الأحد , مايو 19 2024

ملف هموم حضرمية هموم طالب جامعي

 

ملف هموم حضرمية

هموم طالب جامعي

▪️مقال بقلم/ زهرة الوادي

بعد بوح البداية لم تكن الدروب سهلة أبداً، وبالرغم من ذلك واصلنا المسير فكتبنا في أول صفحة بالمذكرة الجامعية كل الأحلام والطموحات التي بدأنا الخطوة الجديدة لأجلها.

نحتنا أول لحظة على جدار الذكريات لتبقى شاهدة على صعوبة الطريق وآلامها ، تلك اللحظة التي دخلنا فيها أبواب الكلية ونحن نقول بنفس طويل : هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية ولم نكن نعلم أننا سنهرم آلاف المرات في مسيرة المرحلة الجامعية ، كنا نحسب أنها لحظة توديع الآلام وبداية جنة تحقيق الطموحات.

منذ أول الدرب ولازلت اتذكر أول ذهاب للاختبارات وأول تسجيل رسمي ، باختصار بداية حرب لمعاناة مفتوحة الزمان والمكان والفاتورة أيضاً .

ملف هموم الطالب الجامعي شخصياً وقفت على بعض تفاصيله في يوم من الأيام، وسمعت من أبطال القصص أنفسهم قطرة من بحر معاناتهم فحزنت كثيراً وأنا أسمع وأردد : حسبنا الله ونعم الوكيل.. كنت استمع للقصص لأداء مهمة خاصة بذلت قصارى جهدي حينها ولكن لاحياة لمن تنادي أُعدِمت المطالب على ساحة المسؤولين.

لست ادري من أين أبدأ وكيف أُلخص معاناة سنين من القهر والحرمان والشدةالتي يعانيها طلاب حضرموت سواء الوادي والساحل.

ملف القضية مليئ بالمطالب المشروعة والحقوق الضائعة والآمال الأسيرة ، ولازال الواقع مؤلم وإن كانت هناك بوادر أمل ومبادرات طيبة ولكن ليست بالمستوى المطلوب.

حضرموت الغنية بالثروات يعاني فيها طلاب الجامعات، والذين تعقد عليهم الآمال ليكونوا الحصن القوي لها في وجه الزمان ، وما يحصل اليوم وحتى قبل وبعد الازمة الأخيرة مؤسف جداً .

أقولها وبحرقة وألم، أعان الله كل أب حضرمي يتجرع المُر ويلملم أوجاعه والأزمات المتعاقبة لكي يتعلم ابنه أو ابنته في التعليم الجامعي، أعان الله الفتاة الحضرمية التي شقّت طريقها في دروب التعب لتتعلم وتبني جيل متعلم لأجل نهضة حضرموت.

تأتي المواصلات(وأسميها دائماً بالكفاح المسلّح) تأتي في مقدمة المعاناة الله وحده يعلم كل ماعانيناه ونعانيه في موضوع الكفاح المسلّح لدرجة أننا تعرضنا للخطر مرات كثيرة ولن يصدق أحد كل المواقف السيئة التي واجهناها وحدنا واللحظات التي سُحبت أنفاسنا ونحن نسأل : أين المسؤولين الذين ولّاهم الله علينا ؟!

اتذكر في إحدى المواقف الصعبة إحداهن تقول : والله سأقف أمام الله يوم القيامة يأخذ حقنا من كل مسؤول له علاقة بما نعانيه، أما صديقتها فجلست على الأرض تحت شمس الظهيرة فاقدة الوعي كنت شاهدة حينها أحتسب لله وحده وداخلي ثورة تفجّرت بداخلي ولم تصل للمسؤولين، لأنني كلما كتبت رسالة مزقتها ربما لأن اليأس أحرق كل المبادرات النبيلة التي ماتت قبل أن تصل إليهم .

أحتاج لروايات طويلة وأشهر لأحكي لكم عن قصص معاناة الطلاب الجامعيين في وادي وساحل حضرموت، كل طالب له روايته الخاصة التي كان فيها البطل والضحية والمجهول في آن واحد.

تكاليف التعليم الجامعي أصبحت باهضة جداً أثقلت كاهل الأسرة.. تكاليف المواصلات ، تكاليف طباعة الكتب والملازم، تكاليف الأبحاث العادية وأبحاث التخرج، تكاليف الملابس والمستلزمات، تكاليف الفطور مع الأسعار المرتفعة للبوفيهات التي تزيد ولاتنقص، تكاليف السكنات الطلابية لمن يعيشون فيها، تكاليف النقل لزيارة الأهل من الساحل للوادي..تكاليف ..تكاليف .. فعلى الطالب أن يدفع الثمن منذ أول لحظة تسجيل حتى آخر لحظة في حفل تخرجه وإن كان البعض ترك مقاعد الدراسة لعدم قدرته عليها.

من أين للأب أن يوفر عشرين الف ريال شهرياً كحد ادنى لاحتياجات ابنه أو ابنته في كثير من المناطق ماذا إن كان لديه اكثر من ولد؟؟ تخبرني إحدى الطالبات أنها دفعت أربعة وثلاثين ألف للمواصلات فقط لها ولأختها هل يعلم المسؤولين أن الفاتورة طويلة وقاسية لأصحاب الدخل المحدود بحضرموت؟

هموم يومية يحملها الطلاب في حضرموت كل صباح خصوصاً ابناء الوادي ، يحملونها في مذكراتهم الجامعية وإن كان البعض لم يستطع شراء المذكرة أصلاً.

رسالتي إلى كل مسؤول في حضرموت له علاقة بالملف
محافظ حضرموت فرج سالمين البحسني
وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء الأب عصام حبريش الكثيري
وكل المسؤولين الذين يقفون على خزائن ثروات وعوائد حضرموت..

نقول لهم : أغيثوا الطالب الجامعي فهو يتجرع المُر فحضرموت الخير لا ترضى بما يحدث والجميع يعلم أن دعم التعليم يعتبر استثمار مستدام لنهضة حضرموت.

نطالب بأفعال وحلول جذرية وليست وقت الأزمات فقط، والأهم التنسيق مع الجهات ذات العلاقة حتى نضمن حياة راقية تليق بمن يعيش على أرض حضرموت الخير والعطاء.

المقال منذ زمن ربما تأخر كثيراً ولكن الوضع لايُحتمل، لعل الحروف تلامس قلب مسؤول أو جهة رسمية تتبنى جميع قضايا الملف وتجد حلولاً لها عاجلاً غير آجل .

#هموم_طالب_جامعي

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

أمير المؤمنين ((سالمين))..!!

    أمير المؤمنين ((سالمين))..!!   كتب الاستاذ عبيد احمد طرموم على صفحته في الفيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *