الأحد , مايو 5 2024

هل نخرج سريعا من حالة السحر الأسود ، التي وقعنا فيها حاليا قبل أن نقع في الكارثة؟؟

هل نخرج سريعا من حالة السحر الأسود ، التي وقعنا فيها حاليا قبل أن نقع في الكارثة؟؟

 

بقلم : م.لطفي بن سعدون.
المكلا : ١٢ أبريل ٢٠٢٢م.

منذ تسليم الرئيس هادي كافة سلطاته الرئاسية لمحلس القيادة الرئاسي بيوم ٧ إبريل ٢٠٢٢م، و الأوضاع في بلادنا تعيش تخبطا عميقا في كافة الإتجاهات، ونلاحظ توجهات عجيبة من كافة نخبها السياسية بتغيرات ١٨٠ درجة عن توجهاتها السابقة، وكأننا تحت تأثير سحر أسود !!!

فلقد ترسخت في أذهاننا من سابق أن أجندة الأنتقالي والحراك الجنوبي تعمل على الأنفصال وإقامة الدولة الجنوبية ويجندون كل امكانياتهم البشرية والسياسية والعسكرية والإعلامية لأجل ذلك . وفي المقابل فإن كل أجندات المكونات السياسية اليمنية، ترفض ذلك بكل ما اوتيت من قوة، وكل منهما متمترس في مواقعة ضد الآخر ولاهم له إلا إسقاطه وإبادته ومحوه من الوجود.

أما الحوثي فلم يعد العدو الأول للطرفين بل كان في بعض المواقف على الواقع صديقا مقربا لكلا الطرفين وكان هو المستفيد الأكبر من هذه الخلافات في صف الشرعية بل ومغذيا لها.

ويضاف الى هذه الأجندات المتناحرة، لا ننسى أيضا وجود الأجندات الأخرى والمتمثلة في المكونات الحضرمية المستقلة وكذا العدنية والمهرية والتهامية والمأربية وغيرها.

وبالرغم من وجود هذه المتناقصات الموضوعية في واقعنا السياسي والجغرافي والعسكري، الا إننا فجأة وبدون أي مقدمات تمهيدية نرى أن كل الأمور تنقلب أمامنا .

فمنذ تشكيل المجلس الرئاسي، أصبح الجميع ينادي بوحدة الصف وتقريب الجميع وترشيد الخطاب الإعلامي وتوحيده بهدف تقارب الكل ومنع إبراز أي خلافات فكرية أو سياسية بين مكونات مجلس القيادة ونخبها القيادية، وكأنه لا توجد أي خلافات سابقة بينها على الإطلاق، وتصبح الفضائيات الرسمية والحزبية والمنصات الاعلامية المختلفة ساحة لقاءات لكل المتناقضين من سابق، ولكنهم على قلب رجل واحد.

حقيقة شئ غريب أن يحصل هذا الأمر فجأة بين أعداء الأمس القريب، ولايمكن لهذا التقارب الفجائي أن يشكل عنوانا لمرحلة تصالحية ناجحة بين أعداء الأمس القريب وأجنداتهم المتضادة .

فمثل هذا الأمر يحتاج أولا الى دراسات وورش عمل ولجان تخصصية لتحليل واقع الخلافات والمطالب والأسس الفكرية والسياسية والمجتمعية والإقتصادية والثقافية لجوهر الخلافات بين كل المكونات الجغرافية والسكانية والثقافية والتاريخية والمذهبية في عموم بلادنا، وإن يرافق ذلك على الفور تهيئة المجتمع وكل المواطنين إعلاميا للإنتقال الى تشكيل الوعي الجديد المتسم بمبادئ التكامل والتعايش والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات وتعيين الشخص المناسب في المكان المناسب وغيرها من الايجابيات، ورفض المبادئ القديمة المدمرة التي ترسخت في وعي الناس ونخبها والمتمثلة في تكريس الهيمنة وإلغاء الآخر والمحسوبية والفساد ونهب وسرقة المال العام والمحسوبية ومحاربة الكفاءات وغيرها من السلبيات.

أما بالطريقة الفجائية التي نشاهدها الآن في وسائل إعلامنا وفي لقاءات مختلف القيادات اليمنية والجنوبية والحضرمية، فإن هذا الإمر غير مستساغ ولا مقبول نفسيا أو منطقيا، فلا يمكن لأعداء الأمس القريب وأضداده أن يصبحوا فجأة على قلب رجل واحد وبلا مقدمات تمهيدية منطقية تؤسس لذلك.

وأن هذه الحالة الفجائية والغير منطقية تذكرنا بحالة إعلان الوحدة الإندماجية التي تمت أيضا بعجالة وبدون مقدمات تمهيدية منطقية وكانت نتيجتها الفشل الذريع والإحتراب والدمار الذي لازلنا نعيش مأساته حتى يومنا هذا.

فهل نخرج سريعا من حالة السحر الأسود ، التي وقعنا فيها حاليا قبل ان ينقلب السحر على الساحر ؟؟؟ ام نستمر في الضحك على الذقون والتلاعب بعواطف الناس وتخديرهم بأوهام اللا منطق واللاواقع !!! ثم نقع في كارثة مدمرة ليس لها من قرار!!!

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

مغالطات غريبة في حساب اللواء الركن فرج سالمين البحسني

  مغالطات غريبة في حساب اللواء الركن فرج سالمين البحسني بداية من لا يشكر الناس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *