الإثنين , مايو 6 2024

حضرموت وأحاديث الهوية

حضرموت وأحاديث الهوية

بقلم / أحمد باصهي

من يدرك قيمة حضرموت مكانا ومكانة في جغرافيا وتاريخ الجزيرة العربية، يربأ باهلها أن يشهدوا هذا التيه المشين حتى أنهم لا يدرون عن خاتمة يومهم ناهيك عن غدهم كيف سيكون ؟

وفي عتمة هذه الليلة يُفتقدُ العقلاء من القوم وأصحاب الحاسة الاستراتيجية والخيال الخصب لاجتراح معابر وطرق جديدة للخروج بالناس من ضيق الحال إلى سعة الحال والمآل .

اعتلى هواة السياسة كما هو حال المشتغلين بها منابر الخطاب، فبين متجه جنوبا ومتجه شمالا والقوم بينهم صرعى وما هم بصرعى ولكن هانت عليهم أنفسهم حين استسلموا لثقافة الخلاص الفردي ( ماسيبي ) واعتزالوا المشهد العام .

*فهل إلى خروج من سبيل ؟*
*نعم* بكل تأكيد فرحمة الله واسعة ولكن للذين اهتدوا وللذين أحسنوا الحسنى وزيادة .

أنشأ الحضارم مكونات رأسية اعتمدت المحاصصة الفئوية في تشكيلاتها بينما كان الأجدر بهم وهم أصحاب الخلفيات المدنية والحضارية منذ الأزل أن يقفوا سواسية كأسنان المشط أمام استحقاقات اللحظة التاريخية ويكون الكل مدعوا للتراص والاصطفاف لرسم معالم المستقبل والإجابة على السؤال التحفيزي *من نحن وماذا نريد* ؟
وهو السؤال الذي يجب أن يوجه للمفكرين الحضارم حيث ما أقلتهم الغبراء وأ3ظلتهم الخضراء سواء في حضرموت أو خارجها .

لذلك *فإني أدعوا* كل أبناء حضرموت المفكرين والمثفين واللابثين في محاريب العلم و المعرفة ينتظرون ساعة الخلاص *أدعوهم* إلى الخروج الكبير إلى سوح الفعل وأخذ زمام المبادرة وعقد مؤتمر يتفقون فيه على مصفوفة من المشتركات الفكرية والثقافية المبنية على الإحصاء والرؤى العلمية بعيدا عن العواطف واصطناع الوجاهات لاأن هذا الفراغ الشاغر قد ملأه أصحاب النوايا الطيبة والمتحمسين وكذلك أصحاب المصالح وحراس الماضي المقدس.

فأصبح لحضرموت مرجعيات أخرى غير التي كنا نأمل أن ينضوي حولها الجميع فلكل مشروع سياسي حامل فكري وثقافي كما رأينا في تجارب البشرية كلها في سعيها اللاهث للخروج من مآزقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

فهل حضرموت التي قال أديبها الفذ الراحل علي أحمد باكثير
لو *ثقفت* يوما حضرميا لجاءك آية في النابغينا

تكون الثقافة غائبة أو مغيبة عن مرجعيتها التي تطالب بالسيادة على أرضها والاستفادة من ثرواتها والتخطيط لمستقبلها بجدية واقتدار .

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

الإستهتار يبلغ مداه يا كهرباء

      الإستهتار يبلغ مداه يا كهرباء   كتب/سعود الشنيني في 25 أبريل 2024 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *