الجمعة , مايو 17 2024

عزائي إلى وطني الحبيب

 

عزائي إلى وطني الحبيب

ساعة صمت والكثير من النحيب
جفونٌ دامعة في لحظات الوداع الأخير
والحداد الغير منقطع في هذه الأيام والسنين

فقدنا الكثير والكثير من عزيزٍ وغريب
لم تنضب قلوبنا من الأسى، وإن نضبت أعيننا من الدمعِ الحزين

كتب علينا الفراق وتكرار مشاهدهِ في وقتٍ عصيب

حربٌ وباءٌ وعلمٌ في ضياع

الجهلُ والفساد يسيطران على الموقف بكل ثبات

و الشتات يُقسّمنا إلى أجزاء من جديد

فرغم قداسة الموت والوفاة، هناك أرواح اكتسبت من الذل والقهر الكثير من الحقد والجفاء

تتابعت الأخبار الموجعة في هذه السويعات هلت علينا الصواعق والأزمات من كل حدب وصوب

مات الأهم والمهم وبقي الأثر…

نعلم أن هناك بعض من التقصير والتقاعس نعلم بحجم الأذى الذي حدث في أنفسنا لكن هذا لا يمنع من طلب الرحمة والمغفرة لهم ولنا

نحن كأمة مسلمة نحزن على كافر مات على الشرك فكيف لا نحزن على مسلم مات على القليل من الذنب

أقست قلوبنا إلى هذه الدرجة، هل انسلخت الرحمة منها، أم أن الحقد أعمى بصيرتنا؟

كنت منكم وما زلت أفكر مثلكم وأحقد مثلكم لا أنكر حجم الألم الذي شعرت به حين وصلني ما وصلني من الأخبار عن انعدام المسؤولية والكثير من الإهمال ،لكن تذكروا أن من لاقى الله بقلبٍ سليم عفوٌ كريم سيرحمهُ الله

تذكروا أن الله لا يغفر حق العبد وتذكروا أنّا في اليوم نخطىء بحق بعضنا البعض آلاف المرات، لنغفر لشخصٍ توارى تحت الثراء
لنغفر لهُ إن ارتكب خطيئةً بنا رحمةً وكرمًا منا

تذكروا ظلمة القبر وأنها مصيرنا، سؤال الملكين يليه نعيم الجنة أو عذاب النار

فكيف سيكون حالهم وماذا عن حالنا؟!

الله لن يضيع حقنا سيعيدهُ إلينا بالكثير من العدل
والكرم…
سيعيده إلينا مهما دارت الدنيا وقست علينا ومهما طالت السنوات وعظمت مصائبها

حبًا بالله اغفروا أريحوا أنفسكم التعبة، كيف سنكمل الطريق كيف سنبني هذا الوطن الغالي والعزيز، والحقد والسوء والبغضاء في قلوبنا!

إلى متى والحال على ما هو عليه ؟!
إلى متى ونحن مثلما كنا قلما من يتغير منا؟!
نلقي باللوم والعتب على هذه المؤسسات ونتغاضى عن كوننا شعبٌ لا يحاسب ولا يطالب بحقه فقط ينتظر أن يأتي اليه الخير من دون جهدٍ أو عناء!
نريد النهوض نحلم بالتطور والاستقرار دون أن نحرك ساكنًا
وحين تفشل مؤسسة أو يعم الفساد نلقي اللوم عليهم أجمعين وندعي عليهم قائلين حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم ليموتوا غرقًا أو قتلًا على يد الكافرين، لتكتب لهم الشهادة بينما نكمل حياتنا آملين بقادةٍ كعمرٍ أو الصديق!

لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، و أنتم تعلمون!
يكفي ذم يكفي شتم ويكفي انشقاق، لنتحد لنكمل الطريق معًا ولندافع عن حقوقنا من دون خوفٍ أو هروب
لنحاسب الجميع رئيسًا كان أو وزيرا
لنريهم أن وعينا يفوق خططهم واستغلالهم لنا
هيّا حان الوقت لننهض ولنكف عن النحيب!

 

 

 

عن ريم النهدي

Avatar

شاهد أيضاً

أمير المؤمنين ((سالمين))..!!

    أمير المؤمنين ((سالمين))..!!   كتب الاستاذ عبيد احمد طرموم على صفحته في الفيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *