الأحد , مايو 5 2024

قضايا تربوية ( 1 )

قضايا تربوية ( 1 )

لا نختلف جميعاً بأن هناك قضايا شائكة في الجانب التربوي سواءً بمدارسنا بمحافظة حضرموت بوجه الخصوص أو على مستوى مدارس الوطن.
ولعلنا نتطرق لواحدة منها بمقالنا هذا

*( المنهج المدرسي )*
مع بداية كل عام دراسي يرجع أولادنا وبناتنا مع أول يوم دراسي وهم محمّلين بمجموعة كبيرة من الكتب الدراسية ذات الحشو المنهاجي المبالغ فيه.

فتجد طلاب الصفوف ( 1-5 ) حاملين لعدد ستة أو سبعة كتب دراسية وطلاب ( 7-9 ) حاملين تسعة او عشرة كتب دراسية بينما طلاب الصف الأول الثانوي فيرجعون بثمانية عشر كتاباً علمياً وأدبياً وهذه طبعاً لفصلٍ دراسيٍ واحدٍ أي لابد أن تُختتم في ثلاثة أشهر أو أربعة وإذا ما خصمنا العُطل الرسمية والاضرابات والامتحانات والعصيانات ستصفى فترة زمنية لاتتجاوز ستون يوماً أو أقل من ذلك.

لكم أن تتخيلوا طالباً بالصف الثالث الإبتدائي ملزماً بحفظ سور الانشقاق والمطففين والإنفطار والبروج والطارق خلال هذه الفترة الذي صار المعلم يطارد نفسه لينتهي من هذا المحتوى بالمنهج المقرر خوفاً من قسم التوجيه الذي سيعاتبه إذا ما استوفى كامل المنهج بغض النظر عن توصيل مضمون الدرس فما يهمه هو الانتهاء من المنهج .

ويخرج معلم القران ليدخل معلم الإسلامية والرياضيات والعلوم والعربي والاجتماعيات وكل معلم يطارد نفسه لينتهي من كل هذه الكتب خلال الخمسين يوماً
بالله عليكم كم وكم سيستوعب التلميذ كل هذا الكم الهائل من المعلومات والدروس هل سيحفظ أم سيستوعب الدرس أم ماذا؟

في الوقت الذي نجد فيه الأهالي مشغولون بأوضاعهم المعيشية الصعبة فبالكاد تجد أسرة تتابع ابنها في ما أُعطي له وإن وجدت فتجدهم يشتكون من صعوبة وحشو المناهج وما على الطالب إلا أن يكون في صراعٍ محتدمٍ مع كل الكم الهائل من هذه الدروس فبالتالي لا يستوعب ولا ما بنسبته 30% مما يُعطى له
والنتيجة مانراه اليوم من تدني في مستوى التحصيل العلمي المخزي .
وهناك جوانب أخرى أيضاً مصاحبةً لهذا المنهج منها تردي الكتب الدراسية وانعدامها.

وكذلك قصر فترة الدراسة ففي زمان مضى كانت الفترة الدراسية تزيد عن ثمانية أشهر بل تصل للتسعة أشهر ولا توجد اضرابات ولا عصيانات أما اليوم فمعظم الوقت في إجازة تصل لستة او سبعة أشهر بين الإجازات الرسمية والاضرابات.

وجانب آخر مهم هو إلغاء حصص الترفيه مثل الرسم والنشاطات وضعف وتقليل حصص البدنية فهذه لها الدور الكبير في تحفيز وتشجيع الطلاب في حب المدرسة ومناهجها وتكون كمتنفس بين الحصص .

وقد سألت بعض المختصين عن آليات وضع هذه المناهج فأُخبِرت بأنَّ جميع المناهج وُضِعت بجلساتِ مقيل قات وتصنيفات واضعيها وليس على آليات مدروسة ومنهجية فعلاً.

ومن هنا أدعو قيادتنا التربوية سواءً على مستوى المديريات أو الإدارات العامة اتخاذ مواقف قوية وجريئة وعقد جلسات خاصة مع المختصين لوضع معالجات لهذه المناهج والتركيز على المهم منها والتخفيف على الطلاب ولايعولوا على الوزارة فمصلحة أبنائنا أهم من إرضاء هؤلاء الذين وضعوا تلك المناهج وجعلوا أبناءهم بالمدارس الخاصة بل ويدرسون خارج الوطن بينما جعلوا أبناءنا يتصارعون مع هذه المناهج المُملة المُتعبة وبالتالي خسرنا تعليم أبناءنا الذين ظهروا بمستويات متدنية .

محمد باحشوان (أبوفهد)

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

مغالطات غريبة في حساب اللواء الركن فرج سالمين البحسني

  مغالطات غريبة في حساب اللواء الركن فرج سالمين البحسني بداية من لا يشكر الناس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *