكهرباء العمومية متوفرة أثناء فترة الصيانة التي تستمر ساعتين بإخطار إدارة الكهرباء في اليوم الذي يسبق الصيانة ولا أستطيع هنا أن أؤكد أو أنفي هذه المعلومة ربما تناط لجهة التحقيق.

قام العمال فريد مقطوف وسالم باشكيل وبكري باحشوان عند الثامنة صباحا بفتح غطاء أحد الأنابيب المحكم بنحو 24 من الأبوال وتم ترخية الأبوال لفترة معينة من الزمن لتخفيف الضغط قبل فتحه كاملا للبدء بالصيانة ويتواجد في تلك الأثناء في غرفة التشغيل الفوقية عامل النوبة برك باغريب ليكون جاهزا في عملية إغلاق التيار الكهربائي على الأنبوب المراد صيانته لمنع تسرب المجاري وللحد من انتشار الغاز المنبعث والساعة تشير إلى التاسعة غير أن الكهرباء العمومية قد انطفأت على المحطة ( تحتاج إلى تحقيق) مما أدى إلى انفجار الغطاء من شدة أو قوة الغاز وتدفق المجاري في الغرفة التحتية ” غرفة الترسبات” التي يبلغ عمقها 7 متر تحت الارض ومساحتها 35 مترا مربعا.

أدّى إنفجار الغطاء أمام أجساد العمال الثلاتة مقطوف وباشكيل وباحشوان إلى وجود آثار عميقة إضافة إلى تدفق المجاري المصحوب بالغاز إلى ملئ الغرفة التحتية” الترسبات” إلى أعلاها وطفحت المجاري إلى سطح الغرفة الفوقية”التشغيل” إلى حوش المحطة.

حاول الشاب نديم العمودي الذي كان متواجدا على سلم الغرفة إنقاذ زملائه إلا أنه فشل ولقي حتفه مختنقا بالغاز على السلم.

لمّا سمع المناوب برك باغريب صوت الانفجار تحت غرفته خرج مهرولا الى تحت لينقذ رملائه غير أنه لقي حتفه عند السلم.

العامل زكي صرخة من قسم التوزيعات صادف وجوده في محيط المحطة سارع لموقع الانفجار محاولا إنقاذ مايمكن إنقاذه غير أنه لم يتمكن وتم إنقاذه بعد مرور بعض الوقت من المسعفين الذين تواجدوا في الموقع. وقد تم انتشال جثتي باغريب والعمودي في وقت مبكر تلاه إنقاذ صرخة وهو في حالة إغماء إلى المستشفي بينما عمال الصيانة تم انتشالهم بعد مرور أربع ساعات.

وقد اثيرت بعض الأسئلة من المواطنين بعد وقوع الحادث حول عدم اتخاذ إجراءات السلامة أثناء الصيانة فهذه ليست المرة الأولى، فقد جرت عدة أعمال للصيانة منذ سنوات وتسير الأمور على مايرام دون التقيد بها لكن هل لانقطاع الكهرباء اثناء الصيانة سببا رئيسيا لوقوع الحادث؟ أو أن عمال الصيانة استخدموا المفتاح اليدوي لمنع الضخ لانطفاء الكهرباء على المحطة؟ وتلك تحتاج إلى إجابة شافية من جهات مستقلة.

مع العلم أنه من المناسب التحكم اتوماتيكيا وليس يدويا في عملية الإغلاق لمنع تسرب الغاز وتدفق المجاري بوقت أقل بعكس التحكم اليدوي بواسطة المفتاح الذي يحتاج لجهد عضلي يقوم به عدة أفراد ويستغرق كثير من الوقت ومع ذلك فإنه يُستخدم أحيانا وهذا الأمر يترك للجنة التحقيق في البحث عن الأسباب.

طبعا كانت هناك فوضى بعد الحادث ولم تشكل إدارة أزمة لإنقاذ الموقف فقد تواجدت عربة المطافي التي كان لا حاجة لها أكثر من الحاجة لمزيد من الصهاريج إضافة إلى تواجد جموع غفيرة من المواطنين أدت إلى عرقلة عملية الإنقاذ.

لكن يجب الإشارة هنا إلى الدور البطولي لعمال محطات الصرف الصحي الثمانية المنتشرة في أحياء المكلا وكذلك المتطوعين في عملية الإنقاذ لزملائهم بالدخول للغرفة الارضية المليئة بالصرف الصحي وبانتشار الغاز المنبعث بقوة بل غامروا بحياتهم بالغوص فيها دون اتخاد احتياطات السلامة فقد تعودوا على تلك الظروف منذ سنين بغية انتشال زملائهم رغم إدراكهم لخطورة١ الموقف والتي تاثرت اجسامهم واعينهم وتمزقت ملابسهم من حرارة الغاز المنبعث بعكس المسعفين من المتطوعين الذين أصيبوا بإصابات أثناء الإنقاذ لعدم تعودهم لمثل تلك الظروف في الاستنشاق والتي لها آثار صحية جانبية.

أظن ما حدث يحتاج إلى مراجعة من الجهات المعنية في توفير بيئة آمنة لأعمال الصيانة، وقد أُزهقت أرواح مَنْ يتحمل مسئوليتها؟ غير أن هذه الحادثة ربما قد تكشف بأنها لم تحظ بالتفقد والنزول الميداني من الجهة المسئولة عن أوضاعها وأحوال عمالها.

رحم الله الشهداء رحمة الأبرار.

بقلم/ سند بايعشوت

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

أمير المؤمنين ((سالمين))..!!

    أمير المؤمنين ((سالمين))..!!   كتب الاستاذ عبيد احمد طرموم على صفحته في الفيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *