الأربعاء , مايو 15 2024

نداء رمضان عبر الزمان والمكان

 

نداء رمضان عبر الزمان والمكان

▪️سلسلة أياما معدودات(٢)

إخوة الإسلام في كل مكان وفي كل زمان: أنتم في نعمة عظيمة أن بلَّغكم الله رمضان، لماذا؟ أبواب الجنة مفتَّحة، وأبواب النار مغلَّقة، والشياطين مصفَّدة، وطرق الإحسان ممهَّدة، وأبواب الخير كثيرة وأسباب الهدى وفيرة، وفرص التوبة فيه كبيرة، وروافد الإيمان فيه عظيمة والمنادي ينادي كل يوم بل كل ساعة: يا باغي الخير أقبل، بل يُنادي الله – عز وجل -: ﴿ .. ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾

يا باغي الخير أقبل: فإذا كان العمر لحظات فإن بعض اللحظات عُمرٌ، ومِن هذه اللحظات شهر القرآن، ساعة الجمعة، ساعات السحر؛ حيث ينزل الله – تعالي – من عرشه إلى السماء الدنيا، يستقبل دعوات الداعين، واستغاثات المستغيثين، وحاجات المحتاجين، وتسبيحات الراكعين، وأنات الساجِدين، ألا مِن مُستغفِر فاغفر له؟ ألا مَن تائب فأتوب عليه؟ ألا من سائل فأعطيه؟ ألا مِن داع فأجيبه، يدعونه فيستجب دعاءهم، ويَستغفرونه فيغفر لهم، يسألونه فيُعطيهم سؤلهم؛ ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾.

يا باغي الخير أقبل: فرمضان تجتمع فيه القلوب، وتُغفَر فيه الذنوب، وتُستَر فيه العيوب، حالة الصيام تسمو بالروح، وعبادة القيام تعلو بالنفس، وصِلَة الأرحام تُبارك في العمر، والتجمُّعات على الإفطارات تُضفي فرحةً على الزمان والمكان، فيُشرق بالأسرار والأنوار كما يُشرِق البستان بالرياحين والأزهار!

يا باغي الخير أقبل: فرمضان شهر التدريب، تدريب على الصبر، صبر على الطاعة، صبر على المعصية، صبر على الشهوات والملذات، صبر الاستعلاء لا صبر الاستسلام، صبر النهوض لا صبر القعود، صبر الأمل والعمل لا صبر القنوط والكسل.

وتدريب على المراقبة، فأنت تراقب الله في صيامك وقيامك، في حركاتك وسكناتك، في حلك وترحالك، في خروجك وولوجك، لا تحتاج إلى مراقبة أحد، بين يديك طعام شهي وتترفَّع عنه لله، بجوارك زوجة حسناء، وتسمو تنفيذًا لأمر الله، مِن حولك شراب بارد إنما تعلو ابتغاء مرضاة الله.

يا باغي الخير أقبل: أنفِقْ في رمضان يُنفَق عليك في غير رمضان، اجعلْ يدك ممرًّا لعطاء الله، الحسنة بسبعين ضعفًا، ويُضاعف الله لمن يشاء، أغِث الملهوف، وفرِّج عن المكروب، ويسِّر على المتعسِّر، واعلم أن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه..

فأقبلوا أخواني الأعزاء على استغلال هذا الشهر بكل لحظاته واغتنموا الفرصة لعلها لا تعود… وفقنا الله وإياكم للعمل الصالح في هذا الشهر الفضيل

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

قطرات من فيض رمضان ( 2 )

    قطرات من فيض رمضان ( 2 ) ✍🏻 أحمد باحمادي.. أحبتي القرّاء الأكارم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *