الخميس , مايو 2 2024

على أعتاب عهد جديد

• شرّق الحضارم وغرّبوا في تناولهم لحدث ذي أهمية كبيرة على الصعيد المحلي الحضرمي فأيد الكثيرون القرار وتوجس آخرون، بينما اعتبره آخرون مناورة لكسب التأييد أو لشحن رصيد شعبي وبالتأكيد هناك من عارض ولكنه امتنع عن الكلام وسط عاصفة من الزخم الشعبي المناصر والمؤيد .

• كل هذه الآراء وغيرها طرحت من قبل الحضارم تعقيباً على القرار التاريخي للمحافظ فرج سالمين البحسني بمنع دخول القات لحضرموت وتجريم الموردين والباعة والمتعاطين من فئات معينة كالعسكريين .

• لم تعرف حضرموت القات إلا بعد وحدة اليمن فهي لاتزرعه وبعيدة كل البعد عنه وكان من الأجدر مراعاة خصوصيتها في ذلك ومنحها الرعاية والتشجيع كنموذج لبقية المناطق وفق شعار يمن بلا قات الذي سمعناه كثيراً ولم نر أي تطبيق له واقعياً.

• أتت الرياح بما لا تشتهي حضرموت ودخل القات إلى كل مدينة وقرية وريف وضم إلى قائمته السوداء الآلاف من شبابنا متعاطين له مدمنين عليه ينفقون في شراءه ملايين الريالات يومياً ومهدرين وقتاً ثميناً في جلساته وسهراته فأصبحت حضرموت سوقاً رائجةً للقات وأرضاً جديدة تنظم لباقي اليمن الموبوء بالعاهة الخبيثة والتى هي سبب من أسباب تخلفه وتفاقم أزماته، إن لم تكن أول الأسباب وأعظمها وأكثرها استفحالاً.

• أول بركات القات على حضرموت أن انتشرت فيه الرشوة والمحسوبية أسوة بباقي اليمن وسقطت بهذا عادة حميدة من عاداتنا وما اشتهر به الحضرمي من أمانة ونزاهة وبعد عن الرزق الحرام .

• وتوالت النكبات إلى أن أصبحنا نرى ونسمع حضرمي يقتل أخاه على قات وآخر يسرق للقات وغيره وغيره الكثير لا مجال لسردها.

• أفقد القات شعب حضرموت بعض الهيبة والتميز الذي انفردوا به بل وقضى على عادات حميدة كثيرة كانت ذات يوم تميزنا وتضفي علينا جانباً من الخصوصية والتفرد والقبول لدى الجميع .

• اليوم وبعد عقود من البلاء والإدمان والاستنزاف وضياع الكثير والكثير وقف المحافظ الكريم وقفة الأسد وقال: يكفي إلى هنا نحن شعب له أعرافه وأسلافه وأخلاقه وقيمه وموروثه الفكري الحضاري ولا ينبغى لنا التمادي أكثر وإضاعة المستقبل الذي نريده لبلادنا وشعبنا بمضغ أوراق القات وندب الحظ ويجب علينا من اليوم أن نعود لما كنا عليه قبل العام 1990م بلا قات .

• قالها البحسني على أعتاب عهد جديد وحضرموت اليوم ليست كالأمس ولكن الكثير غير مدرك تماماً للتحولات من حوله ويحمل عقلية بالية متأثرة بالحقب السابقة .

• حضرموت اليوم مضت في طريق الكيان الحضرمي المتأصل المتجذر ذي الخصوصية والميزة الفريدة لبناء حاضر زاهر واعد يستلهم ماضي عريق زاخر وحضارة غابرة مستفيدة من كل الظروف المحيطة والصلاحيات الممنوحة لها في ظل دولة اليمن وستكون إقليم فاعل إذا ما صارت اليمن للأقلمة أو كيان مستقل إذا فشلت اليمننة في الوفاء بوعودها .

هذا مانراه ونحسه ونستشعره ونثق في قياداتنا أنها على الطريق الصحيح وخطوة بخطوة للأمام وعلى الجميع أن يستشعر ذلك ويساهم فيه وصولاً للحلم المنشود .

ليكن قرار البحسني محل احترام الجميع وقبولهم وتعاونهم ولا نجعله كبقرة اليهود .
علينا أن نرتص صفاً واحد خلف قيادتنا وقرارها فلن تكون ردات الفعل بسيطة وسهلة على قرار كهذا من جانب الإخوة اليمنيين حكومة وشعب.
فما بين السطور قد وصل لهم وقرأوه ولكنهم لن يتفهموا إلا إذا فرضنا أمراً واقعاً نشترك فيه جميعاً ونحرص عليه حرصنا على وطننا حضرموت .

✍🏻 مزهر النعماني

عن الإدارة التقنية

Avatar

شاهد أيضاً

مغالطات غريبة في حساب اللواء الركن فرج سالمين البحسني

  مغالطات غريبة في حساب اللواء الركن فرج سالمين البحسني بداية من لا يشكر الناس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *