الجمعة , مايو 3 2024

أياماً معدودات

قال رسول الله ﷺ (سَبَقَ دِرهَمٌ مائَةَ أَلفِ دِرهَمٍ) قيل كيف ذلك يا رسول الله؟ قال (رَجُلٌ تصدق بمائة ألف من عُرْض ماله، ورجل ليس له إلا دِرهمان تصدقَ بأحدِهما) رواه النسائي والترمذي وابن حبان والحاكم والبيهقي.

المعنى أن هذا الذي يملك درهمين فقط فتصدق بأحدهما لوجه الله تعالى دليل على صِدق نيته وقوةِ يقينه فبذلك زاد أجرُ هذا الدِّرهم الواحد على أجر مائةِ ألف درهم يتصدق بها الرجل الموسر الغنيّ من عُرْض ماله أي يكون المائة ألف بالنسبة إلى كثرة ماله قليلاً من كثير، هذا زاد عليه، هذا الذي تصدّق بدرهم واحد زاد عليه بقوة اليقين لأنه لولا قوةُ اليقين لا يتصدق بنصفِ ما يملكه، لولا قوةُ يقينه بالله واليوم الآخر والثواب من الله تعالى وإقبال قلبِه على الآخرة، فلذلك زاد هذا الدرهم على المائةِ ألفِ درهم، وهكذا سائر الأعمال الصالحة يعملُها العبدُ المسلم، يكون تفاوت الأجر في ذلك على حسب قوة اليقين وصدقِ النيةِ وحُسنها، هذا كلُه لا يثبت لأحد إلا بالثّبات على الإسلام أي تجنُبِ الكفريات القوليةِ والفعلية والاعتقادية.

فمن ثبت على الإسلام وأحسن نيتَه أي أخلص لله تعالى ووافق في عملِه شرع الله الذي جاء به نبيُه له هذا الأجر والله تبارك وتعالى غنيٌّ شكُور لا يعجزه شىء وهو اْكرمُ من أعطى.

وهنا رسالة لأهلنا في حضرموت أن لا يستحقروا من المعروف شيئا حتى لو لم يملكوا الا القليل من المال فبصدق يقينهم بالله يرتفع أجرهم، تصدقهم وإنفاقهم مهما كان قليلاً في ميزان البشر لكنه أعلى وأكثر عند الله.

والرسول عليه الصلاة والسلام قال( اتقوا النار ولو بشق تمرة) فلا تقللوا من عمل الخير أبدا.

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

أياماً معدودات 28

وانقضت أياما معدودات كلمح البصر   أياما معدودات مضت كلمح البصر وها نحن في آخر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *