الجمعة , مايو 17 2024

الدجماتية ضيعوا البلاد

 

الدجماتية ضيعوا البلاد

▪️مقال بقلم الأستاذ/ عبدالعزيز بن مرضاح

هؤلاء سفهاء القوم من الدجماتية ضاعت على أيديهم البلاد والعباد مصيبة كبرى عندما يفرض عليك أشخاص قناعة لست مقتنعا بها و يتخيلوا أنهم رجال تفهم في الرجولة والمرجلة والعلوم السياسية والاجتماعية والتغيرات الثقافية في الدولة..

والنظام أن الدجماتية أنها متغير معرفي تعني في جوهرها مقاومة التغير للأفكار والمعتقدات المخالفة لنسق معتقدات الفرد وتعرف أيضا باسم ( الجمود الفكري ) وهو من المصطلحات النفسية الحديثة نوعا ما
وهي ظاهرة إنسانية والبحث في مظاهرها يعني البحث في جذور التعصب والانغلاق وجمود العقل وثنائية التفكير القطعي والعدوان والتسلط والإنسان المغلق على نفسه أو على ما يعتقده والمتقوقع على ذاته يطلق عليه شخصية دجماتية..

ولقد أنكر القرآن في مواطن كثيرة على أقوام لم تكن حجتهم في اتباع طريقة أو منهج فكري معين إلا أنهم وجدوا السابقين من الآباء والأجداد وفقا لهذه النمطية فكان التقليد الأعمى الذي لا يرى إلا من زاوية ضيقة معتقدا أنها الحق وأن ما سواها هو الباطل الذي لا يحتمل مجرد النظر أو التفكير، هذه النوعية من الأفراد
لم يتركوا لأنفسهم فرصة للبحث والمقارنة أو الاهتمام بالرأي أو المنهج الآخر لمعرفة صوابه من خطأه
قال الله تعالى:
﴿وَكَذلِكَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ في قَريَةٍ مِن نَذيرٍ إِلّا قالَ مُترَفوها إِنّا وَجَدنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنّا عَلى آثارِهِم مُقتَدونَ۝قالَ أَوَلَو جِئتُكُم بِأَهدى مِمّا وَجَدتُم عَلَيهِ آباءَكُم قالوا إِنّا بِما أُرسِلتُم بِهِ كافِرونَ﴾
[الزخرف: ٢٣-٢٤]

والناظر اليوم في واقعنا المعاصر في كثير من
منتدياته الفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية يلاحظ أن الأسلوب المعتمد في الطرح والحوار يأخذ صور متعددة من الجمود و التصلب والتعصب .. مما يجعلها تدور بلغة صراع لا بلغة حوار وكأنها تعمل وفق منظومة الرأي الواحد و متخذة من المقولة السائدة ( إذا لم تكن معي فأنت ضدي) قاعدة للحوار والمناقشة وتكريسا لمفهوم التفكير القطعي الذي يرى الآراء المخالفة تهديدا لا بد وأن يقاوم…

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

أمير المؤمنين ((سالمين))..!!

    أمير المؤمنين ((سالمين))..!!   كتب الاستاذ عبيد احمد طرموم على صفحته في الفيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *