السبت , مايو 4 2024

كيف نجح سلطان العرادة في تفكيك الإعلام الحوثي وضربه؟

 

 

 

كيف نجح سلطان العرادة في تفكيك الإعلام الحوثي وضربه؟

خلال الفترة الماضية استغل الإعلام الحوثي كل المظلوميات والنزاعات والكوارث الموجودة في اليمن لصالحه وقام بتصدير خطاب لمّاع يخفي جرائمه وخبثه وفساده..

لقد تحدث الحوثي عن مظلومية آل البيت والحروب الست وتغلغل في الدولة بعد الثورة ثم ادّعى أنه المظلوم الذي يعاني من مذهب دخيل في دماج وإن هؤلاء متطرفين، ثم ادّعى أنه قائد لتأديب الأجنحة الفاسدة في عمران، ثم سيطر على صنعاء لمحاربة الجرعة الفاسدة حتى سيطر على عاصمة الدولة كلها، وكل هذا لم يكن له إلا بخطاب ناعم خبيث يستطيع يفكك خصومه السياسيين ويداعب مشاعرهم ويظهر لهم الولاء، لذلك لا تستغرب كيف كان كثير من المتنازعين يكونوا معه في وقت ما لأن خطابه كان يغازل تطلعاتهم وأحلامهم في يوم ما، وهذا الأمر لا ينطبق على السياسيين فقط، بل حتى الشعب التائه مع خطابه المتلون الماكر استطاع اختراق نسبة كبيرة منهم في مناطق سيطرته أو تحييده أو حتى التسويق لقبوله في مناطق لم يصل إليها عبر البحث عن لغة مشتركة عاطفية يسوق من خلالها مشروعه الإجرامي الذي ينتهي بتفجير المساجد والمنازل وحرق الأطفال في الجبهات وقتل اليمنيين.

لم يقف الخبث الحوثي ومن خلفه دهاة فارس في تصدير خطاب واحد فبعد أن عزف على الفساد الذي تضاعف في عهده لمرحلة من الصخب المؤذي والقمع لكل مخالف في مناطق سيطرته أراد أن يتوسع في أراضي ترفضه بحجة أنه يمثل اليمن كلها مع أنه مجرد ميليشيات انقلبت على الدولة وقبل ذلك قتلت المواطنين في صعدة ومناطق ترفضه وقدّم نفسه عن طريق صياغة إيرانية وحلفاء مثل حزب حسن وشيعة العراق على أنه مدافع عن اليمن ضد العدوان الخارجي!
لقد لعب عميل إيران الذي يدرس طلاب صنعاء اللغة الفارسية على خطاب الوطنية بعد أن لعب على خطابات سابقة كمظلومية آل البيت وصعدة التي احتكرها في ميليشياته وحرب الفساد، ومن يسمع شعار الموت لأمريكا وإسرائيل يدرك أن هذا المخلوق ومن خلفه دجاجلة بامتياز في صناعة خطاب كاذب يختلف عن الواقع الذي يجعل له يرسل وفوده لتحسين سمعته في أمريكا ويجعل من امريكا تقبله وتشطبه من قوائم الإرهاب، مع أنها ترى كل جماعة صغيرة تذكر عن عداوتها لها لو كانت في قرية نائية لكنها بقدرة قادر أو إجادة ممثل محترف لا ترى ميليشيات يصيح دجاجلتها عند قتل كل يمني أو تفجير كل مسجد الموت لأمريكا!

هذا الخطاب الحوثي لا يزال يملك وسائل متنوعة في اختراق خصومه عبر تفكيك صفهم فتارة يتكلم الحوثي كمحرر لليمن وموحد لها وتارة يذكرون أنه صاحب السيادة وأحيانا يزعمون أنه يأتي بالرخاء والعملة المستقرة مع أنه صاحب مبادرة المجهود الحربي ونسبة النازحين واللاجئين من المناطق التي يسيطر عليها تتزايد بسبب جرائمه.

مع كل هذا الخبث الحوثي يظهر محافظ مأرب ليضرب الماكينة الإعلامية الحوثية بخطاب عاقل متزن يجمع كل اليمنيين ضد هذي الميليشيات ويعيد ترتيب النقاط على الحروف ويعتز بكافة الحلفاء ويؤكد أن دورهم مشكور وهم طرف مساعد وأن التحالف لن يحل مقام الدولة لكن نعتز بدوره السياسي والعسكري ويدعو للتلاحم وأن المعركة مشتركة ضد ميليشيات إيران ويعتز بكل من يقاتل الحوثي ويذكر أن عدن والساحل الغربي هي مأرب والعكس وأن حضرموت وشبوة ولحج تشارك في مأرب.

*هذا الخطاب العقلاني الشجاع الذي وجدنا فيه الطمأنينة والحكمة والدعوة للتقارب هو خطاب قائد مرحلة بل حتى الاعتراف بسقوط أرض يقبلها الرجل من منطلق أن الحرب سجال لكن يبشر الميليشيات بعزة المؤمن بالله والواثق بأن سقوط مأرب أصعب عليهم من أن يبعث سيدهم الهالك المؤسس حسين الحوثي من قبره!*

لقد كان خطاب العرادة موجع للميليشيات الإجرامية وربما شدته عليهم لا يفوقها إلا صمود أبطال مأرب
لقد ضرب هذا الخطاب الميليشيا في مقتل فهو يجمع اليمنيين والتحالف ضد العدو المجرم وهو يشكر ويتودد لكل من يقاتل المجرم وهو شديد وقوي على الميليشيا.

إن المطلوب أن يكون هذا الخطاب هو السائد في الوسائل الإعلامية وليست خطابات التراشق التي آخرها ستجعل من الميليشيا الإجرامية واقع يجب القبول به

أخيرا
*لله درك يا سلطان بكلمة أحييت الرجال وجمعت القلوب وضربت الماكينة الإعلامية الحوثية في مقتل!*

 

مقال للأستاذ/ عبد الإله بن عيلي الكثيري

عن عبد الإله بن سعيد بن عيلي

Avatar

شاهد أيضاً

مغالطات غريبة في حساب اللواء الركن فرج سالمين البحسني

  مغالطات غريبة في حساب اللواء الركن فرج سالمين البحسني بداية من لا يشكر الناس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *