الأربعاء , مايو 15 2024

إلى سيدي الرئيس

إلى سيدي الرئيس

الأب الروحي لهذا الشعب الهالك والمتهالك

إنهُ العيد السادس على هذا الوطن وسيادتك تلقي خطابًا من بعيد، عيد الوحدة في وقتٍ لا وحدةَ فيه ، يالهذه الدنيا وياللعجب الذي تحويه!

لربما أكون من الأقلية الذين آمنوا بك و ما زالوا ونعلم أن الأمر يفوقكَ بمراحل، ولكن حاول فإن خوض شرف المحاولة فخر لنا!

سيدي قلوبنا مشتتة منكسرة ضائعة
ها نحن ذا نشهدُ انقلابًا يهز أرجاء البلاد ليتفرق الشعب مجددًا!
انقلابًا يخدم مصلحتهم ويربك هذا الشعب المسكين فيعم الشتات والفوضى وتتسنى لهم الفرصة ليغتنموا المزيد والمزيد من ثروات هذهِ الأرض الطيبة!

فلا أحد يحتمل عبء شعبٍ لا راعٍ له ،فكيف إن كان هذا الشعب يمني؟!

لربما لا علم لك بالحياة التي نحياها ولربما لم يصلكَ خبرنا الحقيقي منذُ ستة أعوام؛ فحتمًا لن يقبل أي رئيس بأن يُخذل شعبهُ من الجميع و أن يحيا في شبه حياة!

سيدي الرئيس أنا مواطنة ابنة هذا البلد لم أرى منهُ غير الألم مع هذا أحبهُ كثيرًا وأحزن عليه؛ فقلبي ينفطر كلما أرى الأطفال المشردين في موطنهم و المجاهدين في سبيل لقمة العيش، أموت في اليوم والليلة ألف مرة عندما أرى أطفالًا في جبهات القتال، النظرة القاسية تملأ أعينهم والحقد في قلوبهم تجاه إخوانًا لهم في الدين والوطن ،دمعي لا يجف عندما أرى شباب وطني الحبيب يسفكوا دماء بعضهم البعض ليقهقه العدو فرحًا بهذا الشتات الذي وضعنا به
أما روحي فتنزف في كل مرة أرى فيها فقرًا وجوعًا ينهشان في خاصرة هذا الوطن، وعندما أرى من هو أعرج وأعمى ومن فقد جزءا منه فداءًا لهذهِ الأرض فلا هو حررها ولا هو مكمل حياته مثلما كان.

سيدي أنا فتاة لم أتجاوز عقدي الثاني بعد، لم أحلم يومًا بتلك الأحلام الوردية الملائمة لعمري فكانت لا تزال أمنية حياتي أن أصحو على السلام الذي لم أنم عليه يومًا ولم يحتضن بلادي منذ حين!

سيدي الرئيس
هناك الكثير من العتاب والسؤال اللذان يملآن عقلي ويمزقان قلبي، إن لم ترغب بنا فلما قبلت أن تولّى علينا؟
ما أجبرك أن تقترف ذنبًا بحقكَ وحقنا؟ هل آذيناك يومًا؟ أقتلنا عزيزًا لك ؟أم هل غدرنا بكَ ؟،هل اقترف آباؤنا الأخطاء بحقك أم نحن من اقترفنا؟!
ما الذي ارتكبناه لنُقابل بكل هذا الجفاء والذل والإهانة؟!

ألا يكفي بأننا أساس الإرهاب والنصب والاحتيال في نظر جميع البلدان؛ فأن تكون يمنيًا في هذا الزمان وصمة عار لا تستطيع الخلاص منها أبدا.

سيدي الرئيس فقط الله أعلم بحالنا ،هذا الشعب الضعيف الهزيل والمغلوب إلا من رحمة الله، فمهما قلت وكتبت مهما بكيت وطالبت لا مجيب، أود أن تصل رسالتي هذهِ إليك وأن تستعطفكَ ولو بالقليل ، ولا أود أن أطيل بالمزيد فلا الأبجدية ولا الكلمات تستطيع إيصال ما نحن فيه!

فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي حفظك الله ورعاك في دولةٍ يُقال عنها جارة وصديقة، أتمنى أن تكمل مسيرة حياتك وأنت في أتم الصحة والعافية، لا تقلق سنتدبر أمرنا سننهي هذهِ الحروب لتعود الأخوة والمحبة والود فيما بيننا، و سنكمل حياتنا بالسلام الذي نحلم به سيأتي اليوم الذي ترتاح فيه منا وتنسى أننا شعبك كما نسينا أنك رئيسنا!

عن ريم النهدي

Avatar

شاهد أيضاً

أمير المؤمنين ((سالمين))..!!

    أمير المؤمنين ((سالمين))..!!   كتب الاستاذ عبيد احمد طرموم على صفحته في الفيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *